شبكة ذي قار
عـاجـل










الإمام الحسين ( عليه السلام ) ( لم اخرج أشرا ولأبطر ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ) سيدنا الحسين ( علية السلام ) كان يرى الأمة تعيش في حالة من الحيرة والضياع السياسي وشخص واجبة الشرعي كأمام وقدوة للأمة أن يؤدي دورة السياسي والعقائدي . لذا كانت هذه الثورة غنية بالدروس والعبر فيها التضحية بالمال والنفس والأهل والمكانة الاجتماعية وفيها تحدي لظلم وارهاب السلطة والقسوة وثورة الحسين ثورة فذة العطاء غنية القيم والتأثير واسعة الأهداف فلم يكن هدفها مركزا في استلام السلطة . وأن كانت السلطة أداة وضرورة سياسية في نظر الإمام الحسين ( علية السلام ) لتغير الأوضاع وإصلاح المجتمع وممارسة عملية البناء والتوجيه وإنما كان يستهدف أهدافا قريبة وبعيدة .. لقد كان فهمة للسلطة على مبداء أبوة الأمام علي رضي الله عنة ( اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ اَلَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَ لاَ اِلْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ اَلْحُطَامِ وَ لَكِنْ لِنَرِدَ اَلْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَ نُظْهِرَ اَلْإِصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ فَيَأْمَنَ اَلْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُقَامَ اَلْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ وَ سَمِعَ وَ أَجَابَ )

ان ذكرى ثورة الحسين عليه السلام ليست مجرد ذكرى نعم انها ثورة القيم والاخلاق ثورة الانسانية صراع الحق مع الباطل بل هي ثورة اصلاحية لابد من استثمار قيمها لأحياء القيم الوطنية لمجابهة الظلم أنها ثورة لمواجهة الحاكم الفاسد الظالم الذي استأثر بالسلطة والمال على حساب حقوق رعيته 0ثم أنها لم تكن ثورة خاصة بزمنها ومكانها بقدر ما انها للبشرية اينما كانت فالظلم واحد وان تعددت لغاته وازمنته والظالم واحد اينما كان وحيثما وجد ..

وثورة الحسين عليه السلام محطة للتزود الثوار بالقيم والتعلم كيف يشحذون الهمم من اجل بناء صرح الانسانية والعدل والحق ضد الباطل وضد الشر هذه هي ثورة الحق ضد الباطل ثورة الحسين عليه السلام ثورة الطف تحققت من خلال القيم العظيمة والسامية التي ترسخت في فكر سيدنا الامام الحسين ابا عبد الله عليه السلام

نحن أحفاد الحسين علية السلام تمر علينا هذه الذكرى المضيئة لنتعلم منها كيف نثور ضد الظلم مهما كان نمطه 0نعيش اليوم في عراقنا الحبيب نفس الدواعي التي دعت الأمام الحسين ( علية السلام ) للثورة وعلينا أن نحقق الأهداف التي خرج بسببها رمز الأمة الحسين ( علية السلام )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر ) ولكن رفعت الأقلام ... وجفت الصحف ولم يعد ينفع مع حزب اللغوة ومليشيات أيران الكلام ، أفعالهم من قتل وتشريد وظلم وقطع ارزاق وصلت إلى حد خطير وضعت العراق كله في مهب الضياع والتحريف

لم تمر فترة في تاريخ العراق كان فيه الحكم طائفيا ومناطقيا وعشائريا وعائليا كما هو اليوم في حكم سلطة حزب الدعوة العميل . فجرائم قادة هذا الحزب يندى لها الجبين فلم يسلم منهم رجل دين او رجل عادي, مسلم او غير مسلم, عربي او غير عربي, سني او شيعي, امراءة او رجل, طفل او عجوز. الحق سبحانه وتعالى يقول { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِير ٌ} والله لايخلف الميعاد ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )

رفعت الأقلام ... وجفت الصحف ... ولا خيار لنا ولكل الشرفاء إلا الوقف بوجه الطوفان الفارسي الصفوي !

نقولها ونصرخ بوجه الطغاة هيهات منّا الذِّلَّة ... لقد عزمنا أن نعيش شرفاء ... أو نموت شهداء قالها جدنا الحسين عليه السلام ( والله لا أعطينكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد ) ( فاني لا ارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما )

عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب ابي الاحرار الامام الحسين عليه السلام
 





الجمعة ٣ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو جعفر المنصور نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة