شبكة ذي قار
عـاجـل










الامم الاصيلة تنهض من بين الركام وتولد من جديد من رحم المحن والكوارث . وأول ملاحظة يمكن الوقوف أزاءها هي ان الحرائق قد أشعلت نصف جغرافيتنا المشرقي بدءا من العراق ثم طالت بقعة مغاربية هي ليبيا لتتكرس بعدها في امتداد واحد أفقي ( العراق - سوريا ) وتقفز عموديا الى خليج وبحر العرب ومداخل الاحمر عند سواحل العرب الجنوبية . هذا التخصيص الموقعي ليس عبثي في خطط العدوان والتدمير.

بعض أجزاءنا مازالت حية سليمة معافاة حتى ولو انها لم تسلم كليا بل بتر لبعضها ذراع أو قطع لها اصبع أو طالتها فايروسات الكبد .

الاجزاء التي لم تنكب يرى فيها شعبنا العربي الان جليا لم أشعلت ومن أشعل الحرائق وزرع في أرجاءنا فايروسات الفتن المدمرة.

ايران تولت منذ زمن بعيد مهمة النفوذ الاستيطاني المذهبي الى هلالنا المشرقي واستطاعت أن توظف نظام الخائن حافظ الاسد ليكون أسفينا في ظهر العراق وظل هذا الاسفين يشتغل بمعاول ايرانية بعد أن خسرت ايران رهان اسقاط العراق في حرب الثمان سنوات بقادسية العرب الثانية. وبرزت مخالب المنهج الفارسي الصفوي لا ستار عليها مفضوحة العورات في خلق الصلة الحياتية بين نظام الاحتلال الذي ورثته طهران في العراق وبين نظام الاسد الذي قاتل مع طهران ضد العراق !!.

غير اننا نلاحظ الان ان شعب العراق في طلائعه القومية والاسلامية الوطنية وكذا شعب سوريا يمزق المؤامرة الايرانية التي هي أداة امبريالية صهيونية . ومن جهة أخرى فان الخليج الذي حافظ لأسباب معروفة على كيانه العام قد أدرك ان حرائق ايران التي تغذيها الصهيونية واميركا لن تتوقف عند حد معين فالجغرافية المفتوحة قديما وحديثا بين سوريا والعراق هي ذاتها مفتوحة مع السعودية والكويت وثياب المذهب وثارات الحسين هي هي فاضطر الخليج للنهوض والتحفز ومعه حفز لنا ولو جزئيا عوامل المناعة والمقاومة الذاتية والقومية في السودان ومصر والاردن والمغرب ولو بدرجات متفاوتة.

لاحظوا مرة اخرى ان ثمة عامل مناعة قد أعلن عن نفسه في المغرب يضاف الى مقاومة ليبيا التي لم تسمح للغزاة بالنوم هانئين على سواحلها ولا على زنابق صحراءها ولا على فوهات نفطها الثمين وهناك أيضا موريتانيا وجزائر التاريخ المغذي لكامل العرب بتضاريسها الشعبية المنتمية لروح الامة الوثابة .

اذن ... امتنا لن تموت كما خطط لها عند غزو العراق . وثورة سوريا حركت خلايا الرفض الحي للامتداد الفارسي الذي خطط له ليكون سند اسرائيل في عملية تشظية مقننة طائفية وعرقية . ومع تواصل المؤامرة الكبرى فان أمتنا تجهز وتوظب ساحة ولادتها من هذا المخاض العسير المؤلم وقد علمنا الله سبحانه والتاريخ وجدله المتصل عضويا بحقائق الامم الحية بان أمتنا ستخرج بعافية وان الشدة والمحن هي التي تحرك فيها الان كل عوامل المناعة رسميا وشعبيا فبنادق المقاومة وأقلام التعليم وبساتين الزرع وجامعات العلم وعقول الهندسة تشتغل وتتقدم والله معنا .





الجمعة ٨ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة