شبكة ذي قار
عـاجـل










من خلال المثل الذي اوردته عن السيناريو ألمسرب من قبل الادارة الامريكية واجهزتها المخابراتيه بمختلف مسمياتها يراد منه الاعداد للرأي العام المتلقي للحدث بالقبول والرضا لانه وكما يراد ترسيخه في الاذهان ان التغيير وان كان على حسابهم وكرامتهم وامنهم واستقرارهم ماهو الا عطاء لابد من الركوع والسجود له ، ولكن إن هذا التوجه الامريكي يدل على سذاجة ما بعدها سذاجة لأن صلب الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الإسلامية المؤمنون الصادقون المتخذين من الكتاب والسنة منهجا" حياتيا" رافض لكل انواع البدع والتحريف والخروج والتضليل والدجل والخداع يتناقض بشكل صارخ مع مبادئ العولمة التي تقوم بنشر المبادئ الرأسمالية دونما هوادة ، وبذلك فإن مثل هذه الصفقات ما هي إلا زواج عرفي حصل بين الامبريا صهيونية والمتأسلمين ومنهم أصحاب ولاية الفقية التي هي التحريف الفاضح للفقه والشريعة والعقائد لا يدوم طويلاً والدليل كيف انقلب ابن لادن وتنظيمه على من رعاه ومده بكل متطلبات الحرب ضد السوفيات والنظام الشيوعي في افغانستان ، أجرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية دراسة عن النظام الاقتصادي في الإسلام وكيف يتميز عن الرأسمالية والشيوعية وجاء في تقرير {{ إن التعاليم الإسلامية تختلف عن الرأسمالية لمعارضتها تراكم الثروات الفاحش ،

وتختلف عن الاشتراكية لأنها تحافظ على حقوق التملك لوسائل الإنتاج ففي مجتمع حقيقي يتبع تعاليم الإسلام يجب ألا تتعارض مصالح طبقات المجتمع ، بل يجب أن تتعايش بالتواصل والتراحم عبر المشاركة المسؤولة الواعية ، كما يجب مراعاة حقوق الفرد ولكن بطريقة عادلة تتوازن مع مصحلة المجتمع بأكمله }} ، ونقتبس ما قاله شيخ بارونات المال العالميين جورج سوروس في كتابه أزمة الرأسمالية العالمية {{ أما كون الرأسمالية العالمية نظاماً غير محسوس ، فذلك لا يجعلها أقل أهمية فهي تتحكم في ياتنا كما يتحكم أي نظام بشعبه ، ويمكن مقارنة الرأسمالية العالمية بإمبراطورية أكثر عالمية في شموليتها من أي إمبراطورية سابقة ، فهي تحكم حضارة بأكملها ، وبالإضافة لذلك فهي كأي إمبراطورية لها مركز يستفيد على حساب دول الأطراف والأكثر أهمية ،

هو أن الرأسمالية العالمية تظهر ميولاً إمبريالية فهي لا تتطلع إلى التوازن ولكنها تقوم على التوسع ، ولا يهدأ لها بال مادام هناك أسواق أو موارد لم تصلها }} الدراسات الأمريكية الواردة في هذا الكتاب تبين بوضوح أن دوائر القرار في أمريكا بدراية كاملة على أدق تفاصيل التناقضات الداخلية في كل قطر عربي ، وأنها تسعى لتجيير تلك التناقضات لخدمة مصالحها الاستراتيجية مستعملة نار الفتنة كما يلزم بواسطة أدواتها في الحكم والمعارضة الصورية التي اعدت في دهاليز مخابراتهم على حد سواء لتمنع تحول الانتفاضات إلى ثورات شعبية فهي لا تتمنى خيراً لأي مشروع وطني إسلامياً كان أم قومياً ، قال صامويل هانتغتون في كتابه صراع الحضارات ألاتي {{ إن المشكلة بالنسبة إلى الغرب ليست مشكلة الأصوليين الإسلاميين ، بل المشكلة في الإسلام نفسه ، الذي يمتلك حضارة مختلفة يؤمن أصحابها بتفوقها في الوقت الذي يتألمون من ضعف أحوالهم ،

والمشكلة للمسلمين هي ليست وكالة المخابرات المركزية أو وزارة الدفاع الأمريكية ، المشكلة في الغرب نفسه ذي الحضارة المختلفة والتي يؤمن أصحابها بتفوقها وصلاحيتها كنظام عالمي ، يرغبون في فرض هذه الحضارة على العالم ، أمريكا تسعى لتحفيز وتجذير الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي . أما ما تسعى إليه أمريكا حقاً عبر أدوات عولمتها فهو تحويل دول العالم باجمعه إلى جمهوريات موز لخدمة الإمبراطورية الأمريكية وأباطرتها الحقيقيين بارونات المال العالمي - اللصوص إيّاهم - الذين اغرقوا العالم بأوراقهم المالية الفاسدة التي أسموها المشتقات }} وكان أفضل من وصف هذا الوضع هو البروفيسور الأمريكي في جامعة كولومبيا والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي حين قال {{ المشتقات المالية اعتمدت على مبدأ أن هناك أحمق يولد كل دقيقة ، أما العولمة فاعتمدت على مبدأ أن العالم قد أصبح مسرحاً للتفتيش عن هؤلاء الحمقى، وقد وجدوهم في كل مكان }} إن أمريكا هي مركز الرأسمالية وهي الاداة التي يستعملها بارونات المال العالميين لنشر مبادئ الرأسمالية لا الديمقراطية فالرأسمالية والديمقراطية ضدان لا يلتقيان كما عبر الملياردير جورج سوروس كما جاء في كتابه - أزمة الرأسمالية العالمية - {{ الرأسمالية والديمقراطية يتبعان قوانين مختلفة المصالح التي تخدمها الرأسمالية هي المصالح الخاصة ، أما المصالح التي تخدمها الديمقراطية فهي المصالح العامة ،

وهذا التناقض يلخصه المثل الدارج عن تناقض المصالح ما بين المصحلة العامة و المصالح الخاصة }} وتدّعي الولايات المتحدة أنها تحاول دمرقطة الأنظمة الشمولية التي تعتمد أساسا على أجهزة مخابراتها في التضييق على الحريات وإدارة الدولة فإذا كانت هذه هي الدولة البوليسية ، فهل نستطيع أن نعتبر أمريكا ذاتها دولة بوليسية كونها تمتلك جبروتاً من - 16 - جهازاً للمخابرات ؟ ، لكن هذا ما أوحت به كبريات الجرائد الأمريكية الواشنطن بوست في تحقيق صحفي عبر ثلاث مقالات استغرق تحضيرها سنتين وعمل خلالها 20 من كبار صحافييها كانت المقالة الأولى بتاريخ 19تموز2010 التي جاء فيها {{ هناك 1271مؤسسة حكومية تساعدها 1931 شركة تخدمها ضمن أجهزة الاستخبارات ،

والأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب وهناك 854 ألف شخص ضمن هذه الاجهزة ممن يحملون تصاريح بالاطلاع على التقارير سرّي جدّاً وهذا العدد يزيد مرّة ونصف المرة عن عدد سكان العاصمة واشنطن وهناك 33 مركزاً في واشنطن وحدها مخصصة لاعمال المخابرات الســـرّية جداً مساحة أبنيتها تعادل 17 مليون قدم مربعاً نحو 7 .1 مليون متر مربع }} ، ووصل هذا التحقيق الصحفي إلى أن سلطة رابعة قد نشأت وهي مغيبة تماماً عن أعين الشعب الرقابية بستار من السرية الفائقة لقد أصبحت كبيرة جداً ، وحدود مسؤولياتها ضبابية ، أمريكا تكذب في خطابها السياسي والثقافي والاقتصادي فالرئيس بوش وكبار مساعديه كذبوا 925 مرة بعد أحداث 11 سبتمبر لتسويق خطر العراق على الأمن القومي الأمريكي ، ولقد خلص التقريرالصادر عن المعهد المتخصص بالشأن الامريكي والسياسات المتخذه إلى أن تلك الأكاذيب {{ كانت جزءاً من حملة متناسقة مسمرت الرأي العام الأمريكي، وبذلك، قادت الأمة إلى الحرب تحت أسباب كاذبة قطعاً }} ، بعد سايكس - بيكو جاء عهد الاستعمار وعصر شبه الاستعمار ، وعصر ما بعد الاستعمار ، أو ما يسميه البعض أحياناً بعصر الاستقلال . سمّه ما شئت وبالطريقة التي تدخل السرور إلى قلبك عملاً بحرية الرأي والرأي الآخر ، لكن الحقيقة منذ ذلك الحين رأى البعض كم كان حكيماً سعد زغلول عندما قال لزوجته غطيني يا صفية ، ما فيش فايدة نام هؤلاء وما زالوا حتى يوم القيامة

يتبع بالحلقة الثالثة





السبت ١٩ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة