شبكة ذي قار
عـاجـل










الكل يدرك ماترتب على الغزو الأمريكي للعراق وإقصاء حزب البعث الحاكم آنذاك عن حكم العراق الذي استمر لأكثر من 35 عاماً ... والكل يعلم ماجلبه الاحتلال من ويلات على العراقيين بشكل خاص, وعلى المنطقة بشكل عام. ومع مرور مايقرب من ١٢ عاماً على الاحتلال الأمريكي, وإصدار قانون اجتتثاث البعث, وبعد ان اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الانسحاب من العراق بعدما أجبرتها المقاومة العراقية على ذلك . هذه المقاومة التي كان للبعث فيها الدورالأكبر. فهل يعود حزب البعث من الباب الكبير؟ ليلعب دورا مفصليا في حياة العراقيين ؟؟

لقد كشف القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكى صلاح المختار عن عقد لقاء تم بمبادرة أمريكية أوروبية عربية خليجية بين وفد عراقى ضم البعثيين, وكبار ضباط الجيش الوطني السابق, وشخصيات وطنية مستقلة, وكل من وزير خارجية قطر, وسفراء كل من الأمم المتحدة والسعودية, والإمارات العربية المتحدة, والكويت. وذلك لبحث إمكانية تبني مشروع للمصالحة الوطنية العراقية, والتي مافتئ حزب البعث ينادي بها منذ فترة طويلة مصرا على الثوابت التي رفض الحزب التنازل عنهاعلى الرغم من كل ماتعرض له طوال كل تلك المدة الزمنية.

وقد نص مشروع المصالحة الوطني,على إلغاء الدستور الذي كتبه الاحتلال, وركيزته الأساسية هي المحاصصات الطائفية,والعرقية التى كانت السبب في كل الكوارث التي لحقت بالعراق، وسببت الاقتتال,والتشرذم ,والصراعات المعقّدة, والفساد والإفساد,والتنكيل بشعب العراق. بالإضافة إلى إلغاء قانون «اجتثاث البعث» , وإلغاء كل القوانين التى وضعها الاحتلال، وإعادة بناء الجيش على أسس مهنية وفقاً لما كان عليه الحال قبل الاحتلال، وإنهاء وجود الميليشيات الطائفية, وتعويض العراقيين عما لحق بهم من أضرار نتيجة الاحتلال,وإنهاء التبعية لأي دولة أجنبية. وفى مقدمتها إيران سعيا إلى تشكيل مجلس وطني من الأحزاب, والكتل السياسية التي تقبل بالبرنامج الذي يجب أن يكون متفقا عليه. ويتم تشكيل حكومة تكنوقراط تحكم لمدة عام ، وبإشراف قوات من الأمم المتحدة, وجامعة الدول العربية لتحقيق الأمن,والاستقرار, والخدمات الأساسية, و إعادة أموال العراق المسروقة, والتهيئة لانتخابات عامة حرة.

إن دلالات الإعلان عن عقد اللقاء في هذا التوقيت ليس بعيدا عن مايحصل في المنطقة , وله ارتباط بما حصل , ويحصل فيها منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران, وأمريكا, ومايجري في سوريا واليمن , وتفاقم مشكلة اللاجئين إلى أوروبا. فإيران- وإن روجت للاتفاق النووي على أنه انتصار لها على الغرب - والاعتراف بها كقوة نووية تدرك أن هذا الاتفاق ليس نصرا كاملا؛ فقد كبلها ذلك الاتفاق بعدة قيود أثارت غضب القوى المحافظة , والمتشددة في إيران. بالإضافة إلى الاستنزاف المكلف لها على الصعيد البشري والاقتصادي في جبهات المعارك الطويلة الممتدة في العراق, وسوريا, واليمن ولبنان.

أما في الجانب السعودي والخليجي فإن القلق من الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا قد أفضى إلى شعور السعودية ودول الخليج, بتخلي الإدارة الأمريكية عنها, وخشيتها من جدية مشروع تقسيم الدول العربية, والذي اتضح لها بصورة جلية من خلال غض أمريكا الطرف, عن التدخل الإيراني في اليمن. أما المخاطرالحقيقية بالنسبة إليها فهي الخشية من تطويق إيران لها من حدودها مع اليمن, ومع العراق في حال تمكنت إيران من السيطرة على اليمن كما حصل من سيطرتها على العراق!! الأمر الذي دعا السعودية , ودول الخليج إلى التدخل العسكري من خلال عاصفة الحزم, وإعادة فتح القنوات مع حزب البعث.

أما دول الاتحادد الأوروبي التي تواجه تدفق سيول المهاجرين إليها من مناطق الصراع في ظل عدم وجود جدية أمريكية في العمل على استقرارحقيقي في المنطقة , فقد وجدت نفسها أمام تحدي خطير يمس أمنها وهويتها ... كل تلك العوامل دفعت بالأطراف المختلفة إلى الاتفاق على أهمية دور البعث في المرحلة القادمة , وجعلته قادرا على طرق الأبواب دون التنازل عن الثوابت .

د. ابراهيم أحمد بيت علي سليمان مدير التحرير
مجلة بيادر سلطنة عمان يوم الجمعة  ٢٥ / أيلول / ٢٠١٥
 





الاحد ١٣ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة