شبكة ذي قار
عـاجـل










مَنْ يطلب مِن موسكو التدخل العسكري بإرسال طائراته وسلاحه وصواريخه وراجماته وعتاده وجنوده، حتى تأسيس منتجعات جاهزة لجنوده ، فليتقدم بمذكرة رسمية من رأس النظام .. عندها ليس لدى الكرملين ورئاسة الدولة الروسية " بوتين " أي مانع بتلبية طلبها .. كما حصل مع رأس النظام السوري، والذي سيحصل حتماً مع رأس النظام في العراق .!!

التبرير الروسي لمقاولاته الخارجية الفاضحة، التي ترتكب فيها المجازر ضد الأنسانية يأتي في إطار سياسة خلط الأوراق، ولأهداف معلنة صلفة ووقحة :

1- ضرب داعش، ولكن الحقيقة، ضرب القوى الوطنية السورية المسلحة. أي إجهاض ثورة الشعب العربي السوري.

2- حماية النظام السياسي الدموي في دمشق بكل الوسائل غير المشروعة الممكنة والمتاحة .. ومن الصعب الأعتقاد بأن دولة عظمى تعرض أمنها القومي وسمعتها الدولية من أجل حماية نظام لا مستقبل له أبداً.!!

3- الحرص الأعمى على تدمير سوريا وتشريد شعبها، حتى لو توسع التدخل إلى إشعال حرب إقليمية تشترك فيها كل الدول الإقليمية حتى والكبرى، من أجل منفذ يطل على البحر الأبيض المتوسط .. وحل أزمة أوكانيا مقايضة عن طريق الفعل العسكري المسلح في سوريا .. ومن أجل هذين الهدفين المركزين

4- فأن الفعل العسكري المعلن، الذي تزامن تقريباً مع الفعل الإستباقي الأستخباري الذي تم تأسيسه في بغداد، جاء لتكريس واقع يسمى العمق الجيو- ستراتيجي الذي يمتد عبر إيران وفنائها الأمامي العراق صوب سوريا .

واقع الفعل العسكري الروسي الراهن بني على أسس التشاور الأستخباري

1- تشاورت روسيا استخبارياً مع رأس الكيان الصهيوني واتفاقا على مجمل أبعاد الحركة العسكرية الروسية في سوريا، وتطمئنت موسكة تل أبيب حيال أمنها الأقليمي، والمتمثل بمنع أي جهة تتعرض لهذا الأمن في الوقت الراهن والمستقبل .. فضلاً عن عدم اعتراض موسكو، خلال فعالياتها القتالية غير المشروعة، ( على أي أعمال أو أفعال يمارسها الكيان الصهيوني لحماية كيانه بتوجيه ضربات داخل الأراضي السورية ) .

2- تشاورت روسيا سياسياً وعسكرياً واستخبارياً مع طهران للعمل المشترك المحسوب في إطار ( تحالف رباعي ) يتشكل من موسكو وطهران وبغداد ودمشق .. وهو صيغة تُقارِبْ حلف بغداد ( السنتو )، مسكونة بالتناقضات والأزمات والتوترات من الصعب الأعتماد في تأسيسها على كيانات تعوم على مناهج الفساد والقتل والتشريد من جهة، ومناهج طائفية وعرقية خطيرة أعلنتها إيران وعملت على تصديرها منذ عام 1979 وحتى الوقت الحاضر، فضلاً عن تفكك البنيات والقدرات في العراق وسوريا .. وما تعانيه روسيا كافياً ليحدد نوع الأزمة التي تريد موسكو تصديرها إلى الخارج عن طريق الفعل العسكري.

3- تشاورت موسكو مع واشنطن عسكرياً واستخبارياً حول فعلها العسكري في سوريا ( على أساس محاربة داعش والقوى والجماعات التي تحمل السلاح ) على وفق ذريعة تقول ( أن التحالف الدولي قد فشل في حربه على الأرهاب ، وهو الأمر الذي دفع موسكو لأخذ زمام المبادرة الأستباقية والدخول إلى المستنقع الذي ما تزال أمريكا تدرك مغبة الدخول فيه بعد أن هزمت في العراق شر هزيمة ).

4- قد لا تكون هنالك من حاجة لأخذ رأي حكومة المنطقة الخضراء بشأن الأعمال العسكرية الروسية غير المشروعة في العراق، لأن العراق هو مجرد تابع لقرار ولي الفقيه.. ولا يملك حق القرار أو الإقرار.. بيد أن موسكو تدرك جيداً أن الساحة العراقية هي غير الساحة السورية، حتى إذا ما دخلت فلن تخرج منها سالمة وستهزم كما هزمت أمريكا من قبل.

قد تستخدم موسكو في العراق الأسلوب الأستراتيجي المخاتل ذاته ( محاربة داعش ومحاربة الأرهاب .. ولكن الحقيقة ، هي ضرب قوى الثورة المسلحة في العراق، في إطار سياسة خلط الأوراق ذاتها التي تمارسها موسكو في سوريا، وتمارسها أيضاً حكومة بغداد في العراق، وتمارسها إيران في الساحتين وفي مناطق مختلفة من ساحات المنطقة ).

5- الأمبرياليتان الروسية والأمريكين، كليهما تتجنبان خوض معارك برية .. تحاشياً للخسائر البشرية ولكلف الحركات على الأرض .. فيما تقوم إستراتيجيتهما على خيار القوة الجوية والصاروخية والأستخبارية .. وتعتمدان على مليشيات أو قوة نظامية تابعة لدول إقليمية، مثل إيران.

الفلسفة السياسية الأمريكية لأدارة أوباما الفاشلة حيال إيران تقوم على :

1- ترويض إيران في جموحها الثوري .

2- لكي، يجعل العالم أكثر أمناً .

- وبعد توقيع الاتفاق النووي لم تتوقف إيران عن سلوكها الأرهابي، ولم توقف تمددها، ولم توقف شحنات أسلحتها الأرهابية إلى عدد من الدول العربية ذات السيادة وفي مقدمتها البحرين والكويت والسعودية واليمن .. والآن وأمام العالم أجمع ، يتدفق الجنود الإيرانيون النظاميون وغيرهم من المليشيات بأسلحتهم ومعداتهم مع القوات الروسية ، فيما يؤسسون مع الروس والسوريين والعراقيين مركزاً إستخبارياً في مطار المثنى في بغداد تحت قيادة روسية لغرض جمع المعلومات لصالح موسكو وطهران .. فهل تم ترويض جموح إيران الأرهابي؟ وهل بات العالم اكثر أمناً ؟!

- هل ان "أوباما" وطاقم قيادته السياسية والعسكرية والأستخبارية سذج إلى درجة لم يدركوا بعد الدوافع الحقيقية للأستراتيجية الفارسية في المنطقة؟ أم أن أمريكا ورئيسها قد تعمدوا الصمت على التمدد الايراني من اجل هدف الأستراتيجية الأمريكية البارز وهو إقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير؟ والمشروع هذا في رأيها له الأرجحية أو الأولوية .!!

- ثم ان مشروع الشرق الاوسط الكبير يشمل إيران وتركيا وأجزاء من العمق الآسيوي.. ومع ذلك تتعاون إيران مع صاحب المشروع إيغالاً بتدمير العرب والمسلمين، وأملاً في دور لها في ما يسمى بنظام الأمن الأقليمي تحت قبة محاربة الأرهاب.!!

الأمر المؤكد ان النظام الفارسي يتعاون مع امريكا تعاوناً واسعاً وعميقاً قبل احتلال افغانستان والعراق وبعد احتلالهما .. ولكن هل تشعر إيران بأنها مشمولة بالتفكيك هي وتركيا على اساس ( مشروع الشرق الاوسط الكبير ) تحت دواعي الدور في ادارة النظام الاقليمي في المنطقة؟!

الآن ، تعمل إيران في خط إستراتيجي مزدوج أحدهما في العراق وافغانستان على اساس التوافق الأستراتيجي مع امريكا .. والخط الآخر العمل العسكري المشترك مع روسيا من اجل اهداف مشتركة في سوريا والمنطقة، يتمثل بالتدخل العسكري الروسي – الإيراني المشترك.. فهل يتعارض هذان الخطان أم يتقاطعان مع السياسة الأمريكية في تفكيك النظم العربية في المنطقة وإعادة تركيبها من جديد في ضوء معايير وأسس بناء مشروع الشرق الاوسط الكبير.. على ان تراعى توجهات التمدد الفارسي أيديولوجياً وعلى مديات بهدف ابتلاع نتائج التحولات المذهبية- الطائفية لحساب طهران وقم .. وهذا المرمى الفارسي لا يعني شيئاً لا للأمبريالية الأمريكية ولا للأمبريالية القيصرية الجديدة.؟!

إين هي قصة "أوباما" الخاصة بترويض نظام طهران لكي يكون العالم أكثر أمناً ؟ ، فهل بلغ الأمن في سوريا والعراق على وجه التحديد مستوى الأستقرار.. الآف القتلى والجرحى وملايين المهجرين والمهاجرين والنازحين وأطنان هائلة من ركام المدن المهدمة على رؤوس ساكنيها في العراق وسوريا.. وهل هذا هو الأمن الذي تريده أمريكا ؟ ، أمريكا هي المجرم الأول في التاريخ ومعها الصهاينة والفرس.. ولآن الروس يدخلون لعبة لي الذراع أو عض الأصابع دون إدراك منهم بأنهم دخلوا وكر الدبابير في سوريا، وينوون دخول العراق ، دخول المستنقع الذي لن يخرج أحد منه سالماً .!!

الدعم الإيراني الخارجي له أهداف :

الأول - أن الدعم الايراني للنظام السوري أسهم في تمزيق الشعب العربي السوري، بإصطفاف طهران إلى جانب النظام الطائفي الذي يحارب شعبه .

الثاني - إن الدعم الايراني لمنظمة حماس والجهاد الاسلامي في غزة اسهمت في وضع أسفين في جسد الشعب الفلسطيني، وتحاول تمزيق الشعب العربي الفلسطيني، وتكريس واقعين جيو- سياسيين ( الضفة ) و ( وغزة ) بالتعاون السري مع الكيان الصهيوني.

الثالث - إن الدعم الايراني للأحزاب الطائفية ومليشياتها التابعة لها في العراق أسهم في تمزيق وحدة الشعب العراقي .. هذه الوحدة الأزلية القائمة على التنوع والأنصهار الأجتماعي والعيش المشترك منذ ألآف السنين.!!

الرابع - إن الدعم الإيراني لحزب الله في الجنوب اللبناني قد اسهم في تمزيق الشعب العربي اللبناني وعطل تقدمه وتنميته وازدهاره، وجمد حركته السياسية وآلياته في الحكم الرئاسي .

سياسة التدخل الروسية في سوريا والعراق هي سياسة فاشلة وخاسرة، حتى لو اكتفت بقصف طيرانها الحربي وبقصف صواريخها .. فأن اهدافها مكشوفة لا تنتهي إلا بالهزيمة كما هزمت جيوش الأتحاد السوفياتي في أفغانستان .. وهذا ما يتجنب نصفه " أوباما " لا " بوتين " ... إنها شعوب حرة تقاتل من أجل حريتها أيها الأغبياء.!!





السبت ١٩ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة