شبكة ذي قار
عـاجـل










الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية هي الرد الواضح والصريح على كل حالات التخاذل والتراجع والخنوع ان كانت أنظمة عربية أو من يدعون أنهم معنيين بالشأن الفلسطيني ويمثلون الارادة الشعبية الفلسطينية ، بل أجدها الممارسة التي يراد منها الجام كل الاصوات المبحوحة التي تريد ان تطمس القضية ويضيع الحق ما دام هم منتفعون مستفيدون متنعمون بالمال والجاه ويناشدون من الاخرين بالاوصاف التي لايستحقونها ، نعم لان العدو الصهيوني كلما لمس استجداء ما يسمونه السلام العادل وتحقيق حل الدولتين ازداد تطرفا" وممانعة واسراف في التعرض للمواطنين الفلسطينيين العزل ان كان من خلال الهجوم على مساكنهم وحرقها بمن فيها أو الاعتقال الاداري او غيره والمجرمين الحقيقيين احرار لايطالهم القانون والعقاب وان كان هناك اجراء اداري ماهو الا فعل ذر الرماد بالعيون من خلال فلم مسرب يظهر اعتقال احد المتطرفين الصهاينه ويقابله اطلاق العنان الى المتطرفين ليعيثوا بالقدس القديمة وبيت المقدس عبثا" والتعرض الى المصلين ومنعهم من اداء عباداتهم والى غير ذلك من السلوكيات والتصرفات العدائية ،

بل كشر نتنياهوا عن انيابه وعقليته الارهابية بعد العودة من موسكو والاطمانان بان الحلف الرباعي لا ولن يهدد الامن (( الاسرائيلي )) فأصدر أوامره وتعليماته باستخدام الرصاص الحي وهذا يعني تنفيذ الاعدام الميداني لاي فلسطيني يشك به ، الهبة الشعبية الفلسطينية هذه الايام هي انتفاضة كاملة الأوصاف ومطابقة لمعايير ألثورة ألشعبية ضد الاحتلال وأدواته بالاضافة الى جرس انذار الى السلطة الفلسطينية بالتوقف عن التراجع او التلويح به ، نعم انها أعادت توحيد الأرض والإنسان والوجدان الفلسطيني واعطت الامل لابناء الشعب العربي في باقي الاقطار العربية بان الامة مازالت تمتلك مقومات التصدي ومجابهة العدوانيين بعد سنوات عجاف من الشلل السياسي والوطني الكامل وتحديدا" ما بعد احداث 11 أيلول 2001 وما اعقبه غزو واحتلال العراق وتحويله الى ارض مباحه للايرانيين بفكرهم الصفوي الجديد وكل القوى المعادية لاماني وتطلعات الامة العربية ،

وباختصار هذه هي الانتفاضة الفلسطينية الثالثة {{ انتفاضة الحجارة المتوحدة مع السكين الفلسطيني }} يتدفق الدم الفلسطيني مجددا" ليس بجراح فقط بل بانتقال الارواح الطاهرة الى ربها العلي الاعلى شاكية الهون الذي تمر به امة العرب الوعاء الاصيل للاسلام المحمدي بكل كرم وسخاء لتغسل عار الذي لحق بالأمة العربية بسبب حكامها والمشاريع التي تقدم من هنا وهناك كي يقبل نصارى يهود عن هذا الحاكم وذلك البائع لشيء لايملكه وليس له الحق بالتصرف به ، وهنا السؤال الى كل من رفع الصوت عاليا" كثائر ومحرر ومجاهد ان كان في فتح او حماس او الجهاد هل الرجولة انهزمت لتبقى نساء فلسطين وحدهن مرابطات يدافعن عن المسجد الأقصى ويقفن في وجه عدوان الاحتلال ؟ ، وألمشهد لا يمكن قراءته إلا في إطار أزمة الرجولة كما قلت لتنشغل جيوش ألعرب اليوم في قتل وقمع شعوبهم تحت عنوان مكافحة الارهاب ، وينشغل حكامه في العض على كراسيهم بأيديهم وأرجلهم وأسنانهم وكل ما يمتلكون من قوة وجبروت ! حتى لايزعل عليهم العم والسيد الامريكي ؟؟ ،

فأقول استفيقوا ياعرب السحت الحرام والخنوع والاتباع فلسطين اليوم بانتفاضة أقصى جديدة التي تعيد لكم ان احسنتم الاختيار والصنع كرامتكم وهيبتكم ، وهذه الانتفاضة تحمل جملة من الدلالات المهمة التي يجب ألا تغيب عن ذهنكم ، فهي هبة شعبية تأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها الامة العربية ان كانت في الداخل او المحيط الاقليمي والعالمي وتكاثر الاحلاف التي يراد منها تقاسم الارض العربية بثرواتها ، ويمكننا قراءة المشهد كما يلي {{ الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الجديدة متزامنة مع موجة من التشاؤم واليأس والقنوط يشهدها الوطن العربي بأكمله بعد أن فشلت أغلب ما يسمى بثورات الربيع العربي من تحقيق اماني وتطلعات الشعب وخاصة في الاقطار المجاورة لفلسطين وبهذه الأحداث الفلسطينية يتبين أن الفلسطينيين لم يعودوا بانتظار التغيير في الوطن العربي وأنهم يخوضون معركتهم بأيديهم وبالمتيسر من الادواة والسلاح ، وأن اليأس والقنوط والمزاج السلبي السائد في الوطن العربي لا يمكن أن ينسحب على الشعب الفلسطيني الذي يقارع احتلالاً عمره 67 عاماً ،

والانتفاضة الثالثة تمثل تصدياً لمحاولة الصهاينة الاستفادة من الوضع العربي المتردي ، فالصهاينة يصعدون من عمليات الاستيطان والاعتداء على المسجد الأقصى محاولين استغلال انشغال مصر بأزمتها الداخلية وتورط حزب الله في سوريا وانهيار الدولة السورية بما فيها الجيش الذي أصبح مفككاً بسبب الأحداث الداخلية ، بالاضافة إلى انشغال دول الخليج بالحرب في اليمن لاعادة الشرعية وايقاف التمدد الايراني ، وبهذا المشهد المتداخل نرى ان الكيان الصهيوني يقرأ المشهد على أنه الفرصة التاريخية الأهم والأكبر من أجل الانقضاض على الأرض والانسان في فلسطين ، وهو ما تبين بأنه غير صحيح حيث أن الانتفاضة أظهرت أن الفلسطينيين كشعب منتفض قادرون على القول { لا } ، وأن الشعب ألعربي بالرغم من تردي أوضاعه فإن فلسطين والأقصى تظلُ قضيتهم المركزية الأولى وقاسمهم المشترك الأكبر ، والانتفاضة الفلسطينية ألثالثة تؤكد اليوم أن الأجيال في فلسطين لا ولن تموت ،

فجيل انتفاضة الحجارة ألاولى منتصف التسعينيات تنحى جانباً ، لكن سرعان ما صعد حراكه في انتفاضة الثانية عام 2000، ليأتي اليوم جيل جديد من الشباب الفلسطينيين الذين يتصدون للاحتلال بالرغم من الاوامر الصادرة للجنود والعنف المفرط الممارس ، ويبدو واضحاً أن الصهاينة يحاولون استغلال حالة التردي في الوطن العربي والانقسام في الشارع الفلسطيني والانشغال في الوسط الدبلوماسي ، والانكفاء الأمريكي الكبير من هذه المنطقة فلسطين اليوم بانتفاضة ثالثة وهو ما يعني أنها أمام جيل فلسطيني جديد ، وأمام هبة جديدة ، ولا أحد يمكن أن يتوقع إلى متى يمكن أن تستمر هذه الانتفاضة ، وهي الانتفاضة التي تؤكد على أن الرهان الصهيوني على الاستفادة من الوضع العربي سيكون خاسراً في النهاية ، وفي حال أراد العالم وأراد الصهاينة تجنب الانتفاضة الجديدة فهذا يتطلب ردع الصهاينة أولاً عن العبث في الجغرافيا الفلسطينية ، وإجبارهم على التوقف عن اعتداءاتهم ، ومن ثم ترك الفلسطينيين يقيمون دولتهم وفق الشرعية الدولية القابلة للحياة والبقاء مع التأكيد على الحق بالعودة

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
المجلد والخلود للاكرم منا جميعا"شهداء العروبة يتقدم ابناء فلسطين
عاشت فلسطين حرة عربية ترابها الوطني من البحر الى النهر





الخميس ٢ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة