شبكة ذي قار
عـاجـل










تعقيبا"على اعلان التحالف الرباعي كتبت موضوعا" تحت عنوان  { التحالف الروسي الإيراني السوري العراقي هل تشكيلته النهائية نجمة داود ؟ } ذكرت بأنه هنالك اعتقاد في الأوساط السياسية الروسية  يفيد بأن حمايتهم للنظام السوري يمكن أن يوفر حضورا"روسيا" قويا" في مختلف ملفات الشرق الأوسط ، وفي التسويات التي يمكن أن تحصل في المستقبل بخصوص إيران وملفها النووي مابعد الاتفاق المعلن  فيما بين ايران ومجموعة  { 5 +1 } ، بل يمكن أن يشكل سابقة يمكن البناء عليها مع إيران والعراق ولبنان  { حزب الله وليس الدولة اللبنانية } ، ضمن سياسة بناء حلف جديد في المنطقة تكون روسيا محوره الأساس والفاعل القائد والموجه فيه من أجل انبعاث الدور الاممي الفاعل لروسيا بعد غياب لكبح جماح أمريكا والغرب في الســــيطرة على غرب آســـيا بعد أن توسعت ســــيطرتهم في وسط آســــيا خلال العقد الأخير بشكل متسارع { الباكستان ، أفغانستان ، جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا } ، وهذه السيطرة يمكن أن تشعل الداخل والمحيط الإيراني وبالتالي اشتعال وسط آسيا ووصول النيران لداخل حدود الصين وروسيا ، وضمان مصالحها العسكرية والاقتصادية في سوريا وخاصة مبيعات السلاح لسوريا ،  حيث تدرك روسيا مدى الخسائر التي ستلحق بها في حال سقوط النظام في سوريا  الأمر الذي يفسر دوافع تمسكها بالنظام  وبالتالي عدم إظهار أي مرونة في مجلس الأمن بانتظار التوصل إلى توافق مع أمريكا والغرب وخاصة بريطانيا وفرنسا على إطار حل يؤمن لها استمرار احترام مصالحها في سوريا وعلى رأسها تجارة السلاح ، وعلى الصعيد الاقتصادي تمثل سوريا سوقا مهمة ذات قوة استيعابية كبيرة للصادرات الروسية من السلع الاستراتيجية والمعمرة ،

مثل الالآت والمعدات والأجهزة والشاحنات والحبوب وتتعاظم المصالح الاستراتيجية الروسية في الحالة السورية ، وبالنظر للأهمية الاستراتيجية لقاعدة طرطوس البحرية السورية التي تستخدمها القوات البحرية الروسية ، والتي تعد قاعدة التموين الوحيدة للأسطول الروسي في منطقة البحر المتوسط  ،  يضاف إلى ذلك عشرات المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق والتعاقد بشأنها  وتقدر قيمة عقودها بمليارات الدولارات وستتأثر حتما إما بالإلغاء أوالتأجيل نتيجة موجة عدم الاستقرارالتي تجتاح سوريا هذا من جانب ،  والجانب الاهم  اظهار قوة روسيا وعودتها للساحة الدولية كلاعب أساسي كون القادة الروس أرادوا أن يتخذوا ألموقف من ألانتفاضة السورية مثلاً لإظهار مدى قوتهم وتأثيرهم في الأزمات الدولية فأعلنوا عودة اللاعب الروسي من جديد إلى مسرح الشرق الأوسط  ، خصوصاً بعد المتغير الليبي بفعل التدخل الغربي الامريكي ،

والذي أحسوا من خلاله أن الغرب أبعدهم وتجاهلهم ويريدون من الدول الغربية أن تحسب حسابهم وتشركهم في حل القضايا والأزمات الدولية  ولا شك بأنه أصبح هناك مؤشراً مهماً للتحولات التي قد تؤسس لواقع جديد للعلاقات الدولية والنظام العالمي الذي تتشكل ملامحه ويتجسد في الكيفية التي نجح بها الرئيس الروسي بوتين مؤخراً من سحب البساط من  تحت أمريكا اللاعب الأهم والأكثر تأثير على المسرح الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية  ، وبدا هذا واضحاً من خلال مواقف روسيا وبوتين الذي يقودها للعودة الى المسرح الدولي بقوة مناوئة مقلقة للغرب ، بأجندتها ومصالحها الى درجة أن روسيا تسلح النظام السوري بأنظمة صاروخية دفاعية متطورة ، بالإضافة الى تسليح إيران ، فضلاً عن قدرتها على تأمينها للغطاء والحماية ضد أي ضربة محتملة من الغرب وحلفائها للنظام السوري  ،  ويمكن ان نقرأ وجها" ثالثا" للاهتمام الروسي من خلال  رفض التدخل الخارجي في سوريا , لقد تمثل موقف روسيا بالنسبة لسورية من خلال موقف نائب سفيرها في الأمم المتحدة ،

الذي أكد بان  {{  الأزمة في سورية لا تشكل خطر على السلام والأمن الدوليين ، وإنما الخطر الفعلي والحقيقي على الأمن الإقليمي قد يأتي من تدخل خارجي ، أن مثل هذه الأساليب تؤدي إلى دوامة عنف بلا نهاية وقد تسبب في حرب أهلية }} والذي يخيف موسكو هو التدخل العسكري تحت غطاء أممي كما حدث مع ليبيا في اتخاذ القرار الدولي بحماية المدنيين ، ما يرفضه الروس هو التدخل العسكري الخارجي ، حتى أنهم ينظرون إلى الأزمة السورية بوصفها مسألة صراع دولي وإقليمي ، تتطلب حضور روسيا القوي ، كي تتمكن من سد ساحة الفراغ الحاصل في هذا البلد وعدم تركه للاقتتال والفوضى ليصل إلى حالة من التفكك والاقتتال  الذي  يشهده العراق  وليبيا  ومن هنا يرى محللون سياسيون وخبراء استراتيجيون بأن روسيا الذي  {{ أغضبها التدخل العسكري الدولي في ليبيا ترفض التعاون مع هذه الدول الراعية في ممارسة الضغط على سورية حرصا منها على صون علاقاتها الوثيقة مع هذا البلد حيث يصر الخبير الروسي اكسندر فيلونيك أستاذ الدراسات الشرقي في معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية { لقد رأت روسيا ما جرى في ليبيا ، ويمكن افتراضا منطقيا بان موقف روسيا من سورية سيكون أكثر صرامة من موقفها بشان ليبيا } لا يمكن تجاهل الهواجس الروسية التي ولّدها التدخّل العسكري الغربي في ليبيا ، إذ أن تعميم هذا التدخل سيشمل سوريا ، ما سوف يفتح الباب لتدخلات عسكرية غربية في المحيط الجغرافي القريب من روسيا  }}  ، 

كما أن   الخوف من الاسلاميين والجماعات المسلحة {{  كثر الحديث عن الجماعات الاسلامية المتشدده وبعض ادواتها الشيشانيين  }} ، والعصابات المسلحة والمؤامرة الخارجية التي تتعرض لها سوريا ، ويتقاطع هذا الموقف تماما مع الموقف الروسي الذي يدعي ان بقاء الاسد يضمن استمرار الهدوء على الحدود (( الاسرائيلية )) ، وان سقوطه سيؤدي الى وقوع سوريا في قبضة السلفيين المتشددين ، بعض المحللين السياسيين والمتخصصين بالحركات الاسلامية المتشدده يقولون {{  في رأينا يضاف إلى تعقيدات العلاقات الروسية – الأميركية هواجس موسكو من قيام نظام إسلامي متشدد في سوريا على أنقاض النظام الراهن ، وذلك بعدما شهدت الثورات العربية الأخرى صعود الأحزاب الإسلامية إلى الحكم  ويمكن ربط هذه الهواجس الروسية بالتجارب القاسية التي واجهتها موسكو في مواجهة الحركات الإسلامية والانفصالية في الشيشان وبعض جمهوريات القوقاز ذات الأكثرية الإسلامية }} ، 

والتخوف الروسي  من المتغير السوري  بمدى ضمان ان تكون الجهة التي ستحل مكان الاسد قادرة على المحافظة على مصالح روسيا ، ففي رأي الخبير في مركز بيغن – السادات  موردخاي كيدر ان الروس {{ لا يزالون متمسكين ببشار الاسد ، وهم سيحاولون ابقاءه في الحكم اطول فترة ممكنة كي يضمنوا ان تكون الجهة التي ستحل محله موالية لمحور { روسيا  -  ايران – العراق – حزب الله }  أن روسيا تهتم قبل القيام بالمساهمة في المشاركة في إسقاط أي نظام سياسي في العالم أن تكون لديها إجابة واضحة غير قابلة للالتباس عن هوية النظام المقبل }}  وأضاف المسؤول الروسي {{ نحن نتحدى أن تكون لدى الأمريكان صورة واضحة ومؤكدة عن شكل النظام المقبل في سوريا }} ، ومن الصعب جدا" التكهن بالمسار الذي يمكن أن تسلكه الأحداث في سوريا خلال الأشهر المقبلة ، ولا تقتصر الأسباب على الاشكالية المترتبة على الموقف الروسي المتصلّب ، بل تشمل أيضا" التردد الأميركي في اتخاذ موقف سياسي وعسكري بدعم ألانتفاضة السورية من أجل تسريع عملية إسقاط النظام عسكريا" أو من خلال إجباره على الحوار من أجل نقل كامل الصلاحيات إلى حكومة إنتقالية  ، وتدرك روسيا تماما" أن المواقف السياسية الإقليمية والدولية لن يسمح لأن يكون للرئيس الأسد أي دور في قيادة سوريا في المستقبل ومن هنا التصلب الروسي في دعم النظام ليس سوى وسيلة لكسب الوقت بالنسبة إلى موسكو إلى حين التوصل إلى حوار سياسي يؤمن المصالح الروسية في سوريا وفي المنطقة في السيناريوات الصعبة التي تواجه المستقبل القريب لسورية ،

فإن عملية انتقال مدعومة دولياً - كما حدث في {  مصر وتونس واليمن }  من شأنها تذليل الازمة وتسهيل الانتقال نحو الديموقراطية ، وقد يكون الخيار الأفضل بالنسبة إلى سورية واليوم  تملك روسيا وحدها الأوراق التي تمكنها من الدفع باتجاه مثل هذا الانتقال  لكن ليس من الواضح ما إذا كان الزعيم الروسي  فلاديمير بوتين يملك البصيرة أو الجرأة على القيام بمثل هذه المبادرة  لكن على أي حال سيتذكر العرب لسنوات طويلة مقبلة موقف روسيا من ألانتفاضة السورية والذي تجسد بالتحالف العلني مع نظام ولاية الفقيه  يكون فيه الملالي هم الرابح الاكثر فيه من خلال تمكنهم من اقامة غايتهم  { الهلال } وفرض الامر الواقع على  العرب وخاصة  من هم  تحت مدى بصرهم  { الجزيرة العربية والخليج  } وما تمادي خامنئي  وملاليه  وابواقه  في العراق  واليمن  ولبنان بالتهديد والوعيد للنظام السعودي استثمارا" للتدافع في مشعر منى  وسقوط المئات من الحجيج  ضحاياه ومنهم بعض الايرانيين حيث ردد عبارة  { ستندمون عليه  ؟ }  بهذه الوقاحة  وبالمباشر  ،  مما يدلل على  التوافق فيما بين روسيا وايران على حساب الامن القومي العربي والسيادة الوطنية  ، بالاضافة الى  ان تكون الارض العربية هي ميدان التصادم فيما بين  روسيا المتطلعة للدور الدولي كقوة فاعلة  وامريكا الامبراطورية المتفرده والمتطلعة  الى الامد الابعد من ذلك  ووفق ما تراه وترغبه بارونات المال الرأسمالية بشركاتها  وبرامجها وادواتها

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون 





الثلاثاء ٣٠ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة