شبكة ذي قار
عـاجـل










الانتفاضة الشعبية العارمة في مصر العروبة أطاحت برأس النظام ولكنها أبقت على النظام برموزه ومؤسساته ، فبقيت المباركية دونما مبارك الذي تم استبداله بمجلس عسكري تم تعيين كافة اعضائه من مبارك ، وبقيت هياكل الأجهزة الأمنية كما كانت ، اللهم عدا إفراغها من أي مستندات قد تدين رموزها وسلطة القضاء بكاملها من النائب العام إلى كافة المراكز القيادية فيه بقيت كما كانت عليه ، التعاون الأمني والاستراتيجي بين مصر وأمريكا والكيان الصهيوني بقي كما كان عليه وأصبح الحاكم بأمره الجديد رئيس المجلس العسكري محمد حسين طنطاوي يتمتع ليس بسلطات كونه قائداً عاماً للجيش ورئيساً للدولة فقط ، بل بسلطات مجلس الشعب أيضاً ، وبقى ذلك الحكم العسكري قرابة السنة والنصف ترص فيها – الفلول - صفوفها إلى انتخابات كان المطلوب والمأمول منها شرعنة عودة الفلول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع وقد كادت أن تحقق مبتغاها الا أن الاداره الامريكية قرأت الشارع المصري قراءة واقعية وكانت حساباتها الخسارة فغيرت مؤشرها الى القوة التي تجدها الاكثر نفعا" ضمن منطوق الفوضى الخلاقة والنوايا الامريكية التي يراد منها تمزيق الجسد العربي الاسلامي فقدمت الملايين من الدولارات الى الاخوان المسلمين في الحملة الانتخابيه بل مارست الدور الضاغط لوصولهم الى السلطه من خلال فرض الارب من السجن مرسي بالرغم من فارق الاصوات وهي ذات اللعبة التي لعبتها امريكا وايران في العراق لايصال حزب الدعوة العميل الى السلطه وامعانه في تمزيق الشعب العراقي طائفيا" لفرض الامر الواقع المطلوب الا وهو التوجه نحو التقسيم تحت يافطة الحصول على الحقوق ،

وأشير هنا إلى كيف { تمكنت ماكينة المال والاعلام الأمريكية من رفع نسبة قبول الرأي العام بالرئيس الروسي يلتسين من 4 في المئة قبل توليهم حملته الانتخابية إلى إنجاحه بنسبة 35 في المئة وخلال 3 شهور } ولكن البسطاء أو البلهاء كانوا يتصورون خلاف ذلك ، ومن اجل توضيح المنهج الامريكي نتوقف عند سيرة الحاكم بأمره الجديد لمصر ما بعد مبارك عسى تكفي لأولي الالباب {{ محمد حسين طنطاوي سليمان ذوالاصول النوبية ولد في 31/10/1935 وتخرج كضابط سنة 1956 وشارك في حروب مصر كلها واختاره حسني مبارك رئيساً للحرس الجمهوري ، وهو منصب يتم تعيين من هو شديد الولاء فيه قبل أن يكون شديد الكفاءة بعدما اعترض قائد القوات المصرية المرسل إلى السعودية للمشاركة في الحرب على العراق على تحويل مهمته من دفاعية في درع الصحراء إلى هجومية هي عاصفة الصحراء ،

اصطحب حسني مبارك طنطاوي إلى السعودية حيث عزل القائد – المتمرد - وأقام مقامه طنطاوي تحت امرة الجيش الأمريكي بقيادة الجنرال نورمان شوارتسكوف ، بعدها عاد لمصر وعين مباشرة كوزير للدفاع بدءا" من شهر مايو سنة 1991 وحتى سنة ونصف من بعد رحيل مبارك ، أي أنه بقي 21 سنة بالتمام والكمال أتم خلالها شهر العسل بين الجيوش الأمريكية والجيش المصري وذلك عبر مشاركته في المناورات العســـكرية مثل { النجم الســـــاطع } والتي كانت يحضرها الكيان الصهيوني بصفة مراقب ، نعم هكذا أصبح صاحب هذا السجل الناصع الثائر الأول على رأس الثورة المصرية ؟! }} وهذا بعينه استخفاف بالارادة الشعبية وطموح الشباب المصري ببناء الدولة المدنية المصرية التي تتعامل مع مواطنيها بمقياس المواطنة ، كما ارى من المفيد التطرق الى دراسة أمريكية تمت سنة 2006 يتبين أنها وصلت إلى القناعة والنتيجة أن {{ أياً ممن قد يصل إلى الحكم في مصر من الإسلاميين أو خلافهم ،

سوف يصعب عليه إن لم يستحل عليه أن يحدث تغييراً في الوضع الراهن اقتصادياً كون الاقتصاد المصري قد تمت هيكلته وربطه بمشاريع ومؤسسات العولمة الأمريكية والغربية الرأسمالية ، وحيث أصبح الجيش والأمن القومي المصري مرتبطاً بمساعدات أمريكية مشروطة بمعاهدة الصلح المصرية – الصهيونية بل وتصل الدراسة إلى حد القول إن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بمس العلاقة الاستراتيجية الأمريكية ألصهيونية – المصرية ! }} ، عمل العسكر في المجلس العسكري الأعلى ثمانية عشر شهراً كل ما بوسعهم للإبقاء على ثوابت نظام مبارك مستعملين أجهزة مبارك القضائية والأمنية والإعلامية . حتى إن رئيسي الوزراء في عهد المجلس العسكري كانا من عهد حسني مبارك ،

جيء أولاً بعصام شرف بعد مسرحية ذهابه إلى ميدان التحرير يوماً أو بعض يوم وروج المجلس العسكري وإعلامه بأن عصام شرف هو اختيار الثوار علماً أنه ولآخر ساعة كان عضواً في لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك ! وحين كُشف أمره جيء بالجنزوري وهو أيضاً رئيس وزراء سابق من عهد حسني مبارك وحيث إن التنظيم الوحيد الذي كان على الأرض قادراً على التنظيم هو جماعة الإخوان المسلمين ، فقد تعاون العسكر معهم تكتيكياً لا استراتيجياً حيث إن سياساتهم المعلنة لا تتماشى مع عقيدة القوات المسلحة العلمانية لكن المجلس العسكري الأعلى أراد أن يكسب وقتاً يلتقط فيه فلول النظام القديم أنفاسهم مستخدمين اعلام مبارك وفلوله والذي بدأ يكشف عن هويته خصوصاً، أيام الانتخابات الرئاسية والتي كادت أن تأتي بأحمد شفيق ممثلاً للمباركية على رأس النظام من جديد، فكانت نتيجة الانتخابات هي بفارق بسيط جداً {49 إلى 51 في المئة } فتم حل البرلمان ذي الأغلبية الإسلامية بعد أيام من ذلك ، ثم شرّع المجلس ذلك الاعلان الدستوري المكمل الذي سلب رئيس الجمهورية عملياً كافة سلطاته ، ثم التأهب لحل اللجنة ذات الاغلبية الإسلامية لكتابة الدستور إلى أن قام الرئيس مرسي بحركته الاستباقية بإقالة طنطاوي وأغلب أعضاء مجلسه العسكري ما الذي يستطيع أن يفعله أي رئيس يقف على رأس نظام معاد في جوهره لأي إصلاح ،

ذي اقتصاد منهار وفاسد ورثه بما فيه من تعفنات ، وجماهير جائعة تظن أن السماء ستمطر خبزاً بكبسة زر كما كانوا يغررون به الشعب الباحث عن رغيف الخبز ، وإعلام فاجر كان يخشى حتى أن يكتب عن صحة الرئيس مبارك لأنه إذا كتب فسيذهب إلى غياهب السجون وإذا بنفس هؤلاء الذين سجنوا قد استأسدوا بالنيل من الشباب الثائر في ميدان التحرير لاشعار عنده سوى تحيا مصر ، في أوركسترا إعلامية منسقة من غرف سوداء الله أعلم من يديرها ولو أردت أن أبدي رأيا" لجماعة الإخوان المسلمين لسألتهم أن يقوموا بتحليل لتاريخهم من حيث تكرار استعمالهم واستخدامهم من قبل الأنظمة ثم تخلي هذه الأنظمة عنهم ، لا بل والتنكيل بهم أحياناً وقد حدث مثل ذلك ثلاث مرات عبر تاريخهم في السنوات الثمانين الماضية ساعدوا ألراحل جمال عبد الناصر والضباط ألاحرارفي ثورة 1952 الا انهم عادوا الى خلوتهم فكان التفجير والدم الذي يراد له ان يسيل فكان الرد المشروع قاسيا" لهم ، فساعدوا أنور السادات في التخلص من نظام عبد الناصر وتغيير المنهج الاقتصادي إلى الانفتاح على الرأسمالية بأعلى وأوسخ مراتبها ثم تمّ التخلي عنهم ، وبقوا معه ومع خليفته مبارك بين مدّ وجزر ، كجماعة غير قانونية يتم استعمالها متى كان للنظام فائدة بذلك ، ويتم التخلي عنها متى وجد النظام في ذلك مصلحةَ له ،

فساعدوا النظام العسكري بل تحالفوا معه إلى أن تمكّن العسكر، فكادوا أن ينقلبوا عليهم ، في الحالات الثلاث التي تناولتها كان جماعة الإخوان المسلمين ليس فاعلاً بل مفعولاً به فهل تستحق هذه المقاربة شيئاً من التحليل ؟! ، وأين هم من قيم وأخلاق الاسلام الذي يدعون ؟ ! ، وهنا عند التوقف عند مقال حسين آغا وروبرت ماللّي والذي اشرت اليه يصل كاتباه إلى أن ما حدث في مصر لتاريخه لم يكن ثورة بمعناها ومفهومها ، هذه ليست ثورة ان كانت في تونس أو مصر أو سوريا وما أعقبها في ليبيا ، حيث يهبط الظلام على الوطن العربي القمامة والموت والدمار بساحات القتال للوصول لحياة أفضل ألم يكن هذا غريبا"؟ الأجانب يتصارعون للهيمنة وتصفية الحسابات مع الشعب العربي في الاقطار التي اريد لها ان تتنفس الحرية والامل كما يسوق الاعلام الامريكي والغربي ، أما المظاهرات السلمية التي بدأت هذه المرحلة بها فقد أصبحت من ذكريات الماضي البعيد لانها صبغت بصبغة الارهاب ، نعم ان ألمطالبة بالحقوق ارهابي ، والانتخابات مناسبات احتفالية مفرغه من أي فكر سياسي والبرنامج الثابت الوحيد هو ديني الهتدف الى اقامة الحاكمية كما فرضها الخميني في ايران ولاية الفقيه والعمل مستمر لايصالها الى اليمن كما كان تواجدها في العراق وسوريا وجنوب لبنان ، والصراع على النفوذ قد انطلق على عنانه دونما قواعد واضحة - أو قيم - أو هدف وهذا لن يتوقف بتغيير النظام أو بقائه ، والتاريخ هنا لا يمشي إلى الامام ولكنه ينحرف إلى الأطراف ، هناك أحداث داخل أحداث التوفق بين الشيطان الاكبر ودعاة نصرت المستضعفين المحرومين والانتصار على المظلومية ، وصراع مذهبي غير مسبوق الا في عقول الطائفيين وصراع تضارب القوى في المنطقة ،

وكأنها حرب باردة جديدة تقسم الأمم ، وتصحو الأقليات علّها تنطلق من عقال الدولة المقيدة لها فيصبح مفهوم المكونات بدلا" من المواطنة والوطنية والصورة ضبابية ، هذه هي صورة الواقع وجزيئاته وصورة ذلك غير واضحة وليس معلوماً إلى اين ستكون نهاياته ، أما تلك التغيرات التي يظن بأنها مهمة فتسقط ضمن هذه الرحلة الطويلة إلى المجهول أما الفاعلون الجدد والذين تم تحفيزهم حديثاً فلقد قفزوا إلى الواجهة الشارع الذي لم يتم تعريفه ، فسريعاً ما يلتئم وسريعاً ما ينفض ، والإخوان المسلمون الذين اعتبرهم الغرب بالأمس القريب كمتطرفين خطرين يتم اعتبارهم اليوم كعقلاء عمليين والسلفيون التقليديون الذين كانوا يتوجسون من كل أشكال السياسة تجدهم الآن متحمسين للمشاركة في الانتخابات ، كما توجد جماعات سلفية في الطرف الاخر مغاليه مجهولة ومليشيات ولاءاتها ليس غامضة ولايُعرف من المستفيد منها الا من الذين عميت بصيرتهم فضلاً عن وجود عصابات من المجرمين المحترفين وقطاع الطرق والخاطفين الذين بنوا مجدهم الزائف من خلال حكومات الاحتلال ، أما التحالفات فحّدث ولا حرج فليس لها من منطق يحكمها كما أنها تتغير باستمرار ، يدعون انهم علمانيون وعقيدتهم ترى الدين افيون الشعوب يتحالفون مع من هوسهم الطائفي مقياس للالتقاء والابتعاد وتنادي بالديمقراطية ،

وأمريكا تشكل شراكات مع إسلاميين الذين يجدون بولاية الفقيه منهجا"ووسيله ، وإسلاميين يتطلعون إلى أنظمة طالما قاوموها مدعين انها موطن الكفر والشمولية ، وبعض الدول الشمولية تشجع العلمانين ضد الإخوان المسلمين والسلفيين ضد العلمانيين وأمريكا تتآلف مع العراق والتي تتآلف بدورها مع إيران التي تساند النظام السوري والذي تعمل أمريكا على إسقاطه وتتحالف أمريكا مع دول تموّل حماس وتموّل السلفيين الذين يمولون الجهاديين والذين يحاولون قتل الأمريكيين أينما كانوا، وفي وقت قياسي تحوّلت تركيا من دولة دون أي مشاكل مع جيرانها إلى دولة تنازع مع كل الجيران ، لقد أغضبت إيران ، والعراق ، والكيان الصهيوني وعملياً فإنها في حالة حرب مع سوريا ، أصبح أكراد العراق حلفاء لها بينما تقاتل أكراد تركيا مع أن سياستها في العراق وسوريا تحرضّ الأكراد الأتراك على الانفصال

يتبع بالحلقة الخامسة





الاثنين ٢١ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة