شبكة ذي قار
عـاجـل










ظهر حسن نصر الله مهدّدا متوعّدا مزمجرا في خطابه تفاعلا مع اغتيال سمير القنطار ، وأفاض في تحذير الصّهاينة وتحدّث عن احتفاظه بالرّدّ المناسب في المكان والزّمان المناسبين ..

وفي الحقيقة، لم نجد في خطاب نصر الله مبرّرا واحدا للوقوف عنده إن مشاهدة أو قراءة ولا تحليلا حيث كنّا ننتظر كالعادة جعجعاته التي لا حدّ لها دون أن يقترن الفعل بالقول كما في كلّ مرّة ..

لكن ، جاء في الخطاب الأخير مؤشّر خطير جدّا تمثّل في الصّورة التي رافقت تلك الكلمة ، فقد طلع علينا حسن نصر الله هذا بجبّته الفارسيّة الصّفويّة الخالصة ، ليثبت مجدّدا وبمنتهى الوضوح أنّ لا ولاء له ولا ارتباط إلاّ بولاية الفقيه ..

إنّ مثل هذه الأمور معروفة لدينا وقديمة ملازمة لتقييمنا له منذ ظهوره الأوّل ، حيث لم تنطل علينا يوما ادّعاءاته وتسويقات السّذّج والمأجورين على حدّ سواء لبطولاته الورقيّة الزّائفة ..

أمّا الجديد الخطير - الذي يستوجب وقفة متأنّية لكلّ المفتونين بالمندوب الصّفويّ في لبنان للتّعاطي مع خطابه - فيتمثّل في الصّورة التي رافقته طيلة كلمته تلك ، حيث أظهر القائمون على الكلمة خريطة فلسطين مرفوقة بصورة القنطار تلفّهما الخرقة الصّفويّة الفارسيّة في تدليل واعتراف صريح لا يحتمل تأويلا عن حقيقة توجّه المجرم نصر الله وانضباطه الصّارم لأجندا الفرس فتسقط تلك الأوهام الصّبيانيّة التي دأب أعداء العروبة من أبناء جلدتنا على دمغنا بها صباحا مساء ..

هل من سبيل الآن لإنكار دلالات تلك الصّورة ؟؟ وهل من مبرّر يبقى لنغول الفرس وأزلام ولاية الفقيه في تونس والوطن العربيّ كاملا لمواصلة الادّعاء بأنّ مندوب الفرس الصّفويّين في لبنان يمتّ لقضايا العروبة بصلة يتيمة واحدة ؟؟

ما معنى أن تلفّ فلسطين العروبة والتّاريخ خرقة صفراء متآمرة هي راية الفرس ؟؟ أليس من بين مقاصدها إنكار عروبتها وتبشير بالأطماع الحقيقيّة للفرس الصّفويّين فيها ؟؟

إنّ القنطار، وإن سلّمنا جدلا باستشهاده في سبيل فلسطين كما يقول نصر الله وأتباعه ومريديه ، فإنّه ما من داعي واحد للفّه بخرقة الفرس إلاّ إذا كان فارسيّ الهوى بلا مواربة أو هكذا انتهى في أواخر سنوات عمره بعد قضائه قرابة ثلاثة عقود في زنازين الكيان الصّهيونيّ ..

أَوَلَيْست فلسطين في عرف كلّ من استشهدوا من أجلها بصرف النّظر عن إيديولوجيّاتهم ورؤاهم وارتباطاتهم، إنّما هي عربيّة خالصة وبالتّالي فقد ناضلوا جميعا من أجل تحريرها والذّود عن عروبتها ؟؟

إنّنا لن نقبل أبدا وتحت أيّ مسوّغ كان بتجريد فلسطين من عروبتها سواء كان الفاعل مغتصبا صهيونيّا حقيرا أو علجا فارسيّا صفويّا حاقدا ..

وليعلم الجميع أنّ فلسطين أغلى من كلّ الغالين الذين استشهدوا من أجلها، بل إنّنا لم نعلم في تاريخ النّضال العربيّ الطّويل في سبيل تحرير فلسطين أنّ أحدا من قوافل المناضلين والشّهداء على درب استعادة غرّة الأوطان، تجرّأ وفكّر في القفز على عروبتها الثّابتة الشّامخة الأصيلة ..

صفوة القول إنّ تعمّد المجرم الطّائفيّ حسن نصر الله على طمس عروبة فلسطين وإسقاط خرقة أولياء نعمته الفرس الصّفويّين إنّما هو من باب الاعتراف النّهائيّ بحقيقته عارية لا لبس فيها ولا مخاتلة ..

إنّه يتمسّك بطائفيّته ومتاجرته بالقضايا العربيّة وادّعاء نهج المقاومة في سبيل إعلاء راية ولاية الفقيه المتخلّفة والمتربّصة بالعرب والعروبة شرورا بلغت الوقاحة بأهلها حدّ التّجرّئ على التّرويج لتفريس فلسطين ..

وهنا نرفع سؤالا حارقا لتلك الأحزاب التّونسيّة الثّلاثة التي شاركت في مؤتمر الخزي والعار برعاية حزب الله الممانع المقاوم كما يزعمون بداية الشّهر الجاري، ولغيرهم من نغول إيران في الوطن العرب والمنخرطين في ولاية الفقيه السّاعية لابتلاع الوطن العربيّ كاملا وذبح عروبته وتقطيع أوصال العرب :

هل من مجال للتّذرّع بانخداعكم مجدّدا بولاء هذا المأجور الصّفويّ للعرب والعروبة وقضايهم فتجلسوا معه على طاولة واحدة ؟؟

استفيقوا هدانا وهداكم الله ..





الجمعة ١٤ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة