شبكة ذي قار
عـاجـل










في تأكيده على الوحدة الوطنية رغم اختلاف الأديان والمذاهب يقول الخالد فينا : ( أن حزب البعث العربي الاشتراكي قال نحن نستوحي من قيم السماء دروسها المركزية وجوهرها الأساسي ونترك للشعب فيما عدا ذلك حرية ممارسة الطقوس الدينية ، وبهذا الاتجاه يختار دينه ، ويختار مذهبه ، ويختار فرقته ضمن المذهب الواحد كما يعتقد وكما يشاء، وليس أدل على أهمية الاجتهاد من أن السنة هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تظهر بعد أن انتهت آخر آية بالقرآن وإنما وجدت مع أول آية في القرآن ، لماذا يجتهد محّمد بن عبد الله وهو قاب قوسين أو أدنى من الوحي ، أليس هذا دليلاً مركزياً آخر يقول بأهمية دور الإنسان في الأرض لضمان التطور كما ينبغي ، والجوهر مع المحافظة على جوهر الرسالات السماوية.

علينا أن نحترم ديننا الإسلامي الحنيف وأن نحترم الآخرين من أبناء شعبنا الذين يعتنقون بدين آخر ، ولكن لا علينا أن نجعل من السلطة ركناً جديداً في الاختلاف بين الأديان وبين المذاهب ، لأن إدخال السلطة كركن للاصطراع والاختلاف يمزق شعبنا .

ويؤكد شهيد العصر : ( أن حزب البعث العربي الاشتراكي لا يمّيز بين المنظم والغير منظم لأنه بل أصبح وطنياً مؤمناً بوطنه وغير وطني .. عربياً مؤمناً بوطنه وقوميته وغير وطني وغير مؤمن بقوميته.

لقد كانت قيادة الحزب والثورة لا تمّيز بين مواطن وآخر إلا بمقدار ما يؤديه المواطن من عمل وما يبذله من جهد لخدمة عموم الشعب وتحقيق تقدمه ورفاهيته.

وقال شهيد الحج الأكبر : أننا سنصون بيوت الله مهما كانت إشكالها ومهما كان الناس الذين يعبدون فيها ومهما اختلفت طقوسهم ودياناتهم في أداء هذا الواجب الإلهي على الأرض .

وقال : أن الذي يهمنا بالدرجة الأساس أنهم يعبدون الله الواحد وأنهم يريدون الخير في الأرض ويريدون للإنسان الصلة الصحيحة مع الآلة ، وأننا لن نفرق بين عراقي وآخر إلا على أساس العمل الصالح لخدمة العراق على طريق المبادئ.

يقول القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جناته : ( أن الدين تعبير صادق عن إنسانية الإنسان ، وانه يمكن أن يتطور ويتبدل في أشكاله ، وان يتقدم أو يتأخر ، لكنه لا يمكن أن يزول ) .

ويؤكد أن الدين في صميم القضية العربية والمواطن العربي الذي نعمل لتكوينه .

هذا الموقف العام والإيجابي من الدين ، الذي يرفض في آن واحد الإلحاد واستغلال الرجعية للدين، وينظر بالمقابل إلى الدين بوصفه يقع في صميم القضية العربية هذا الموقف المتعدد الأبعاد والمتكامل عندما يتحدث القائد المؤسس رحمه الله عن الإسلام ليس فقط كعقيدة ، بل أيضا كرسالة ، كانقلاب وثورة .

لقد رفض البعث الرجعية الدينية التي جعلت التدين يفقد كل صلة بالروح والحوافز التي كانت مصدر الدين بالماضي والتي جعلت منه حركة إحياء وتجديد وبناء فآل إلى حالة من الجمود والجهل . كما يرفض وللسبب نفسه الدولة الدينية .

كيف ينظر حزب البعث للدين ؟
رأى البعث الإسلام من جوانب عدة : إضافة إلى أن الدين منهج من مناهج نظرة الإنسان إلى الكون ،فإنه يشكل جزءاً أساسياً من التراث التاريخي العربي ، روحياً وسياسياً واجتماعياً ، وفيه إضاءات نضالية مهمة يمكن للعرب أن ينيروا بها دروب الكفاح في وجه الأطماع الخارجية . لكن جوهر الدين الذي يكتسبه من خلال دوره في تنمية الجوانب الروحية والخلقية عند الإنسان ، شيء ، واستخدامه كعامل للتجزئة شيء آخر .

فإذا كان البعث قد أدخل الدين إلى الحياة القومية ، إلا أنه لم يجعل من مهمته مهمة دينية ، لأن " الرابطة القومية ، هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية ، التي تكفل الانسجام بين المواطنين ، وانصهارهم في بوتقة واحدة ، وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية .

يقول جبران خليل جبران : أيها المراؤون توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الإنسان ودافعوا عن الإنسان كي يتمكن من التعرف إلى الله .





الاحد ٢٤ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال أحمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة