شبكة ذي قار
عـاجـل










النفاق السياسي من الثقافات مدمرة للعلاقات الإنسانية وأواصر الترابط الاجتماعي والوطني لأنها تولد حجما من عدم الثقة في أوساط المجتمع تقف عائقا في سبيل تطوره لأن أولى خطوات التطور أن تتوفر في المجتمع عناصر الثقة ما بين مكونات هذا المجتمع ، ويمكننا تحديد أطراف النفاق السياسي { النظام السياسي والطبقة السياسية الحاكمة ، الجمهور } ،

إن النظام السياسي مسؤول عن الثقافة السائدة في المجتمع فهو على الأقل الذي يدير العملية التعليمية والثقافية الرسمية في المجتمع وهو من يسعى جاهدا لحشد الناس وراء سياساته ، لا يهمه أن كان تأييد الناس بالاقتناع أو بالرياء والخوف فهو المسؤول عن ثقافة الكذب السائدة في المجتمع ،

لأنه يسعى لحشد المتسلقين والانتهازيين والنفعيين والوصولويين الذين لاتربطهم بالوطن والمواطن اي رابطه ، وهو لا يرى في الفئات السياسية والثقافية المعبرة عن ارادة المواطنين وامانيهم وتطلعاتهم المستقبلية إلا خطرا عليه فيسعى جاهدا لإقصائها عن مواقع التأثير في الحياة العامة أو تهميشها وحرمانها من ممارسة حقوقها الدستورية لأنها في نظره معادية لممارساته وسلوكياته ، أما الطبقة السياسية ألحاكمة أو ألفئة المحسوبة على السلطة فهؤلاء هم الأداة التنفيذية لسياسات النظام السياسي وهم الذين يقومون على تدمير الحياة الاجتماعية وتشويه صورة المجتمع ، فهم القائمون على تبرير الممارسات اللاخلاقية للنظام { الفساد المالي والاداري ، والتزوير ، وتعطيل دور المؤسسات ...الخ } ،

وهم المدافعون عن ممارسات الإقصاء والتهميش للفئات النقية عن ممارسة دورها في المجتمع وحتى في الحياة وقد استطاع النظام السياسي مابعد 2003 تجنيد أصحاب الأقلام الانتهازية المنافقة وأصحاب الشهادات الكرتونية والمتعارف عليها { شهادات سوق مريدي } للترويج لافكاره ونزواته وتبريد مايحصل بادعاءات باطله واصبحت كما يقال اسطوانة مشروخه مجها الشعب العربي وأصبحت مادة للتندر والاستهزاء الشعبي والذي ظهرت بجلاء في التظاهرات الشعبية في بغداد ومحافظات الفرات الاوسط والجنوب والوسط ، فلا غرابة بالإضافة إلى الوزير والنائب في البرلمان أن تجد عضو هيئة تدريس في ألجامعة ، او حتى رئيس جامعة يكتب المقالات التي تقطر نفاقا وكذبا دون أن يرف له جفن على الام ومعانات العراقيين النازحين او المهجرين والملايين الذين اصبحوا تحت خط الفقر بشهادة المنظمات الدولية والاقليمة في بلد الثرواة والخيرات التي من الله العلي الاعلى بها على العراق وشعبه ،

وهو يعلم أي هذا المنافق الذي باع كرامته قبل قلمه مقابل دراهم معدوده أن كثيرا من العراقيين يحتقرون فيه هذه الممارسات التي لاتعبر عن المواطنة والوطنية ، وتجده في كثير من الأحيان يشكو في سره وللآخرين انه لم يأخذ حقه في المواقع المتقدمة بالرغم من ما قام به من نفاق وضلاله اخلاقية من خلال مدح الظالم والمفسد ولاغرابه في ذلك لان امثال هؤلاء النفعيين الانتهازيين نجدهم في كل دائرة رقص يرقصون حتى وان كان رقصهم على جراح والام ابناء شعبهم ، وهؤلاء بغباء لايدركون أن الأنظمة السياسية التي لاتمتلك المشروعية الشعبية تلعب بأزلامها وتتعامل معهم كما يتعامل الفرد مع المحارم الورقية لا تلقي بها بعد استخدامها أول مرة في حاويات القمامة أو تتركها جانبا حتى يتسنى لها استخدامها مرة ثانية ،

وان افرازات الماضي تشير باليقين أن هذه الفئة من السياسيين و أشباه المثقفين تتصف بالجبن والكذب فهم لا يملكون الجرأة في التأشير على ممارسات النظام الخاطئة أو المتعارضه مع ارادة الشعب لأنهم يخشون من ان يفقدوا المواقع التي احتلوها بمنة من الحاكم الذي فرضه القدر وبفعل الغازي المحتل والذي لايمتلك اي مؤهل يجعله يتولى مسؤولية البناء وقيادة البلد الى شاطىء النجاة ، وهم في الغالب من غير المؤهلين و صفة الكذب ديدنهم وأنها ناجمة عن عدم قدرة هذه الفئة من أداء دور مستقل فكل فرد فيها يعلم أن صناعة القرار لديه مرهونة بيد أطراف أخرى ، لها دور في استمرارية وجوده في هذا الموقع او ذاك امثال الخلية الشيطانية التي تعطي المشورة الى الهالكي وتحدد له مسارات عمله اليومي كما اعترف بذلك الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة علي الدباغ ومن عنصر هذه الخلية حيدر العبادي الذي تبين انه المسؤول عن كتابة خطابات الهالكي والتصويب له ، وهو اليوم يرأس مجلس الوزراء ،

ان التربية الفكرية التي ترعرع فيها عناصر حزب الدعوة العميل أخذت تنهش جسد الطبقة السياسية والثقافية الموالية للسلطة بعد ان كشف الغطاء عنها وظهرت سوئتها للجميع من خلال الفشل والضياع وافتقار لاي برنامج علمي مدروس ، بل أنتجة هذه الثقافة مجموعة منبطحة تحت أقدام السلطة وولدت فئات لا حول لها ولا قوة في الواقع ولكنها شديدة الادعاء والتفاخر في الظاهر، بأن لها وزن وهي فاقدة لهذا الوزن ، لأنها حتى في المواقع السياسية والأكاديمية التي تحتلها غير قادرة على أداء دورها الفعلي وهي تحاول جاهدة أن تكذب وتكذب على الناس بالأعمال البهلوانية وتدبيج المقالات التبريرية لتقول أنا موجود وهي في واقع الأمر فاقدة لمعايير الشخصية العملية والفعلية عند أداء الدور المناط بها في محيط وظيفتها وعلى وجه التحديد في عملية صناعة القرار بمختلف انواعه واتجاهاته وخير دليل افرازات 10 حزيران 2014 وما تبعها ، مما يشاهده الناس من ممارسات غير منطقية للكثير من أعضاء هذه الفئات المسؤولة وظيفيا أيا كان موقع المسؤولية أو حجمه أو نوعه وذلك من خلال الانحدار المخيف نحو الاسوء في كل مناحي الحياة واليوم العراق غارق في الامية والامراض الفتاكه ومن ابرزها وباء الكوليرا والحكومة لاتهص ولاتنص لانها في سباتها وانشغالها ولايعنيها الشعب وما يلحق به ، اما الجانب الاقتصادي فبسبب البرنامج الاجرامي الذي اتخذه حزب الدعوة العميل وحلفائه في التحالف اللاوطني الطائفي بامتياز فكل شيء دمر وتحول العراق الى سوق تصريفية للبضاعة الايرانية بل يعملون من اجل ربط العراق صناعيا" وتجاريا" مع ايران من خلال استحواذ رؤس الاموال الايرانية وعملائها على اهم المعامل والمناشىء الصناعية العراقية لتأهيلها لصالحهم وخاصة المجلس الاعلى من خلال الدور المشبوه الذي يعمله عميرة اي عمار الحكيم ،

أما الجمهور العراقي فهو المغلوب على أمره وبحكم غياب دولة المؤسسات والقانون التي تنصف الناس وتقوم بتوزيع الخدمات بفعالية وعدالة ، يدفعه هذا الوضع إلى أن يلتطم بهذا أو ذاك من المسؤولين لتسيير أموره الخدماتية والحياتية ولأن هؤلاء المسؤولين قد تشبعوا بثقافة الجبن والكذب ، فان المواطن المغلوب على امره يدفع ثمن هذه الثقافة ويأتي من يدين ثقافة الواسطة وهي التي تعني أنها مؤشر على تدني المستوى السياسي والأخلاقي للنظام من طرفيه ، المسؤول الذي يقوم بها والمواطن المدفوع إليها إلا أن المواطن يتحمل مسؤولية استمرار ثقافة الجبن والكذب لدى الطبقة السياسية والثقافية لان من واجبه كشف ممارساتها اللاخلاقية هذه ، ومواجهة هذه الفئات بأدوارها الخيانية في حقه وحق الوطن ، لان النفاق السياسي يصيب الوطن والمواطن بالسوء ،

وها نحن نشاهد الصحوة الشعبية من خلال الشعارات الواضحة التي ترفض كل الاحزاب والتيارات والكتل السياسية الدنية والداعية الى قيام الحكومة المدنية التي تحتكم الى الدستور المعبر بصدق ووعي سياسي عن ارادة الشعب وتطلعاته والاعتماد على معيار المواطنة والكفاءة في كافة مفاصل الحياة والتعاملات اليومية ورفض بالمطلق اي معيار يتعارض مع هذه المعاير لان الطائفية السياسية والمحاصصه والمناطقية والاسرية وغيرها من المفاهيم والمصطلحات التي جلبها الغازي المحتل وتعامل بها من قدم على الدبابة او بطائرات الغزو والاحتلال كي يبقى بموقعه وينتفه من خلال النهب والسلب والسحت الحرام على حساب العراقيين ، ومن اجل تجاوز ما تمكن الغازي المحتل ومن تحالف معه وتعامل باجندته لا بد من محاربة ثقافة الكذب والجبن ثقافة النفاق السياسي والثقافي ، لأنها ثقافة تدميرية تمس المجتمع في الصميم ،

إذ تأتي من فئات يفترض فيها أن تكون إلى جانب المجتمع لا عالة عليه وعبء يتحمله وهو الذي دفع بها للوصول إلى ما وصلت إليه من خلال تمويل طرق ووسائل وصولها إلى المواقع التي تحتلها وإذا كان هناك من تبرير لأي نظام سياسي في سعيه لحشد المناصرين والمؤيدين فليس من حق المدعي بانه السياسي أن يتبع الثقافة الميكافيلية { الغاية تبرر الوسيلة }، لأنها ثقافة لا تصلح لبناء الأمم وتقدم الشعوب وخاصة التي تعرضت الى أشرس وأبشع هجمة يراد منها اعادة عقرب الساعة الى الوراء بالرغم من موروثها الحضاري والتأريخي ، وحرمانها من القيادة الواعية النابعة من صلب المجتمع والمستجيبه لاماني وتطلعات الفرد والمجتمع في ان واحد ، الشعب العراقي عبر التأريخ يؤمن بثقافة الصدق والالتزام بالأخلاق والمبادئ لا بثقافة المصالح الفردية والأنانية على حساب مصلحة الجمهور ،

فإذا كان الإنسان ابن بيئته فيجب أن يكون تعبيرا عن مصالح الناس في البيئة والمحيط الذي يعيش فيه ، فالثقافة الجمعية لا الفردية هي التي تنهض بالمجتمع والنظم السياسية إذا لم تجد من يروج لها السياسات الخاطئة والاستقصائية ستفشل في هذه البرامج والسياسات التدميرية ، لاننا نحن أدوات هذه السياسات ومنفذي هذه المخططات ، لكن الواقع الذي انتجه الغزو والاحتلاليين الامريكي والايراني للعراق اليوم أثبت أن هناك طلاق ما بين أقوال وأفعال الطبقة السياسية والثقافية المنافقة ، والناس لم تعد تثق بكل الجمل الرنانة ولا بالعبارات العسلية والوعود والمشاريع والعقود والبرامج التي يعج بها الشارع عند الاستعداد للانتخابات التشريعية ، لأنها ترى بأم العين ما يجري على ارض الواقع من نفاق وكذب وادعاء بدجله وتضليله وأوهامه والاحلام الوردية المزيفة ، ومقالات مدبجة في الصحف والمجلات ، فترى أن كثيرا من هذه الألسنة الطويلة من أصحاب هذه المقالات ، إن قاماتهم في صناعة القرار لا تتجاوز طول ألسنتهم ، فهل هذا عائد إلى النظام السياسي ؟ سؤال يحتاج الى الاجابة من امثال هؤلاء ،

أم أن هناك خلل في البنية الثقافية والتربوية للطبقة السياسية والثقافية ؟ ، أم أن الجمهور هو الذي أعطى لممارسات هذه الفئة الحياة لتستمر في السير تحت أقدامنا ومن فوق جباهنا الشعب ؟ ومن يصنع الحياة على الأرض ؟ ولا بد أن نكون في مستوى صناعة هذه الحياة ، التي تتطلب جهدا وعناء أكثر من اللهث وراء المواقع والمغانم على حساب معاناة الناس وشقائهم ، وعلى حساب الأوطان وسبل تقدمها عند مراجعة الخلفية الفكرية والسلوكية لحزب الدعوة العميل ومن هم ضمن هيكليته نجد في أواخر سبعينات القرن الماضي وبعد حصول التغيير المعد مخابراتيا" في هيكلية النظام الايراني الشاهنشاهي ليتسلط الملالي على رقاب الشعوب الايرانية ويؤدون دور العصا الغليضة في المنطقة لحماية المصالح الغربية وخاصة الانكلو امريكية اتخذت قيادة حزب الدعوة العميل في العراق قرار حرق المراحل للوصول الى مبتغاها اللاهثة اليه { السلطة } حتى وان كان الامر يتطلب التعامل مع الشيطان الاكبر الذي تظاهر باطلاقه دجالهم الاكبر خميني وهذا الذي حصل فعلا" من حيث القول والعمل وبرهنوا بالملموس بأن تركيبتهم المخابراتية العميلة ليس حزبا" يعتمد فكرا" نيرا" ومنهجية نابعة من قيم الدين الاسلامي ومنهج ال البيت عليهم السلام كما هم يدعون ويتمشدقون ،

فكان صواب الوصف الذي اطلقته القيادة العراقية الوطنية القومية على هذا الحزب وغيره من المسميات الحزبية بالعماله الى اعداء العراق والطامعين فيه ، ولنقر ان هناك من كان يشكل على قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وثورة 17 – 30 تموز 1968 الاصرار على النعت والوصف ان كانوا في الداخل أو الخارج ولكن ما نتج عن الغزو والاحتلال عام 2003 اثبت صدق الوصف والنعت ، بل اثبت حزب الدعوة العميل بامتياز طائفيته وشعوبيته وعقدته من الفكر القومي النهضوي ان كان بقيادة ابراهيم اشيقر أو نوري كامل المالكي وتلهفه لارتكاب الجريمة تلو الجريمة لتحويل العراق الى مسرح للجريمة المنظمة ومرتع للمليشيات ليعيثوا بالارض الفساد وليحرق الاخضر واليابس من اجل تحقيق اهدافهم والاجندة التي أملتها عليهم ايران البغضاء والكراهية والعقد المستديمة بصفويتها الجديدة ليكونوا أدواتها في تمزيق ألجسد ألعراقي واشاعة الارهاب والرعب تحت عنوان مقاتلة الارهاب الداعشي وحقيقتهم هم الوجه الاخر للارهاب لاكمال مالم تتمكن ايادي الارهاب الوصول اليه وتحقيقه ، واعتمادهم سلوك منافق في التعامل مع الحاجات الشعبية وحتى مع من يتعامل معهم في تحالفهم الطائفي بامتياز للوصول بالعراق الى المجهول بعد ان افرغوا خزانته ونهبوا ثرواته وتراثه الحضاري وما انفضح اخيرا" بقيام احمد الجلبي احد قادة التحالف اللاوطني بتهريب التورات الى الكيان الصهيوني هو وابنته وحضورهم الى الارض المحتله

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون





الثلاثاء ٨ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة