شبكة ذي قار
عـاجـل










لعبة اراقة الدماء لتحقيق أغراض فئوية أو مصالح قومية ... لعبة مورست في التاريخ القديم و الوسيط و الحديث و حتي المعاصر القريب و القريب جدا ... الكل رأي و عاش لحظات ما قبل بدايات الإحتلال الأمريكي ــ الأنجليزي للعراق مساء يوم 20 مارس من سنة 2003 رئيس أكبر القوي الدولية و أكبر الديمقراطيات المنادية بحق الإنسان في الحياة المجرم جورج دبليو بوش وهو يلاعب كلبته في حديقة البيت الأبيض الأمريكي قائلا بدأت اللعبة ... و يعني بها لعبة الدم العراقي المسفوح تحت واجهة كذبة لم يترددوا من الإعتراف بها بعد أن زرعوا كل أنواع الجريمة في بلاد الرافدين بصيغة لم يعشها الإنسان منذ انتقاله من العصر الحجري الحديث إلي عصر التاريخ بكل مراحله المعروفة ... جريمة حاصرت شعبا بالكامل بين كواتم الصوت و الإختطاف المبرمج و التفجير اليومي المتنقل من حي الي حي و من مدينة الي مدينة و من قصبة إلي قصبة من قصبات العراق ... و لعل أبرز الجرائم تلك التي حدثت في مدينة الحويجة مستهدفة أعتصام سلمي... مع ذلك لم يجزع أحد لا محليا و لا اقليميا و لا حتي دوليا فقط العراقيون بكوا و تألموا و دفنوا قتلاهم ـــ شهداء رحمهم الله ـــ و مرت في الإعلام و كأن شىء لم يحصل ... و توالت بعدها المجازر متنقلة من مكان لأخر و هي تحاصر اليوم الفلوجة و الرمادي و بيجي بعد أن فعلت ما فعلت في تكريت و كل مدن ديالي ، و توسعت بفعل خارجي بائن ... لتشمل أقطار أخري من أقطارنا العربية ؛ و كأن موتانا فيروسات خطرة علي استمرار البشرية لا تحرك انسانية هذا العالم ، لا بل يتباهي هذا العالم واصف الطرف المجرم الذي يحتضنه من أنه يمارس حق الدفاع عن نفسه و يدين الطرف المقتول و يعده ارهابي إن كان في فلسطين او العراق المحتلين أو في ليبيا و سوريا أو حتي في اليمن رغم انه يدافع عن حق شرعي تظمنه ذات الحقوق التي تتضمنها الوثائق التي صاغها هذا العالم و وقعها بنفسه و اعتبرها جزء لا يتجزأ من نظرة كونية تضمن انسانية الإنسان .

صحيح نحن نديم الجريمة و كل مرتكبيها أينما كانت و لأي من استهدفت ... و لكن يجب لا بل يستوجب قبل إدانة الجريمة في ظاهرها هو إدانة محركيها و مفعليها إن كانوا بصيغة مفاعيل أو مؤمني مصادر تمويلها إن كان ماديا أو بشريا .

الغريب و منذ 11 / 09 / 2001 الحدث الأزمة المفتعلة التي ولدت العداء للشرق و للعرب بخاصة و نقلت هذا العداء من عداء رؤي بين معسكرات الي عداء بين حضارات كما عبر عنها برلسكوني مبررا العدوان الأمريكي ـ الأنقليزي علي العراق أن أصبحنا نحن العرب أساسا هدف الأخوة ــ الأعداء حد أن بطاريقة الروس لم يترددوا في القول من أنهم يباركون التدخل الروسي في سوريا لكونه يمثل لديهم استمرارا للحروب الصليبية ...

ألا نري من أنهم يضعون اللافتة و بعضنا يحملها بصيغة العميل البائن تحت شعار الإنسانية .

السؤال الملح من قال أن القائمين بكل هذه الجرائم هم من العرب المسلمين أو غير المسلمين حتي نتحمل تبعات هكذا أفعال ؟ و لماذا لا يكونوا من أحزابهم و منظماتهم يمينية أم يسارية كانت : ـــ ألم يخلقوا مجموعات بادر ــ ماينهوف و مجموعات الجيش الأحمر الياباني بشكل متوازي في ظل الحرب الباردة و سرعان ما ذابت كلا المجموعتين مع دخول فترة الوفاق الدولي مرحلة التطبيق ... و بصيغ أخري خلقوها عندنا منذ اللعبة الروسية في أفغانستان ــ نقول أحزابهم و منظماتهم حتي و إن كان البعض من منخرطيها في أصولهم البعيدة أو حتي القريبة من العرب .. هل نحن من منحهم الجنسية الأمريكية أو الأنجليزية أو الفرنسية أو من منح آباؤهم أو جدودهم تلك الجنسية ؟

القناصة و المرتزقة شقت صفوف الحراك الشعبي العربي أفقيا و عموديا و عبثت بأرواح العديد و العديد من أبناء الشعب العربي ... المرتزقة و مجموعات الإجرام المحترف بصيغة شركات أو ميليشيات إيرانية بلغت أكثر من 120 شركة من نوع بلاك ووتر و ميليسيا من نوع بدر و جيش المهدي و حزب الله و غيرها في العراق فقط من خليط إثني أكراد و أذربيجانيين و فرس أفغان و باكستانيين و غيرهم من المكونات الإثنية ... و في سوريا من الشيشان إلي إفريقيا الجنوبية وصولا الي الهند و باكستان ، و في ليبيا من كل إفريقيا و أوروبا ... لا الأمريكان و لا غير الأمريكان و لا الروس و لا غير الروس قالوا أننا مسؤولين علي ما يحصل من ذبح و سلخ لا في العراق و لا في سوريا و لا في ليبيا .

فلماذا ندين انفسنا و نتهمها كلما حصلت كارثة من كوارث الجريمة المنظمة لديهم ؛ أليسوا هم من ابتدعوها و لا زالوا يرعوها إن كان بصيغة مباشرة كالتي حصلت و تحصل الآن في العراق و منذ احتلاله أو الحاصلة في سوريا منذ أن إنحرفوا بحراك شعبها من السلمية الي الحراك المسلح ؛ أو في ليبيا التي غيبوا الدولة فيها حتي أصبح يتقاسمها الرعاع الذين استقدموهم و حموهم بتدخلهم ؟

تري :
ــ متي تسقط الشعوب و الأمم النظرة للإنسان بمكيالين بعيدا عن مصالحها الخاصة و في احترام لمصالح الشعوب الأخري كبيرة كانت أم صغيرة ؟

ــ متي يحترم بعض العرب مصالح أمتهم و حق الشعب العربي في الدفاع الشرعي عن نفسه و حقه في الحياة الكريمة بعيدا عن تهم التسقيط لهذا الحق أو تشويهه ؟ و متى يقلعون عن التنعيم للآخر و هم يعرفون من أن ما يقوله هذا الآخر كذب في كذب ؟

d.smiri@hotmail.fr
 





الاحد ٣ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة