شبكة ذي قار
عـاجـل










تعمد إيران إلى ضرب طوق حديدي حولها وتشييد أسوار عالية تحجب النّفاذ إلى داخلها لتٌبقي مشاكلها وما يضربها من هزّات اجتماعيّة وانتفاضات شعبيّة ساخطة متذمّرة من بطش النّظام الفارسيّ الصّفويّ وسياساته المعادية للشّعوب الإيرانيّة بعيدة عن التّناول الإعلاميّ وحتّى تضمن لصورتها الخارجيّة حظّا أوفر من التّسويق والتّرويج.

وهو ما منح ملجئا آمنا لنظام الملالي وقاه تسليط الأضواء والضّغوط الدّوليّة وخصوصا الحقوقيّة والشّعبيّة رغم تصدّر إيران واقعا قوائم الأنظمة الشّموليّة المستبدّة والمتخلّفة .. قد يجهل الكثيرون أنّ الفرس أقليّة قوميّة بين القوميّات المكونّة للشّعوب الإيرانيّة، وقد يخفى على كثيرين أساليب إيران الرّسميّة من أجل تثبيت سيطرة الفرس على غيرهم من القوميّات وحملها على الرّضوخ لمشيئة طغمة الملالي باعتماد الفعل العسكريّ والقمع الأمنيّ حلاّ أوحد لتركيعها ..

إنّه وبرغم تقدّم شعبنا العربيّ في الأحواز العربيّة على بقيّة الشّعوب الإيرانيّة وخوضه أشواط كبيرة على درب مقارعة نظام الاحتلال الفارسيّ الصّفويّ مستفيدا من مخزونه الحضاريّ وموروثه الفكريّ والثّقافيّ الغزير، فإنّ بقيّة القوميّات المكوّنة للشّعوب الإيرانيّة بدأت تتلمّس طريقها لاستملاك وعيها القوميّ وتعبّر - ولو باستحياء - عن توقها لملك زمام مصائرها بأيديها.. تعيش إيران منذ أسبوع على وقع انتفاضة الشّعب الأذربيجانيّ فيها، وعمّت شوارعها مظاهرات حاشدة ترفض استفراد الفرس بالقرار واستئثارهم بالنّصيب الأكبر من ملذّات الحكم ومفاخره واحتكارهم للثّروة .. وكعادتها، استنجدت منظومة ولاية الفقيه في قمع الحراك الأذربيجينيّ بذراعها الأمنيّ فَهَرْسَلَت المتظاهرين وصبّت عليهم جام حقدها وساديتها ونكّلت بهم في مسعى لتطويق الحراك والحيلولة دون التفاف بقيّة شعوب إيران له. أليس من الحكمة ومن المصلحة العربيّة في هذا السّياق كسر الحصار على الحراك الشّعبيّ الأذربيجينيّ ودعمه وتشجيعه؟؟ ألا يصبّ هذا التّململ في الدّاخل الإيرانيّ في رصيد العرب إن أرادوا حقّا صدّ التّغلغل الفارسيّ في أرضهم؟ ثمّ، هل يعقل أن يفوّت العرب مثل هذه الهبّات الشّعبيّة لدى مختلف القوميّات المشكلّة لإيران من خارج الفرس والحال أنّ نجاحها سيخدم الأمن القوميّ العربيّ عبر ثلاثة مداخل استراتيجيّة؟؟ أولم يحن الوقت بعد ليدرك العرب أنّ العدوّ الفارسيّ تهديد مباشر لوجودهم من الأساس؟ ألا تقتضي الضّرورة بضرب العدوّ تشجيع مناوئيه وتقويتهم وإسنادهم؟؟

إنّ توسيع رقعة الاضطرابات في إيران والعمل على إشغال الفرس في القلاقل والأزمات الدّاخليّة سياسة ينبغي على العرب توخّيها بلا مماطلة، لأنّها ضمانة رئيسيّة لدفع المقاومة الأحوازيّة على مزيد الثّبات وتوفير كلّ دعائم نجاحها في طرد المحتلّ الصّفويّ والعودة نهائيّا لحاضنتها العربيّة الطبيعيّة ما سيشكلّ ضربة قاصمة لحلم أكاسرة الفرس وأطماعهم في بلاد العرب، وهو ما سيفتح شهيّة بقيّة الشّعوب الإيرانيّة لخوض حروب التّحرّر الوطنيّ من عربدة الفرس وطغيانهم.. فدعم الانتفاضة الأذربيجيّنيّة دعم مباشر وحصريّ للأحواز العربيّة، وهو سبيل لبداية دقّ آخر الأسافين في نعوش الصّفويّة الخمينيّة.

لقد مارس الفرس عدوانا غاشما على أمّتنا أدواته المفصليّة هي العرقيّة والمذهبيّة وتناسوا أنّ إيران تتكوّن من أعراق ومذاهب وتجاهلوا بغباء احتمالات أن تردّ الشّعوب التي يعتدي عليها الفرس الصّاع صاعين وأن تلجأ إلى استخدام ذات الأسلحة الفارسيّة في العدوان والتّشظية والبادئ أظلم.





السبت ٢ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة