شبكة ذي قار
عـاجـل










 

أكاد أن أكون على يقين تام أن أي مقاومة في العالم لم تجابه ما جابهته المقاومة العراقية الباسلة، ولا حملت أي مقاومة في العالم كله ما حملته المقاومة العراقية البطلة من أثقال، ولا واجهت مقاومة على وجه الأرض تشويهاً وشيطنة وإعلاماً مضللاً كما واجهت المقاومة العراقية.

إن الأموال التي أنفقت على شيطنة مقاومة العراقيين كافية لبناء دولة على أرض جرداء، بمبانيها وأبراجها وشوارعها وجسورها ومنشآتها ومعالمها وبناها التحية.. الخ ، خذها من عشرات القنوات الفضائية ومئات الصحف والمجلات إلى عشرات الآلاف من منتسبي الصحوات والمخبرين السريين والعلنيين ومئات الآلاف من العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وشراء الذمم.. الخ.

والواقع، أن المقاومة العراقية كانت تقارع احتلالا مزدوجاً، بل قل احتلالات، فالأمريكي والإيراني هما في الواجهة، ولكن يقف وراءها احتلالات بريطانية واسترالية وبولندية وكورية جنوبية ودنماركية والدول التي تكونت منها جيوش التحالف الدولي التي عبرت البحار والمحيطات وجاءت من أقاصي الكرة الأرضية لتغزو العراق، مما دل على أن أمريكا العظمى بقدراتها العسكرية الهائلة لم تكن لوحدها قادرة على الصمود بوجه هذا البلد العظيم، ولا تنس أن دولاً كثيرة من دول العرب ساندت هذا الاحتلال وقدمت له تسهيلات كبيرة جداً، مما يعني أن المقاومة العراقية لم تكن لها حاضنة من أي دولة ولم تعتمد إلا على حاضنتها الشعبية، مما يصح معه أن نطلق عليها لقب (المقاومة العصامية )، ومع ذلك فأنها استطاعت أن تطرد المحتل من العراق وتكبده خسائر ثقيلة سيظل يتذكرها وتبقى وصمة عار في جبينه.

إن ظروف المقاومة العراقية شابهت في كثير من الوجوه ظروف ثورة العشرين في القرن الماضي، ويبدو أن العراق هو الحاضنة الثورية الوحيدة للمقاومات العالمية طوال تاريخه، وطوال تاريخه لا حواضن لمقاومته، بل هو الذي ينهض بحمله لوحده.

لقد ألصقوا بالمقاومة العراقية أنها تغتال وتفجر الناس وترسل الانتحاريين لقتل المدنيين، وقبل أن تتبين للعالم براءة المقاومة من هذه الأفعال، كان الوعي الشعبي العراقي قد سبق الجميع في معرفة أن المقاومة تستهدف تحرير العراق، ومن يستهدف تحرير العراق لا يمكن أن يستهدف الإنسان في العراق، وكان هذا الوعي الشعبي الحاد قد سبق حتى بيانات المقاومة العراقية التي أكدت أنها لا تستهدف حتى أفراد الجيش والشرطة إلا في حالة الدفاع عن نفسها.

أثبتت المقاومة العراقية البطلة أنها حياة لشعبها وموت لأعدائه، وقد أوصلت هذه الرسالة بوضوح إلى العالم على الرغم من عدم امتلاكها وسائل إعلام مؤثرة وعلى الرغم من التعمية الكبيرة على إنجازاتها وأفكارها ورؤاها وثقافتها وبرامجها، وكذلك عدم امتلاكها الدعم المالي الكافي من أي دولة، والدول التي كانت تعطي الدعم بعنوان المقاومة كانت تعطيها إلى دكاكين فتحها أدعياء أنفقوها على أنفسهم لا على المقاومة، وقسم من هذه الدكاكين كان يعطي واحداً من ذلك الدعم لأعمال يوهمون أنها للمقاومة على منوال فتح قناة فضائية أو إرسال طلبة إلى بعثات دراسية، والـ99 تذهب إلى تضخيم ثروات أصحاب تلك الدكاكين.

وعلى الرغم من ذلك كله التزمت المقاومة بخطها القويم لم تحد عنه وفضحت بسلوكها الثابت الإرهابيين الذين كانوا ينفذون أجندة الاحتلال بإبادة شعبنا.

نعم، خرجت مقاومتنا الوطنية بوجه أبيض ، وأزاحت الستار عن سواد وجوه المحتلين وأقزامهم ووكلائهم الذي مازالوا حتى بعد فضيحتهم المدوية يمارسون الإرهاب ضد شعبنا، فيما تعرف رصاصة المقاومة في أي رأس تستقر.

 





السبت ٨ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة