شبكة ذي قار
عـاجـل










مؤشرات تغير بوصلة الاحداث في المنطقة وتحديدا في ثلاث دول العراق وسوريا ولبنان بدات تتسارع وتنذر بمخاض جديد قد يشكل مرحلة جديدة على رقعة شطرنج في منطقة الشرق الاوسط . فمن وسط دخان وغبار انفجار الضاحية في بيروت يجبر السياسيين في هذا البلد الذين فشلوا للمرة الحادية والثلاثين في انتخاب رئيس جديد للدولة مع استمرار الازمة السياسية بين الغرماء ولبنان بدون رئيس منذ 17 شهر.

فان لبنان مقبل على احداث نازفه بعد ان غيب الانفجار رؤوس كبير من حزب الله اللبناني الذي من المتوقع ان يباشر باعمال انتقامية ردا على اصابته . على ذات الرقعة تشكل زيارة الملك سلمان عبد العزيز الى تركيا بالرغم من ان الزيارة تاتي للمشاركة، في قمة دول مجموعة العشرين المقرر عقدها في تركيا يوم الأحد المقبل. فان رؤى توحيد المواقف بين السعودية وتركيا ازاء احداث المنطقة يقينا ستكون الغالب على هذه الزيارة الاهم .

فاذا العاهل السعودي في تركيا يبدأ الرئيس الايراني حسن روحاني زيارة لايطاليا وفرنسا هي الاولى لرئيس ايراني لأوروبا منذ 10 سنين وتشكل دليلاً على تحسن العلاقات منذ توقيع الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى في تموز . مما يعني قبول اوروبي بالمشروع الايراني في المنطقة. الذي طالما اكدت فيه طهران على استعدادها ان تقوم بوظيفة الشرطي الاقليمي الحامي للمصالح الاوربي والامريكي في المنطقة . واكيد ان لقاء روحاني مع قادة هذه الدول ستطغى عليها الملفات الجيوسياسية لعل أبرزها الأزمة السورية. وفي صلب هذه الازمة قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن 'يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا'. وأضاف هاموند في تصريح من براغ: 'على بشار الأسد أن يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا، لكننا نقر بأنه إذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها إلى حد معين'، واستنادا لهذا الموقف من الرئيس السوري اكد يوري اوشاكوف مستشار الكرملين الروسي،أن فلاديمير بوتين يعتزم زيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية منتصف هذا الشهر . ومن اجل تعزيز المواقف الايرانية الروسية من الازمة السورية . والموقف الابرز على رقعة الشطرنج هو (( داعش )) والموقف الامريكي المراوغ . منذ فترة ليست قصيرة واركان الادارة الامريكية تؤكد بان تنظيم الدولة الاسلامية لم يمكن القضاء عليه لسنوات طويلة .

وان طرد مقاتلي داعش من المدن العراقية والسورية تحتاج الى 20 سنة .ولكن وبعد تفاهم الرئيس الامريكي والرئيس الروسي وبدا عملية التدخل الروسية في سوريا تغير التصريحات الامريكية لتؤكد القدرة على القضاء على داعش . ومع انطلاق العمليات العسكرية لتحرير قضاء سنجار العراقي والذي تعد جائزه امريكية الى الكرد وبالاخص مسعود البارزاني الذي تعرض الى انتقادات من غرمائه السياسيين الكرد .

فلم تستغرق عملية تحرير سنجار سوى سبع ساعات , في خطوة ستكون لها ردود فعل سلبية في بغداد، فقد أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عن ضم قضاء سنجار، الذي حررته قواته بعد ان شن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، اكثر من 250 ضربة جوية. من سيطرة تنظيم "داعش"، إلى الإقليم، رافضًا رفع أي علم على المدينة المحررة مركز أبناء الأقلية الأيزيدية غير علم الإقليم. وفي خضم انيهار داعش السريع في سنجار أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه قد تم "احتواء" تنظيم "داعش"، فيما قال وزير خارجيته جون كيري لعناصر التنظيم إن "أيامكم باتت معدودة". مؤكداالتزام إدارة الرئيس باراك أوباما بهدف هزيمة تنظيم "داعش"، واحتواء الصراع السوري داخل حدود الدولة و"تكثيف" الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية السورية، التي قال إنها كانت "الشغل الشاغل" لحكومة الولايات المتحدة. وجاءت تصريحات كيري في معهد الولايات المتحدة للسلام، قبل يوم من استعداده ونظرائه الدوليين لعقد جولة جديدة من المفاوضات حول مصير سوريا.

وكانت التصريحات أيضا ردا على التدفق المستمر للانتقادات من الجمهوريين وغيرهم الذين اتهموا إدارة أوباما بافتقارها إلى استراتيجية لهزيمة "داعش" والسيطرة على الاضطرابات الإقليمية. ومع ذلك، أقر ت الخارجية الامريكية بالصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في إقناع كبار حلفاء سوريا، روسيا وإيران بوجوب رحيل الأسد، قائلا: "إننا ما زلنا نعمل مع روسيا وإيران حول مسألة الأسد ودوره."وفي حين أعرب قادة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة عن رفضهم بقاء الأسد في السلطة، إلا أن كيري وغيره من المسؤولين الأمريكيين خففوا من حدة لهجتهم بشأن هذه المسألة في الأسابيع الأخيرة، مشيرين عوضا عن ذلك إلى أن الأسد لا مكان له في "المستقبل على المدى الطويل"، ولكن ذلك قد يترك الباب مفتوحا له للبقاء خلال فترة انتقالية طويلة.





السبت ٢ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة