شبكة ذي قار
عـاجـل










برنامج من الذاكرة السياسية
الأستاذ ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق في العهد الوطني
( الحلقة الأولى )

 

المذيع : الكل يريد معالي الوزير معرفة رحلة الخروج ولو بدأنا من النهايات وليس من البدايات إذا سمحت :
في يوم 9 نيسان أبريل من عام 2003 بعد أن انتهى كل شيء وأعلن الاحتلال كنت أنا قد بدلت مكان إقامتي ، اقتربت القوات الغازية من المكان البديل الذي انتقلت إليه في منطقة المنصور، كنت هناك في بيت بديل، اقتربت القوات الأميركية من مطار بغداد الدولي واقتربت من المنطقة فاضطررت لإرسال أهلي خارج بغداد وبقيت أنا في بغداد ولكني خرجت من ذلك المسكن وانتقلت إلى منطقة الأعظمية، بقيت وكان معي في ذات المنزل مسؤول عسكري كان له صلة بأحد الأجهزة العسكرية وكان يعرف ما يدور، وهو كان قريب سكرتيري الخاص، فكان يبلغني بما يجري وفي اليوم التاسع من نيسان أبلغني صباحاً قال لي انتهى كل شيء فعند ذاك أرسلت مرافقي ليعرف لنا طريقاً آمناً للخروج. وخرجت قبل ظهر اليوم التاسع من نيسان، ذهبت إلى الفلوجة حيث عائلتي هناك في بيت أحد الأصدقاء وبقيت الليلة هناك، وفي اليوم العاشر من نيسان أبريل خرجنا باتجاه خارج العراق، واجهتنا لدى خروجنا مصاعب كثيرة . كانت القوات الأميركية لم تصل تلك المناطق لكن كانت هناك إنزالات يعني حوامات أو هليكوبترات ضخمة تحمل مدرعات وتنزل في أماكن مختلفة في المناطق الغربية في العراق، فواجهنا نقطة كان فيها، كانت المدرعات الأمريكية تقف وتغلق الشارع وهناك عراقيون يرتدون ملابس أميركية، ملابس الجيش الأميركي تبين أنهم من أفراد المجموعة التي كان يدربها أحمد الجلبي، وتدربها المخابرات الأميركية وكانت مرتبطة بأحمد الجلبي ، وأوقفنا هذا ولكن لم يستطع التعرف علي، كنت أنا أرتدي الزي العراقي العربي، فلم يستطع التعرف علي وجهي.

مقدم البرنامج : لم يدقق كثيراً ؟

د. ناجي : هو اقترب كثيراً و فتح باب السيارة واقترب مني بضع سنتمترات من وجهي ولكنه لم يستطع تمييز وجهي

مقدم البرنامج : يعني كنت على مسافة سنتمترات من اعتقالك ؟

د. ناجي : طبعاً الحمد لله، خرجت أنا وأهلي وبقينا بضعة أشهر في بلد عربي إلى أن جاءتني دعوة كريمة من سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، نعم دعوة كريمة للمجيء إلى دولة قطر.

مقدم البرنامج : ومنذ ذلك الحين أنت في قطر

د. ناجي : نعم منذ ذلك الحين وأنا في قطر منذ العام 2003

مقدم البرنامج : قبل الخروج، لنسميه خروجاً مؤقتاً، أثناء الغزو للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، لعل بروايتك الآن يحسم بعض الجدل أيضاً الذي ورد آنذاك عندما ظن البعض أنك أولاً أنك انشقيت أو هربت بين قوسين من العراق ومن ثم ظهرت في القاهرة مجدداً في مؤتمر وزراء الخارجية العرب تتحدث باسم العراق؟

د. ناجي : بعد 3 أيام من بدء الغزو استدعيت لحضور اجتماع مع الرئيس المرحوم صدام حسين وذهبت إلى مكان في منطقة الكرادة في بغداد- منطقة المواقع الرئاسية، كان هناك موقع أو مبنى صغير.

مقدم البرنامج : هذا بعد ثلاثة أيام؟ د.ناجي: نعم بعد ثلاثة أيام من بدء الغزو. فذهبت إلى المكان ووجدته مع عدد من المسؤولين، فقال لي هناك مؤتمر. طبعاً أنا أعرف أن هناك مؤتمرا لوزراء الخارجية العرب.. دعوة ونحن أوصلنا الدعوة للرئاسة

مقدم البرنامج : كان معه سياسيين وعسكريين ؟

د.ناجي : كان معه مسؤولون يعني وزير الدفاع وبعض النواب. كان واقفاً معهم عند باب المبنى. عندما وصلت قال لي ستذهب إن شاء الله إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، قلت نعم.

مقدم البرنامج : كيف كان صدام حسين الرئيس العراقي في تلك اللحظة ؟ كان اعتيادياً ؟

د. ناجي : كان اعتيادياً، قال لي قل لإخوانك العرب أن أميركا لن تغلب العراقيين، لن تغلب العراقيين.

مقدم البرنامج : هل كلفك برسالة معينة محددة ؟

د. ناجي : كلا ، كلا، هو يعرف أننا نذهب لندافع عن البلد، لنحشد منظومة العمل الرسمي العربي ضد العدوان، ضد الحرب، ضد الغزو، ونتخذ موقفاً عربياً مسانداً للعراق، ومتبنياً الموقف العراقي، ومضاداً او مناهضاً للغزو.

مقدم البرنامج : كان لا يزال على رباطة جأشه التي كان يظهر بها عادة ؟

د. ناجي : بذات الهيئة التي كنت أراه فيها وألتقي معه في الأحوال الاعتيادية

مقدم البرنامج : هل قدمت أي مقترح آنذاك في ذلك اللقاء ؟

د. ناجي : كلا، كان الوضع واضحا، هناك غزو، فمهمتي هنا، أن أذهب إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب وأحاول أن أجعل هذا المؤتمر يتبنى الدفاع عن العراق ومناهضة الغزو والعدوان وإدانته واستنكاره.

مقدم البرنامج : هذه آخر مرة رأيت فيها صدام ؟

د. ناجي : هذه آخر مرة كانت. فخرجت من هناك وهيأت نفسي للسفر وسافرت طبعاً. كنت ارتدي البزة الرسمية هنا. طبعاً غيرت ملابسي وخرجت.

مقدم البرنامج : لكي تتمكن من التنكر ؟

د. ناجي : نعم كانت هناك طائرات أميركية وبريطانية تحوم في سماء العراق وتقصف هنا وهناك، وهناك مرتبطون، جواسيس أدخلوهم الأميركيون في مناطق مختلفة. فتأميناً لخروج سالم، كان علي أن أغير ملابسي وهيأتي و...

مقدم البرنامج : أين ذهبت ؟

ذهبت باتجاه الحدود السورية، ذهبت إلى محافظة الأنبار ثم إلى مدينتي حديثة ومنها إلى الحدود السورية إلى قضاء القائم وعبرت من هناك إلى البوكمال ومن البوكمال ....

مقدم البرنامج : لم تواجه عقبات في رحلتك ؟

د.ناجي : كلا، كنا نشاهد الطائرات الأميركية، ولكننا في سيارات اعتيادية.

المذيع : قبل ما انتقل إلى فاصل ونتابع رحلة الخروج المؤقت هذه أريد أن نحسم الموضوع بشأن فيينا. لأنه كثر يعتقدون بأنك في الذهاب الأخير ذهبت إلى فيينا. هل هذا غير صحيح تماماً أم كان عندك محطة في فيينا قبل أن تعود إلى قطر؟

منشأ هذا الاعتقاد الخاطئ هو تصريح أدلى به صديقي الدكتور يورغ هايدر كان رئيس مقاطعة كارنتيا وزعيم حزب الحرية النمساوي. في أثناء الغزو قال أنا قلق حول مصير صديقي وزير خارجية العراق وأسرته، ولدي في منزلي ما يتسع لاستضافة وزير الخارجية وأسرته إذا قدم إلى النمسا. من هذا تولد الانطباع أنني بعد الاحتلال ذهبت إلى النمسا، يعني هذا هو منشأ القصة كلها.

مقدم البرنامج : لم يكن صحيحاً على الإطلاق ولم تذهب النمسا؟

د. ناجي : لم أخرج إلى النمسا على الإطلاق.

فاصل ونتابع رحلة الخروج إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب.

( اعلان - د.ناجي : فأحد الصحافيين، سأله كيف أطبقتم عليهم، أحد مساعدي صدام في القاهرة وزير الخارجية العراقي فلان في القاهرة، فأحرج رامسفيلد فقال دعنا نرى كيف يعود )

مقدم البرنامج : نريد أن نتابع في رحلة الخروج إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة.

د. ناجي : ذهبت كما قلت باتجاه الحدود السورية. وعبرت الحدود السورية، كانت هناك مصاعب يعني لم تلق في رحلة الخروج قوات على الأرض ولكن كانت هناك، واضح كانت هناك، طائرات أميركية تحوم في الجو وتضرب هنا وهناك، المهم خرجت إلى مدينة البوكمال السورية ومن هناك ذهبت إلى دمشق، أعتقد نقطة الحدود العراقية السورية، الجانب السوري أبلغوا صحافيين أنه كان هناك في دير الزور أو البوكمال، بأن فلان قد عبر الحدود، فعندما وصلت إلى فندق الشام وجدت جمهرة من الصحفيين والمصورين واقفين عند بوابة الفندق وصوروا.

مقدم البرنامج : عندما أخذتَ الصور .... التي سنعرضها على الهواء ......

د. ناجي : نعم عندما أخذت هذه الصور. ذهبت إلى القاهرة.

والحمد لله الموقف كان إجماعاً في مؤتمر وزراء الخارجية العرب إلى جانب الحق: إدانة الغزو والهجوم الأميركي والوقوف إلى جانب العراق والمطالبة بانسحاب القوات الغازية، وهو كما أردنا. وأنا هناك بعث لي الرئيس الشهيد صدام حسين، بعث لي برقية، قال لي نحن نطلب كذا، يعني نتمنى أن المؤتمر يخرج بهكذا قرا ات، أي بالذي قلته الآن، وإذا كان هناك تسويف

مقدم البرنامج : انسحب ؟

د. ناجي : عندما التقيته في بغداد قبل أن أسافر، كان هناك رأي متشدد قيل أمامه من أحد الإخوان، يعني تعبيرا عن الألم والشعور بالمرارة من هذا الهجوم : إن لم يتخذ المؤتمر قراراً واضحاً لصالح العراق تصرف بكذا بشيء من... برد فعل عصبي .

الرئيس صدام حسين قال لي إن لم يتخذ المؤتمر قراراً واضحاً لصالح الحق ، إلى جانب العراق أخرج من المؤتمر أو انسحب من المؤتمر وبين موقفك للصحافيين فقط، ولم يتبن الموقف المتشدد.

مقدم البرنامج : لأحد المسؤولين معه؟ د.ناجي: هناك في القاهرة الحمد لله اتخذ الاجتماع موقفاً واضحاً مع العراق ضد الغزو الأميركي. وكان هذا ليس جديداً ضمن منظومة العمل الرسمي العربي ونتحدث عنها لاحقاً، يعني كانت على طول الخط مع العراق ضد الحصار وضد التهديدات الأميركية بالعدوان.

مقدم البرنامج : سنعود إلى ذلك، معاليك بوجودك في الخارج لم تفكر بالبقاء في الخارج ؟

د. ناجي : أبداً أبداً بل أنني وأنا هناك بالقاهرة عرفت أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي قال لقد أطبقنا على صدام وأولاده ومساعديه في بغداد ولن يفلتوا. أحد الصحافيين سأله كيف أطبقتم عليهم، أحد مساعدي صدام في القاهرة وزير الخارجية العراقي فلان في القاهرة، فأحرج رامسفيلد فقال
Let us see how he will go back دعنا نرى كيف سيعود.

في تلك الأحوال لا يمكنني أن آخذ هذا الكلام إلا على محمل الجد، وأن هذا تهديد، تهديد بأننا سنقبض عليه أو نقتله .

مقدم البرنامج : سيترصدون لعودتك ؟

د.ناجي : نعم هم مالئو الجو، أي مسيطرون على الأجواء العراقية وطائراتهم المحمولة، هناك طائرات هليكوبتر كبيرة ضخمة تحمل مدرعتين أو ثلاث من المرتزقة والجنود وتنزل في أماكن مختلفة تهدد هنا وتضرب هناك، ليشعر السكان بأنه لم يعد هناك دولة عراقية. بأنه انتهى كل شيء، لا تقاوموا لا تبقوا على أي أمل في بقاء دولتكم. فأنا أعرف أنهم موجودون هناك، فهذا الكلام يعني أنهم سيترصدون عودتي، وزاد اعتقادي يقينا لأن بعض الصحافيين أميركيين وبريطانيين أعرفهم

مقدم البرنامج : علاقتك بالإعلام الغربي كانت قوية

د. ناجي : نعم أعرفهم، فقال لي أحدهم : هل ستعود إلى العراق؟ قلت له نعم قال متى وكيف ستعود هل سمعت رامسفيلد ماذا قال، قلت نعم سمعت ماذا

قال رامسفيلد، قال لماذا تعود إذاً وكيف تعود. فأنا في تلك الحال في تلك اللحظة فكرت بأن أضع مخططاً أو خطة للعودة. فقلت له لدي جولة في الدول العربية، سأخرج من القاهرة إلى بعض الدولة العربية ثم أعود إلى بلدي. جاءني صحفي آخر وسألني متى ستعود إلى العراق.

فأنا في تلك الأثناء اتصلت بصديقي الزميل محمود حمود وزير خارجية لبنان وكانت تربطنا علاقة ودية وهو رجل طيب فحكيت له القصة وأبلغته بالخطة. ثم اتصلت من هاتفي الجوال بسفيرنا في لبنان الزميل نبيل الجنابي فقلت له غداً مساء بين الثامنة والتاسعة مساء سأصل إن شاء الله عند نقطة الحدود اللبنانية السورية التي تسمى المصنع فانتظرني هناك. فقال نعم سيادة الوزير وسأبلغ وزارة الخارجية والبروتوكول والأمن. قلت نعم سأكون هناك في تلك الساعة لأن أنا عندي زيارة رسمية للبنان وبعدها سأذهب إلى بلدان أخرى. عدت صباحاً إلى دمشق، وذهبت مباشرة إلى بيت السفير ومن بيت السفير خرجت ظهراً. في الساعة الثامنة مساء كنت داخل الحدود العراقية.

مقدم البرنامج : كل ما قمتَ به كان تمويهاً لكي يظنوا أنك في جولة عربية؟

د. ناجي : نعم، هاتفي مراقب وهاتف السفير مراقب حتماً وأنا أريد أن يعرفوا. أنا كنت أريد أن يعرفوا أنني سأذهب إلى لبنان، فاتصلت من هاتفي بهاتف السفير وأبلغت الوزير بذلك طبعاً لكي لا ينفي الخبر عندما يسأله موظفو وزارة الخارجية هل سيأتي وزير خارجية العراق.

مقدم البرنامج : يعني خطة محبكة ؟

د. ناجي : نعم، أردت أن يعرف الجميع أنني ذاهب الى هناك، قلت للصحفيين، وجعلت أيضاً الاعتقاد في وزارة الخارجية اللبنانية أنني قادم غداً إن شاء الله وهكذا.

مقدم البرنامج : طيب عندما دخلت الحدود العراقية ما كان في مشكلة ؟

كلا ، في ذلك الوقت أخذت سيارة صغيرة، سيارة أجرة عتيقة.

مقدم البرنامج : لم تواجهك مشاكل أثناء العودة ؟

د. ناجي : كلا ، أخذت معي في السيارة فقط مرافق كان معي في السفرة. شاهدت على بعد 20 أو 30 متراً أمامي ثلة من العسكريين الذين كانوا يحملون رشاشات وأسلحة مضادة للدروع. أنا تصورت أن هؤلاء كانوا موجودين ربما في المنطقة وساروا أمامنا. وسرت من هناك وذهبت إلى بلدتي حديثة إلى مدينتي وكان بيت أخي المرحوم شكري هناك وبقيت عندهم إلى المساء وبعدها ذهبت إلى بغداد.

بعد الاحتلال كتب أحد ضباط المخابرات العراقية قال أنا كنت مسؤولاً عن وحدات خاصة، وحدات من القوات الخاصة تعمل في المنطقة الغربية لملاحقة الإنزالات الأميركية المتفرقة في المنطقة وجاءني أمر بالتوجه إلى منطقة الحدود لكي أؤمن عودة وزير الخارجية العراقي بعد التهديد الذي أطلقه رونالد رامسفيلد، جاءني أمر من رئاسة المخابرات بأن أتوجه إلى نقطة الحدود لكي أؤمن عودة الوزير بعد التهديد الذي أطلقه وزير الدفاع الأميركي فذهبت إلى هناك ولم أعلم الوزير بهذا الأمر، فعلاً.

مقدم البرنامج : هذا ما رأيته على الطريق كان لحمايتك ؟

د. ناجي : هؤلاء العسكريون الذين شاهدتهم كانوا مكلفين بحمايتي، بتأمين عودتي إلى العراق.

مقدم البرنامج : طيب ، الأيام التي تبقت قبل 9 نيسان، ما الدور الذي كنت تقوم به في بغداد ؟

د. ناجي : لم يبق دور للديبلوماسية. الكلمة كانت للرصاص، صارت الظروف صعبة وأنا كما قلت اقتربت القوات الغازية ووصلت من منطقة سكني من منطقة المنصور، فانتقلت إلى منطقة أخرى واضطررت لإخراج أهلي من المدينة وبقيت أنا إلى اليوم الأخير وبعد إعلان الاحتلال وانتهى كل شيء، في تلك الفترة كان المنطق هو الرصاص لا منطق للديبلوماسية لكن كنا نتابع التطورات طبعاًَ .

مقدم البرنامج : شكراً لوجودك معنا معالي الوزير.





الخميس ١٤ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجموعة نبض العروبة المجاهدة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة