شبكة ذي قار
عـاجـل










من المفيد ان نتوقف وبالدقه عند مجريات الامور الروسية والايرانية ومن اولاها الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي الى طهران في 19-21 كانون الثاني 2015 ووقّع مذكرة تفاهمٍ لتعزيز التعاون العسكري والدفاعي الثنائي مع نظيره الإيراني حسين دهقان وهي الزيارة الأولى لوزير دفاعٍ روسي منذ عام 2002 ، وتنص المذكرة على {{ توسيع التعاون العسكري بين البلدين في مجال التدريب ، وتنظيم مناورات مشتركة ودعم الأمنين - الإقليمي والدولي - ، ومكافحة الإرهاب والتطرف والميول الانفصالية }} ومن الملفت ذهبت وسائل إعلام محسوبة على إيران أو قريبة منها إلى الحديث عن نشوء تحالفٍ استراتيجي بين الطرفين ، كما جرى تداول تسريبات أنه تم في الزيارة {{ توقيع عقود موازية لتسليم إيران بطاريات إس-300 والتي كانت روسيا امتنعت عن تسليمها لإيران سابقًا ، وطائرات مقاتلة روسية حديثة سوخوي-30 ، إضافة إلى تحديث مقاتلات ميغ -29 و سوخوي -24 ، وبيع قطع غيار ومحركات }} كما حاولت وسائل إعلام روسية إضفاء أهمية كبيرة على الزيارة التي تأتي في ظروف حساسة ودقيقة ، عبر الحديث عن مصالح مشتركة كثيرة تجمع الطرفين ، وهنا السؤال تحالف استراتيجي أم لقاء مصالح عابر ؟ ،

يبدو إبراز أهمية زيارة وزير الدفاع الروسي إلى طهران مفهوما بسبب بعدها الإستراتيجي وخدمتها مصالح الطرفين في ظل تعرض كلٍ منهما لضغوط غربية شديدة ، إيران فبسبب برنامجها النووي ، وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية ، الروس لديهم هواجسهم الكبيرة ، أيضًا اتجاه السياسات الإيرانية ، فمن جهة لا تخفي موسكو قلقها إزاء احتمال حصول طهران على السلاح النووي وفي هذا الشأن ، تبدو المواقف الروسية أقرب إلى الغرب منها إلى طهران ، كما بدا واضحًا في اجتماعات مؤتمر منظمة حظر انتشار الأسلحة النووية في موسكو في السنة الماضية ومن جهة أخرى ، يسري اعتقادٌ واسعٌ بين المسؤولين الروس بأنّ طهران سوف تبادر إلى الاستغناء عنهم ، في اللحظة التي تنفتح فيها آفاق التعاون مع الغرب ، خصوصًا الولايات المتحدة فقد أبدت روسيا امتعاضًا شديدًا بسبب إقصائها عن المفاوضات السرية التي كانت تجري بين واشنطن وطهران في سلطنة عُمان ،

وأدت إلى التوصل إلى اتفاق جنيف المرحلي حول البرنامج النووي الإيراني كما يبدي الروس شكوكا متزايدة تجاه فتح مسار تفاوض ثنائي بين أميركا وإيران بعيدًا عن صيغة 5+1 التي تشارك فيها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ، بالإضافة إلى ألمانيا وعلى الرغم من عدم إبداء مخاوف علنية ، فان روسيا قلقة من طموحات إيران في أن تحل محلها مصدراً رئيساً للطاقة إلى أوروبا ، وتعلم روسيا أن الطاقة هي أحد أهم أسباب انفتاح الغرب على إيران ، ومحاولته التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الذي يعرقل هذا التوجه وعلى الرغم من ذلك كله تحولت روسيا إلى هدف لـ {{ الاحتواء }} والعقوبات الغربية ، كما جاء في خطاب حال الاتحاد أخيراً، للرئيس الأميركي باراك أوباما ما يفتح المجال أمام تنسيق إيراني - روسي كبير ، في ظل تنامي مصالح مشتركة كبيرة بينهما ، في معظم ملفات المنطقة ، ويختصر روسلان بوخوف مدير مركز تحليل الإستراتيجيات في موسكو ذكر هذه المصالح بقوله صراحةً وحرفيا" {{ إنّ إيران الشيعية تقف مثل روسيا ضد الحركات الإسلامية السنية المتطرفة في الشرق الأوسط كما أن إيران وروسيا متضررتان من تراجع الأسعار العالمية للنفط ، وتطالبان بزيادة هذه الأسعار فضلًا عن الوضع المتوتر حول روسيا في أوروبا ، بسبب أوكرانيا ،

وفي الشرق الأوسط حول إيران والعقوبات الغربية المفروضة عليهما }} لا يخفى وجود تنسيق إيراني - روسي في الأزمة السورية بشأن دعم استمرار نظام بشار الأسد ، لأسباب تتعلق بكل منهما ويشمل ذلك تقديم جميع أشكال المساعدة العسكرية والمادية وغيرها ، فقد أدى تمدد داعش في العراق في 10 حزيران 2014 إلى تعزيز المصالح المشتركة الإيرانية - الروسية في المنطقة إذ تعتبر روسيا وإيران أنّ صعود داعش وتمددها يمثل تحديا" كبيرا" لسياساتهما الإقليمية ومصالحهما لكن الجديد في الأمر بروز مؤشرات على وجود تنسيق روسي - إيراني في الأزمة اليمنية إذ يدور صراع شديد بين جماعة { أنصار الله }الحوثية القريبة من إيران بل ذراعها في الجزيرة العربية وألسلطة الشرعية اليمنية ، وترى موسكو التي كانت تربطها علاقات وثيقة بجنوب اليمن في سنوات الحرب الباردة في الأزمة الراهنة في اليمن فرصةً تسمح لها بعودة نفوذها إلى جنوب شبه الجزيرة العربية عبر بوابة الحرب الأهلية وتشجيع الانفصال ، لكنّ السبب الأبرز في نشوء تنسيق إيراني - روسي في اليمن هو رغبة الطرفين في تهديد المملكة العربية السعودية والضغط عليها كونها القوة الاقوى في المشرق العربي في الوقت الحاضر بعد تغيب العراق بسبب الغزو والاحتلال ومانتج عنهما ، فموسكو لا تخفي امتعاضها من سياسة السعودية التي رفضت في اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في تشرين ثاني 2014 تخفيض إنتاج المنظمة لوقف تدهور الأسعار في الأسواق العالمية كما ترى موسكو أنها ألمستهدفة هي وطهران ، مما تعتقد أنه حرب أسعار تشنها السعودية ضدهما بالتنسيق مع واشنطن للحصول على تنازلات في ملفات إقليمية عديدة وهي اتهامات رددها الرئيس فلاديمير بوتين ، في حين هدد الرئيس الايراني حسن روحاني الذين يقودون سياسة تخفيض أسعار النفط العالمية بدفع الثمن ، ومن منظور أوسع ترى موسكو أنّ استيلاء الحوثيين على صنعاء وتنامي نفوذهم في عموم اليمن يخدم مصالحها في جنوب شبه الجزيرة العربية على المدى البعيد إذ تنظر موسكو إلى الحوثيين بوصفهم جزءا" من المحور الايراني الذي تجد نفسها في تحالفٍ موضوعي معه في مواجهة القوى الاخرى في المنطقة والتي تتأثر بالمواقف السعودية التركية القطرية ، سواء أكانت دولًا أم تنظيمات والتي تعدها تهديدًا استراتيجيًا لها ولمصالحها ويبرِّر هذا الموقف أنّ الحوثيين هم خصوم القاعدة الرئيسين في اليمن لذلك نجد أنّ معظم سلاحهم معدات روسية تنقلها سفن إيرانية وتشمل صواريخ { سام 2 و سام 3 } المضادة للطائرات ويظهر الدعم الروسي للموقف الإيراني والحوثيين في مجلس الأمن إذ تعمل روسيا بهدوء على عرقلة مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السابق جمال بن عمر والحيلولة دون حصوله على دعم كاف من مجلس الأمن لجهده الهادف إلى إبطال مفعول التغييرات التي جرت في اليمن بقوة السلاح وتأكيده على مبدأ العودة إلى العملية السياسية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي تم التوصل إليه عشية استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء في أيلول 2014 ،

وتعيش المنطقة العربية حالةً تصل إلى حد الفوضى التي ينشرها المشروع الإيراني ، في سعيه إلى تحقيق الهيمنة الإقليمية ، فيما يبدو الدور الروسي داعما" مرحليا" له نتيجة نشوء مصالح مشتركة أهمها مخاوف موسكو غير المبررة من تنامي السلفية التكفيرية ، وتحيز روسيا المبدئي لأنظمة شبيهة بنظامها السلطوي الرافض لمفهوم الثورة والتغيير وفي الوقت نفسه تبدو بعض القوى العربية وفي مقدمتها النظام المصري مشغولةً بهواجس بقائها بدلًا من الانشغال بحماية المصالح العربية العليا التي يمثل الصعود الإيراني أحد أهم تهديداتها ، ويضاف الى كل ما أشرت اليه ان روسيا تعمل بكل قوتها على البقاء في سوريا من خلال تواجدها البحري في قاعدة طرطوس الذي دعمته بقاعدتها الجويه في اللاذقية ، وعلى ضوء ما تقدم والغموض المتعمد من قبل حكومة الاحتلال العبادية يطرح السؤال الاتي { هل الهدف هو احياء حلف بغداد الذي مزق وثائقه الشعب العراقي بوجه جديد ؟ ،

فان كان الجواب نعم فان اللاعبين الجدد واقصد روسيا وسوريا واهمون والملالي واتباعهم في بغداد مازالوا بغفوتهم الناتجه من تخمة السحت الحرام محاولين الابتعداد عن المصير الذي سيكون لهم ولاحلامهم من قبل تلشعب العراقي الابي الرافض لكل تواجد اجنبي او فعل ينتقص من السيادة الوطنية والكرامة العراقية ، والشكوك تتزايد لما تضمره ايران وادواتها المليشياويين من خلال ثبوت ان الاتفاق المبرم مع النظام السوري والاتحاد الروسي كان ايرانيا" ولادور لحكومة العبادي بل انه الامر الواقع المفروض عليها وهذا واضح وبدون اي شك من خلال جملة التصريحات والتلميحات التي صدرت من قبل المليشياويين المتفرسين الشعوبيين او الايرانيين ، ويتكرر السؤال ماهو السر بقدوم حسن نصر الله الى العراق لاكمال الاستعدادات للاعلان الرسمي من بغداد عن هذا التحالف تحت عنوان التنسيق الاستخباري ؟ ، فهل حسن نصر الله الخانع لعمامة خامنئي له الدور والسطوه فيه ؟ ونهاية الامر نتيجة ذلك ان الوطن العربي سيكون ساحة صراع المصالح لكافة القوى الطامعة تستنزف فيها امكاناته وموارده المادية والبشرية ليكون عرضه الاستغلال والاحتلال وانتهاك حرماته دون القدرة على المقاومة والمجابهة والتصدي

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون





السبت ٢٦ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة