شبكة ذي قار
عـاجـل










لكن هناك من يدعي ألفكر ألمعاصر فيطرح قاعدة تتنافى مع آيات الولاء والبراء فيقول {{ نجتمع فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه }} ، الفقهاء بالشريعة والعقائد يعرضون حكم الانتماء {{ وهذا تقعيد حادث فاسد إذ لا عذر لمن خالف في قواطع الأحكام فإنه بإجماع المسلمين لا يسوغ العذر ولا التنازل عن مسلمات الاعتقاد ، وكم من فرقة تنبذ أصلاً شرعياً وتجادل دونه بالباطل }} فأقول هذا هو الفهم للإسلام المحمدي النقي من البدع والضلالة والانحراف ، لا كما سلكه بعض الدنيويين بادعاء العمل الإسلامي من سياسة التجميع والتكثير لقوم عقائدهم مختلفة واتجاهاتهم متباية وقناعاتهم متضادة فماذا كان ؟ ، إنهم مازالوا منذ ما يقارب تسعين سنة أو أكثر أو أقل يدورون في حلقة مفرغة يلزمهم من تسيس الدين اتخاذ المبتدعين والمدعين أئمة وولاة أمر يحتذى قولهم ويقتدى بأفعالهم ويتخذونهم قدوة وأسوة ، ويكون قولهم وتقعيدهم وتنظيرهم مسلماً به كنص قرأني أو من السنة النبوية الشريفة وإن خالف الحق كما هو الان في نظرية ولاية الفقيه ومنطوق المرشد الاعلى للثورة الاسىلامية التي ابتدعها خميني وانتهجها خامنئي ويعمل بها كل الاحزاب والتيارات والحركات التي أنشأتها ايران الشاه او الملالي ومنها الدعوة والمجلس الاسلامي وحزب الله وحركة حزب الله وانصار الامام ...الخ والمليشيات التي تطرح نفسها كقوى سياسية على الساحة العراقية اليوم امثال عصائب اهل الباطل والرساليون والمهدويون ... الخ ،

وتلك هي قاصمة الظهر والله الواحد الاحد قال بنمحكم كتابه الكريم * يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * وسبب نزول هذه الآية وما بعدها - أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تماريا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم وفد تميم فيمن يؤمر رسول الله صل الله عليه وأله وسلم عليهم فأشار أبو بكر بالأقرع بن حابس وأشار عمر بالقعقاع بن معبد بن زرارة فقال أبو بكر لعمر ما اردت إلا خلافي ، وقال عمر ما أردت خلافك ، فتماريا { تجادلا } عند رسول الله صل الله عليه وأله وسلم حتى ارتفعت أصواتهما فأنزل الله عزوجل * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * فأدب الله عزوجل عباده المؤمنين أن يتقدموا بين يدي رسوله ، روى البخاري في صحيحه عن مجاهد تعليقاً لا تقدموا { لا تفتاتوا على رسول الله صل الله عليه وأله وسلم حتى يقضي الله على لسانه } قال الحافظ وصله عبد بن حميد من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد { وقد أدب الله عباده المؤمنين أن يقدموا آرائهم على حكمه وأقوالهم على قوله أو يقدموا أحداً سوى أنفسهم على رسول الله صل الله عليه وأله وسلم فيقدموا حكمه على حكم رسول الله صل الله عليه وأله وسلم أو قوله على قوله أو هديه على هديه وقد توعد الله عزوجل من فعل ذلك بإحباط العمل لهذا فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي مليكة أنه قال كاد الخيران أن يهلكا ،

قلت - ليت من يتخذون فلاناً وعلاناً قدوة لهم يأخذون أقوالهم بلا دليل ويجعلونها أصولاً يبنى عليها يراجعون أمرهم قبل فوات الأوان وقبل أن يأتي تأويل قوله تعالى* ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا * } وهاتين الآيتين وإن كانت قد نزلت فيمن رفض شرعه رفضاً كلياً إلا أن من رفض بعض شرعه رفضاً جزئياً سيناله نصيب منها ولا سيما إذا كان المرفوض هو من أصول الدين وقواعده أو هي الأسس والقواعد التي يكون منها المبدأ وعليها المدار ومن خلالها المنطلق ، فإنا لله وإنا إليه راجعون وبإلقاء نظرة على الفئات المبتدعة في تاسيس الاحزاب التي تتخذ من الاسلام المحمدي برقعا" وستارا" تستتر خلفه لتمرير برنامجها وتحقيق اهدافها الدنيوية التي تكوى بها بطون الفقراء والجياع وتسلب حقوق العامه والبسطاء وتتحول الى حيتان الدنيا كما هو الحال اليوم في عراقنا الجريح ، نراهم جميعاً قد اتفقوا كلهم على شئ واحد وإن اختلفت مشاربهم وتباينت عقائدهم اتفقوا كلهم على نبذهم الكتاب والسنة التي أمر الله باتباعها وجعل النجاة في اقتفائها ،

فقال جل من قائل * ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنواعنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين * فأصحاب أحزاب الاسلام السياسي والعقائد المبتدعة قد اتفقوا على نبذ السنن وجعلوا تأصيلات أولياء أمورهم هم الأصل فمثلاً المعتزلة قد عطلوا القدر وأنكروا رؤية الله في الآخرة وزعموا أن القرآن مخلوق مستندين في ذلك إلى ما أصله شيوخهم ، والجهمية عطلوا الصفات الثابتة في الكتاب والسنة فراراً من لزوم المشابهة بين الخالق والمخلوق كما زعموا ، وقل في لأشاعرة وفي سائر الطوائف المبتدعة مثل ذلك ، وإذا نظرت إلى السبب الذي من أجله ردوا النصوص تجد أنها هي الشبهة التي أخذوها عن شيوخهم وزعمهم أن شيوخهم أعلم بالحق منهم وهكذا الأحزاب الدينية المعاصرة إذا سبرنا حالهم نجد أن السبب عندهم هو السبب الذي حمل المعتزلة والخوارج والجهمية والأشعرية على أخذهم تقعيد شيوخهم على أنه هو الأصل وما عداه فمشكوك فيه يتبين ذلك من الاتي { أن الحزبية تقوم على التسليم بآراء الجماعة وتوزيعها ونشرها وجعلها قطعية الثبوت غير قابلة للنقد ولا للنقاش ، فالمؤسسون لها أجل من أن ينتقدوا ، وأكبر من أن يخطئوا في نظر أتباعهم فيتخذونهم بذلك أرباباً ومشرعين وينطبق عليهم قول الله تعالى * اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم ، وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون * ،

وفي حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه دخل على النبي صل الله عليه وأله وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة ـ وذلك حين قدم عليه أول قدمة ـ ورسول الله صل الله عليه وأله وسلم يقرأ * اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله * قال - فقلت إنهم لم يعبدوهم ، قال - بلى ، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فتلك عبادتهم إياهم ، ولقد خبرنا أصحاب الحركات الدينية المسيسة خبرة تجربة ومعرفة لواقعهم بسبب ما افرزته السنين العجاف مابعد 2003 وما تم طرحه من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي بمنهاجه الثقافي والتقارير التي خلصت لها مؤتمراته القومية والقطرية فوجدناهم يأخذون ما جاء من قادة حزبهم ومؤسسيه والمنظرين فيه بمنظار الحصانة عن النقد ولو انتقد أحد من خارج حزبهم عادوه وجعلوا نقده ظلماً وتجنياً حتى ولو كان نقداً في الصميم ، وأذكر بهذه المناسبة أنه لما تم نشر { اعترافات صبحي الطفيلي والدور المشبوه الذي يقوم به حزب الله اللبناني وحسن نصرألله ، وما كتبه رشيد خيون عن لسان طالب الرفاعي } كيف سارع الدعاة في حزب الدعوة العميل للتنكيل بهما والاساءة الى تأريخهما ونعتهما بالخيانة والعمالة لانهم وضعوا النقاط على الحروف وكشفوا المستور بتأريخ حزب الدعوة وحزب الله ، وهكذا الحال الاخوان المسلمين كيف صبوا جام غضبهم وكراهيتهم لمحمد بن سيف العجمي الذي وثق تأريخهم وانحرافهم وماوئهم من خلال كتابهم جلسات لجاسم مهلهل حيث لم يوجد شيئاً سوى أن هذا يتخاطب معه من داخل دائرة الحزب وذلك يتخاطب معهم من خارجها ، وما جاء من داخل الحزب فهو الحق عندهم الذي لا شك فيه يجب أن تغمض ألاعين وتأخذه كما تأخذ الدواء معتقدين فيه النفع وإن كان مراً ، فأحزاب الدين السياسي تجعل المر حلواً والباطل حقاً ، وهذا أكبر دليل على أنها شر وأي شر ؟

يتبع بالحلقة الاخيرة





الاحد ١٣ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة