شبكة ذي قار
عـاجـل










على امتداد اثني عشرة سنة كاملة وقبلها بكثير؛ كنا - نحن البعثيين الأصلاء النجباء الثابتين العقائديين- نعري ونفضح المؤامرة الكونية الخسيسة والعقيدة الإجرامية الإرهابية التي حيكت في دهاليز البغي والشر والتآمر والاستهتار بالقوانين والشرائع السماوية والأرضية وبكل الأعراف والمواثيق الإنسانية؛ وظللنا نسعى لتنوير الجماهير وبسط الحقائق التي كنا نراها وينكرها غيرها ولكل غايته في إنكاره وتعنته..

عكفنا على استقراء التاريخ وأنبائه؛ ورصدنا كل شاردة وواردة مهما بدت سطحية وليست ذات بال؛ لنقدم لأبناء أمتنا مادة موضوعية وعلمية ومنهجية حقيقية لدحض أكاذيب برابرة العصر..

وكنا نعاني الأمرين؛ ونتحامل على ما يشيب الولدان ونتحمل الطعن والتشكيك والخذلان والتكذيب والسخرية؛ واستمسكنا بصبر لا ينتهي وبعزم لا يلين من أجل التصدي لفرية الغزاة وأحاييلهم وأحابيلهم ودجلهم واستهتارهم وبسط المخططات الشريرة كما هي..

ولكن عبثا كنا نحاول؛ فرغم ما بذلناه من مجهودات جبارة وما تسلحنا به من صدق لا نظير له في مسعانا؛ لم يدخر المهتزون المهزومون الموترون السابحون في مختلف أفلاك الأعداء وخدمهم جهدا مضادا في تسفيهنا ونسف مزاعمنا التي لم يدركوا أنها كبد الحقيقة..

تكالب علينا أقزام الغرب وعملاء الصهيونية؛ وانضمت إليهم قوافل الأجلاف الصفراء وعلوج فارس؛ وتحالف كل المرتزقة ونخاسو المواقف وباعة الضمائر والأوطان؛ وسهل عليهم كيل كل التهم ورمينا بمختلف سهام الغدر والاستهزاء والتجريح والاستنقاص بل وحتى التجرئ على رمينا بالجنون..

إلا أن إيماننا بعدالة قضيتنا وهي قضية الأمة الجريحة؛ ووعيا منا بدورنا الطلائعي وإدراكنا لاستتباعات نهوضنا لحمل الرسالة الخالدة؛ لم نلتف لتثبيط المثبطين؛ ولم تعقنا مطبات الطريق الشاق لأننا كنا على يقين بعدالة حملنا ووجاهة موقفنا وصفاء عقيدتنا؛ وكان إيماننا واستماتتنا من أجل أمتنا أكبر من كل الحواجز والعراقيل..

لم نحتج لمثل اعتراف المجرم الإرهابي الدولي بلير بفداحة الخطأ الكارثي بغزو العراق؛ كما لم ننتظر كغيرنا اعتراف المجرم الاكبر بوش الصغير؛ لنقتنع ومن ثم لنردد تلك الروايات..

كنا نومن إيمانا لا يتزحزح بأن غزو العراق باطل بطلانا قانونيا وسياسيا وأخلاقيا وإنسانيا؛ وكنا نعلم أن كل تبريرات الغزو واهية واهمة كاذبة لا أساس لها من الصحة..

لقد صرخنا في المظاهرات؛ وفي الجامعات والساحات وكل الفضاءات؛ في المقاهي وفي الأسواق الشعبية؛ بأن تحرير العراق هو في الحقيقة تدميره وتخريبه؛ وأن أسلحة الدمار الشامل لا وجود لها؛ وأن حلبجة قصفها الفرس الصفويون ولم يكن للعراق ونظامه الوطني وجيشه الباسل يد فيها البتة..

كنا نهتف أن سبب الغزو الحق هو منجزات العراق بقيادة حزبنا العظيم؛ وكسره لمخطط علوج فارس؛ ومواقفه القومية العصية عن العد والحصر وعلى رأسها فلسطين ودك قطعان الصهاينة بصواريخ عربية خالصة في سابقة عربية..

لم نحتج للمجرمين وما تتفتق عنه قرائحهم القذرة من اعترافات لا طائل منها..

وللأسف الشديد؛ نظل وحيدين في تعاملنا مع مثل اعترافات بلير الوضيع.. فحتى الهزة التي رافقتها لدى أعداد هائلة من العرب؛ لن تكون سوى ردة فعل مزاجية انطباعية سرعان ما ينحسر مداها والخوض فيها..
ولكننا؛ نحن الطليعة الثورية العربية القابضة على الجمر؛ لن ندخر جهدا في سبيل دفع كل دول الإجرام واجبارها على الاعتذار الرسمي للعراق وللأمة العربية؛ ولن نقبل بمجرد الاعتذار لأنه لن يقدم شيئا ولن يغير من فظاعة الخطيئة الإمبريالية التي لا تسقط بالتقادم..

ولكن في المقابل؛ سنطالب هذه الدول بتقديم تعويض حقيقي يجبر كل الأضرار المادية والبشرية والمعنوية بعد تقييمها من قبل لجان دولية محايدة تضم مختلف الخبراء من شتى الاختصاصات؛ ويقع بعدها تقديم كل المجرمين للمحاكمة الدولية للقصاص منهم ولا يجب استثناء أي واحد منهم خصوصا الصغير بوش وحليفيه بلير وخوسيه ماريا ازنار الاسباني البائس ( الثلاثي المجرم الذي قرر غزو العراق في جزيرة نائية وقتها لتفادي الاحتجاجات العارمة ضد القرار) وأعوانهم من أتراك و فرس وأعراب وكل المتداعين للفعلة الشنيعة تلك طبعا دون نسيان الأقزام والجواسيس الذين امعنوا في نكئ جراح العراق برعاية الاحتلالين الأمريكي والإيراني .. هذا ولن نسمح للضمير الإنساني أن يقع في فخ دهاقنة الاميريالية فيتم حصر الجرم في شخوص بعينهم؛ لأن الجريمة جريمة إرهاب دول سنظل نشير دوما إلى مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية و يريطانيا وإسبانيا وإيران وتركيا وبقية العصابة الدولية ونفضح ما سببته حماقتها ورعونة أنظمتها..

إننا لن نقنع باعترافات مجتزئة موتورة تتقاطر علينا من هذا المجرم أو ذاك؛ فهي لن تعوض أبدا ما لحق الشعب العراقي من أهوال وما ارتكب بحقه من بشاعات ستبقى عارا على جبين الإنسانية.. كما أن لا شيء في العالم قادر على استرجاع الاثار والمتاحف العراقية التي طالتها كل أيادي المجون والفساد والعبث..

أما عن فاجعة علماء العراق وجيشه وقياداته؛ فحدث ولا حرج..

هكذا يرى البعثيون الأمور؛ كما لا يراها غيرهم مطلقا..

وهكذا كان البعثيون سباقين دوما لاستشراف الواقع والتحذير من المؤامرات المحتدمة؛ وهكذا يتوجب أن يصمت الآخرون لحين يفقهوا حقيقة الأشياء..

يحق لهذه الأمة أن تفاخر الأمم بطلائعها الثورية العربية المناضلة المجاهدة؛ لأنها بثباتها تستمر الأمة وتتعافى وإن بعد حين .





الثلاثاء ١٤ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة