شبكة ذي قار
عـاجـل










ما انفكت المؤامرات تتوالى على الأمة العربية وتترصدها وتتعاقب عليها؛ حيث لم تهدأ وتيرة استهداف أمتنا من قبل أعدائها التقليديين من الدوائر الاستعمارية والصهيونية والصفوية المتوثبة للزحف غربا والتمدد داخل وطننا العربي كلما ساعدت الظروف والمتغيرات على ذلك. ولقد تعمقت حدة المشاكل المتفاقمة التي تتهدد الوجود العربي بعد غزو الامريكان ومن عاونهم للعراق وتدميره؛ ومن المعلوم أن الغزو لم يكن يستهدف العراق ونظامه الوطني ومنجزاته المتميزة فحسب؛ بل إن من أهم غاياته معاودة تقسيم الوطن العربي لدويلات متناثرة متناحرة بعد إغراقها في دوامة التناحر الطائفي والاقتتال المذهبي حتى تظل مصائر العرب وثرواتهم بيد أعدائهم ولكي تضمن كذلك التثبيت الأبدي لتفوق الكيان الصهيوني في شتى المجالات وضمان ديمومته للأبد.. كان إذن؛ لغزو العراق بملابساته المعروفة آثار وخيمة على الأمن القومي العربي. وكان من أخطرها على الإطلاق استباحة كل الاقطار العربية بكل الوسائل؛ وأصبحت الأرض العربية مسرحا لتصادم المخططات والأجندات الأجنبية المتقابلة طورا والمتجانسة أطوارا.

ولعل التدخل الروسي الأخير في سورية بصرف النظر عن التسويق الدعائي له؛ أحد آخر عناوين الاستهدافات المباشرة الوقحة للأمة العربية.. فبعد الصهيونية والامبريالية الامريكية؛ وتذيل الخمينية الصفوية لها؛ فرض الروس أنفسهم بقوة السلاح في الفضاء العربي لتحصيل نصيب من كعكة جاهزة ومغرية يعجز أهلها عن الدفاع عليها.

إن قتامة المشهد العربي اليوم لا تبدد من وحشته سوى أضواء المقاومة العراقية الباسلة التي عوقت مشاريع الأمريكان وآذت وأصابت أهدافهم في مقتل؛ كما تشكل ملحمتي الصمود والمقاومة في كل من فلسطين والأحواز العربية منارة مشرقة في المشهد العربي..

إن هذا الفعل المقاوم المسلح ركن ركين في صد مخططات الأعداء ودرء أخطار الدساسين؛ وإن المقاومة المسلحة ضمان بقاء العرب ودعامة نضالهم من أجل وحدتهم وتحررهم وإسهامهم في الفعل الإنساني والحضاري الكوني.. ولكن ورغم أهمية العمل المقاوم المسلح؛ فإنه سيظل لوحده عاجزا عن بلوغ أهدافه كاملة؛ ليبقى الإسناد الشعبي - فمصالح الجماهير هي غاية العمل المسلح - رافدا لا غنى عنه في سبيل صد أجندات الاعداء، ويتنزل في هذا السياق الدور المفصلي الموكول لأجنحة المقاومة المدنية لتلك الأجندات..

وتبرز هنا المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق الأحزاب السياسية في الوطن العربي والقوى التقدمية من قوميين ووطنيين؛ حيث يتوجب عليها مؤازرة العمل المسلح وتعزيزه ودعمه لتتكامل الأدوار وتتوزع مهام التصدي للأعداء..

على القوى التقدمية في الوطن العربي أن تنهض لمسؤولياتها وتمارس دورها بكل همة وثبات.. إذ يتوجب عليها العمل أساسا على مزيد الدفاع عن مصالح الجماهير مهما غلت التضحيات ومهما كانت العوائق..

فبالتحامها بالجماهير؛ وريادتها للذود عنها؛ يسهل عليها بث الوعي فيها بضرورة العمل على لجم الأطماع الاستعمارية المتجددة؛ ويبقى من أوكد مهماتها العمل على تثقيف تلك الجماهير وتسليط الضوء على الطائفية ومخاطرها وقد غدت أحد أخطر الأسلحة التي تتوسل بها جحافل المتربصين بنا شرا وعلى رأسها إيران التي تعرض خدماتها على كل الساعين لمزيد تمزيق الجسد العربي وإنهاكه.

على هذه القوى التقدمية؛ أن تعي اللحظة التاريخية الفارقة كما ينبغي أن تتسلح بالجرأة والاقتحامية وذلك بدعم المقاومة المسلحة أدبيا وسياسيا؛ وأن تحفز الجماهير على عدم الاستسلام للهجمات الدعائية المعادية الهوجاء وأن تمنع دبيب اليأس من السيطرة على أبناء الأمة أينما كانوا.. إن التحام النضال السلمي بالعمل المسلح سيعجل بإجهاض مطامع الغزاة وسيئد كل الأجندات الخارجية ويلجم مؤامرات معسكرات الأشرار من أمريكا وصهاينة وفرس وروس وغيرهم.





الاحد ٥ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة