شبكة ذي قار
عـاجـل










إن الدعوة للإصلاح والثورة ضد الظلم في الأرض هي وظيفة الرسل والأنبياء والأمم تقاس بتاريخها وبطولاتها وأمجادها ، والذي يصنع المجد والبطولة والتاريخ هم أصحاب الرسالة والسير في طريق الأنبياء، يكون ابتلاء لكونهم حملة رسالة { أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } الرسول الكريم محمد صلى الله علية وسلم يعرضون علية قريش ويقولون ، إن كان يريد الملك والجاه، أمرناه علينا وله منا الطاعة، وكل ما نطلبه منه ، هو أن يتخلّى عن هذه الدعوة ويتركنا لحالنا وأمورنا . والرسول الكريم يرد عليهم « والله ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه »

و قصة سدينا موسى ، في موجهة فرعون والملأ من قوم فرعون، جعلها الله آية للعالمين، تتكرر في كل زمان ومكان عبرة وعظة للمؤمنين من أهل الحق { تلك آيات الكتاب المبين. نتلوا عليك بالحق من نبأ موسى وفرعون لقوم يؤمنون }

حزب البعث منذ تأسيسه يواجه المؤامرات حتى عندما أستلم السلطة في تموز 1968 تعرض البعث لا بشع المؤامرات ولكن لم يستطيعوا أيقاف مسيرته واتى الاحتلال يعربد بدباباته في شوارع بغداد ومنذ احتلال بغداد من مغول العصر ومن أحفاد العلقمي ورفاق البعث يتعرضون لا أبشع الممارسات من قتل وتشريد وقطع أزراق ومصادرة اموال بحجة اجتثاث البعث .

ما أشبه الليلة بالبارحة ، فأعداء الله في كل زمان ومكان يحاربون حملة الرسالة ، قال الله تعالى: { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا } وهم يستخدمون في ذلك من الأساليب ما يتشابهون فيه قديما وحديثا، ومن ذلك أسلوب الحصار والمقاطعة والاجتثاث وقطع الارزاق والسجن والتعذيب تذكرنا بكفار قريش وهم يعذبون صحابة الرسول الكريم و يقاطعون الرسول صلى الله علية وسلم في شعاب مكة ومن معه من المؤمنين حاصرهم كفار قريش ومن تحالف معهم ومنعوا عنهم الزاد حتى يرتدوا عن دينهم، فما وهنوا وما استكانوا . القائد المؤسس الراحل ميشيل عفلق رحمه الله يقول ( لقد كان محمدا كل العرب فليكن اليوم كل العرب محمدا ) ورجال البعث أخذو الدروس والعبر من السيرة النبوية المباركة .رفاق البعث تعرضوا للاجتثاث والسجن والقتل ومع ذلك صبروا وثبتوا، فكان لهم الصبر عاملاً مهماً من عوامل الصمود والتحدي أمام الباطل وأهله، فالنصر مع الصبر، البعث قاتل وما يزال يقاتل رغم ان العالم كله قد جاء الى العراق ليذبحه وسبب هذا الصمود الاسطوري هو انه حزب رسالة الامة .

إن كل هذه المحن التي تعرض لها رفاق البعث يدل على أنهم حملة رسالة هذه الأمة

الرفيق المناضل عزة ابراهيم أطال الله عمره في خطابة لذكرى 67 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ( سيبقى بعث العروبة هو الخلية الأساسية الحية الأصيلة المفعمة بالعطاء والنماء في حياة الأمة يحقق لها صورة انبعاثها الحضاري المتجدد فيما تمتد جذوره إلى أعماق تاريخ الأمة وحضاراتها وتراثها الغني العزيز يستلهم فيه ومنه المناضلون المجاهدون البواسل قيم المبادئ الرسالية ومعانيها العميقة ويستلهمون منه قيم البطولة والرجولة والفروسية. يهتدون بهديه ويعشقون مسيرة رموزه وبطولاتهم وأدائهم العالي ويقتدون بعناوينه وراياته العالية عمر وعلي وخالد وسعد والمثنى والقعقاع، يعشقونه ويتعشقون سيرة الحسين عليه السلام زينة الرجال وفخرهم في الدنيا والآخرة، عنوان الثبات على العقيدة والمبادئ، عنوان الصمود والتحدي لقوى الظلم والطغيان والعدوان، عنوان البطولة والرجولة والتضحية ))

(( هكذا علينا أن نتعامل مع تاريخنا وحضارتنا وتراثنا ورسالتنا الخالدة، وهكذا علينا أن نتعامل مع رموزنا الأفذاذ، هذا هو ماضينا التليد الذي يحتم علينا أن نستعين بكل مقاييسه وإبداعاته وإشراقاته لصنع حضارة الأمة عبر نضالنا وكفاحنا الشاق في كل الميادين الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية والتعبوية، حتى نندمج أو حتى تندمج وتتفاعل لدينا الفكرة الأصيلة مع الفعل الميداني المبدع المفعم بالأداء العالي والعطاء الثر والتضحيات الجسام لصيانة المستقبل المشرق الوضاء للأمة وجماهيرها وأجيالها القادمة ))

نحن رجال البعث هذا هو قدرنا حملة رسالة هذه الامة نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابهــا إن من يعرف حقيقة الحياة وغايتها يعلم أن السعادة محرمة فيها على الجبناء ، وأن من طلب الموت فيها وهبت له الحياة ، وأن الإنسان حيث يضع نفسه ، فمن أراد المجد كتب له المجد، ومن أرد الخنوع وجده ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ) ( قف دن رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد )

{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }
 





الخميس ١٦ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو جعفر المنصور نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة