شبكة ذي قار
عـاجـل










يالله ..
كم نبح الأعلام الأمريكي وكم جندّ معه للنباح من وسائل أعلام عراقية وعربية وغريبة لتشويه صورة القيادة العراقية الشرعية التي قادت العراق منذ تموز 1968 ولغاية اجتياح بغداد في نيسان المشؤوم من عام 2003 .

يالله .. كم جندت أمريكا من وسائل تضليل وفبركة أخبار وتقارير تهدف إلى إسقاط رموز العراق من الذاكرة العراقية ومن القلب العراقي الذي كان معجوناً بمحبة واحترام هؤلاء القادة ..

كل قائد عراقي – وزيراً كان أو قيادياً في تنظيمات حزب البعث – يشغل موقعاً في القلب وله الق في الروح ووهج في الذات لو اجتمعت كل ( دنابك أمريكا من الإعلاميين فلن يزيلوا محبة رست مرساها في القلب )..

لكن لماذا نكره أشخاصاً لم يسيئوا أو يرتكبوا جنحاً أو جرماً بحق الوطن ولا بحق الشعب ولم يقصروا في مسؤولية ولم تظهر عليهم آثار فساد أو سرقة أو جريمة من تلك التي نسمعها اليوم والتي تشيبّ شعر رؤوسنا ..

ولماذا ننصت إلى هرج أمريكا ولغطها ولا نستمع إلى ندأ القلب وصوت العقل والضمير ؟

كم جندتّ أمريكا من الأموال والرجال والوسائل كي تزيل محبة العراقيين لقائدهم صدام حسين وتشوهّ صورته وسيرته وتشتري مكانه حب وقبول ممن تختارهم وتنصبهم باعتبارهم أنبياء مختارين من قبلها ، من قبل الربة أمريكا المبجلة التي لا تخطئ ولا تتوهم ولا تضلل ..

كم أنفقت من الأموال والرجال لترسم صورة مشعة ّ براقة لديمقراطيتها في العراق ولكنها في الأخير ظهرت عفنة فاسدة ولم تحظى بالقبول بل جوبهت باللعنة والرفض ..

أمريكا في معتقلاتها لم تتمكن من فبركة أية تهمة تدين بها مسؤول عراقي من زمن صدام حسين وكل الذين حاكمتهم كانت جرائمهم ترفع الرأس في نظر الشعب وفي نظر الأحرار في العالم .. لم يظهر لحزب البعث وزير سارق ولا وزير فاسد ولا وزير قاتل ولا وزير مزورّ ولا وزير نصابّ ومحتل .. لم تجد أمريكا وزيراً أفلست وزارته في عهده ولا وزيراً استغل منصبه وأرتكب جرائم مخلة بالشرف كما نسمع اليوم عن وزراء أمريكا – وزراء السيد بول بريمر الذي حاول أن يظهرهم ملائكة وأولياء صالحين لكنه أضطر في الأخير أن يعترف في مذكراته بأن من يديرون العراق بعد صدام حسين ليسوا الأّ بضعة نفر تافهين ، ليسوا رجال دولة ، ولن يكونوا رجال دولة لو أنفقت أمريكا كل ما بحوزتها من ثروات ووسائل وأدوات ..

وفي الوقت الذي كانت الألأف من وسائل أعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة تروجّ لوزراء بريمر وما بعد بريمر – كان حزب البعث لا يمتلك ولا وسيلة أعلام مرئية ومسموعة تدحض وتفندّ أكاذيب وأباطيل أمريكا – ماعدا شبكة البصرة وشبكة ذي قار اللتان كانت وسيلتان وحيدتان تحاربان الألأف من وسائل الأعلام ..

ومع ذلك ، فأن القيادة العراقية الوطنية برئيسها صدام حسين وبوزرائها وأعضاء مجلس قيادة ثورة 17- 30 من تموز وأعضاء قيادة حزب البعث ، ومسؤولي المؤسسات العراقية المدنيةّ والعسكرية – لم يكونوا بحاجة إلى وسائل أعلام لتبيض ّصفحتهم التي كانت ناصعة البياض ، نقية طاهرة مثل نقاء دجلة والفرات ..

بعد 13 عاماً من الأحتلال الأميركي للعراق ، 13 عاماً من التضليل والأكاذيب والهرج الإعلامي المتواصل ليل نهار – عندما يخرج وزير عراقي على شاشة أعلام – ويكون ضيف برنامج ولقاء حواري – تدمع عين العراقي شوقاً إلى شخص ذلك الوزير المحترم والنظيف والنزيه والشجاع وإلى عهده وعهد حكومة أسقطتها أمريكا بقوة السلاح والأعلام المضلل ..

بعد 13 عاماً من الكذب والزيف للحقائق – عندما يظهر مسؤول عراقي من زمن البعث – يجلس العراقي أمام شاشة التلفاز ويعيد ذاكراته 13 عاماً إلى الوراء – ليستعيد أمجاد تلك القيادة الوطنية الحرة التي كانت توفر الكرامة والحرية والشموخ مع الخبز والكهرباء والماء وتعليم راقي ومتطور وثقافة حية متنوع منفتحة ..

يكاد العراقيون اليوم يكونون الشعب الوحيد في العالم الذي يتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء ويعيش في ظل حكومته السابقة التي كانت تقدم له كل ما يطلب على طبق من الذهب رغم كل التحديات .. خبز وفير في زمن حصار ظالم وموجع ، وآمان وأمن في ظل مؤامرات ودسائس وتحالف كل قوى الشر في العالم ..

لا أدري كم عراقي دمعت عيناه وهو يرى الدكتور ناجي صبري الحديثي على شاشة قناة العربية – وكم عراقي استرد ساعات من الآمان فقده عندما غاب هذا الوزير عن المشهد العراقي .. وكم عراقي لعن أمريكا وبصق في وجه عملاء المنطقة الخضراء وتمنى لو يدوس عليهم بحذائه ..

وزير خارجيتنا ظهر كما نريده نحن وليس كما تريد أمريكا أن يظهر ، فقد طبلت وسائل أعلامها كثيراً وحاولت مراراً أن ترسم صورة مغايرة لوزير خارجية العراق الدكتور ناجي صبري الحديثي محاولة تغييره صورته اللامعة في أذهان العراقيين ..

ظهر بطلاً كما نعرفه نحن ، نزيهاً كما نعرفه نحن ، متحدثاً يثير الدهشة والأعجاب ، يسرق الأضواء كما كان .. ولم يظهر شيئاً مما كانت أمريكا تريده أن يظهر ولا كما تريده الحكومة العراقية الصفوية ..

ومثلما أنفقت أمريكا مليارات من الدولارات في معركتها العسكرية وذهبت أدراج الرياح ولم تتمكن من تحقيق أي نصر على الأرض لأن المقاومة العراقية هزمته شر هزيمة – ذهبت ملياراتها من الدولارات والتي أنفقت على وسائل الأعلام – إدراج الرياح فالعراقيون اليوم أكثر عشقاً لقيادتهم الوطنية وأكثر الحاحاً وحاجة إليها ورغبة فيها . . بحاجة إلى فطنتها وذكائها في إدارة الدولة وإلى حكمتها ونزاهتها وشجاعتها وكفاءتها وعدلها – هذا العدل الذي غاب عن القاموس العراقي منذ أن دخلها الغرباء من أعداء العدل والقانون ..

العراق اليوم ومنذ 13 عاماً ، يعيش في محنة ونكبة لن ينقذها الأ حزب البعث ورجال البعث لأنهم رجال دولة ورجال مجالس ورجال ميادين ..

إن عبقرية القائد صدام حسين لا تكمن في شجاعته ونزاهته وقدرته على إدارة الدولة بل عبقريته في اختيار رجال مخلصين ، رجال دولة ومؤسسات كفوئين قادرين على تحمل المسؤولية إن كانوا في السلطة أو خارجها ..

تحية إلى رجال البعث الذين أثبتوا للعالم اجمع - إنهم رجال دولة لن يملأ كراسيهم أحد وأنهم عاصين في قلب الأنسان العراقي والعربي وعاصين في ذاكرته بما قدموه من مواقف وانجازات عجزت أمريكا بأموالها وأعلامها وسلاحها عن محوها ..
 





الاربعاء ١٥ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة