شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق يحتاج إلى من يحبه لا إلى من يجده خزانة ثروات سائبة ينهبها ويفقر شعبه ويمرضه.

أسألكم بالله يا أبناء العراق هل وجدتم واحداً.. واحداً فقط، من هؤلاء الذين جاء بهم الاحتلال عمل عملا واحداً لوجه العراق وشعبه؟

وأسألكم لو كانت المليارات الممليرة من ثروات العراق التي سرقها هؤلاء الغرباء واشتروا بها عقارات في بلدان لجوئهم التي يحتفظون بجنسيتها إلى الآن، بيد رجل محب للعراق فما صورة العراق الآن؟

ما صورة شعب العراق؟
هل كنا سنجد طفلا بعمر 6 سنوات يكدح ليلا ونهارا ليعيل أمه وأخواته وأخوانه الصغار لأن والده توفي؟
هل كنا نجد عراقياً يركب البحر مغامراً لاجئاً إلى بلد يحفظ له كرامته؟
هل كنا سنجد نازحين في بلدهم؟
هل كنا سنجد مصانعنا ينعب فيها الغراب ومزارعنا تصفر فيها الرياح؟

هل كننا نجد مسؤولين لا يفكرون بالشعب وكل همهم كيف يصدرون قوانين لزيادة رواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم؟

هل كنا سنجد إهمالاً للتعليم والمجتمع وجميع مناحي الحياة، وأخيراً صحة الفرد، إذ أعلن مجلس محافظة بغداد، اليوم، ظهور إصابات بالكوليرا في مناطق غرب بغداد، بسبب عدم تأهيل مشروع ماء ابو غريب الرئيس الذي يحتاج الى مليار دينار؟

إن الكوليرا مرض معوي معد، ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق ابتلاع المياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا، وهو واحد من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، إذ يتسبب بانخفاض ضغط الدم للإنسان في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض، وقد يموت المرضى المصابون به في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي إليهم، وكان هذا المرض اختفى تماماً من الحياة العراقية ليعود مع هؤلاء الغرباء الذين التقطهم الاحتلال من الزوايا المعتمة العفنة في أنحاء العالم وسلطهم على العراقيين.

أيها الناس إنكم لا تموتون موتاً بطيئاً ولا تبادون إبادة بطيئة لأنهم يتفننون بإبادتكم بسرعة عن طريق التحريض الطائفي والأمراض والإفقار ونشر التخلف ونهب ثرواتكم وإعادتكم إلى عصور الظلام فيما العالم يمضي بخطى سريعة نحو النور والتقدم والازدهار.. ولن ينقذكم إلا أنتم فأنقذوا أنفسكم وعراقكم من فايروسات نشرها بينكم المحتل وأعيدوا حقكم واطردوا الغرباء ولا تثقوا بوعاظ السلاطين أصحاب دكاكين الدين الذين حولوا الأديان من محبة إلى كراهية، ومن عامل وحدة للناس إلى عامل فرقة، ومن عامل حياة إلى عامل موت، ومن كرامة إلى هتك للكرامة والإنسانية والحقوق.

واجعلوا يوم الجمعة المقبل اليوم الأخير في مأساتكم وليخرج من آثر السلامة أو أصابه اليأس إلى ساحات التحرير وازحفوا جميعا نحو مأساتكم في المنطقة الخضراء وتخلصوا منها.. وإلا فإن ليلكم وليل العراق سيكون طويلاً ليس بإمكان أحد أن يتنبأ كم سيطول..





الاثنين ٣٠ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة