شبكة ذي قار
عـاجـل










استدارة سياسية بنصف دائرة وبالقياس الهندسي المعروف ( 180 درجة ) تشهدها الدوحة و قد تعبر عن انعطافه نوعية في موقف العالم كله من المشهد العراقي عموما ومقاومته البطولية الباسلة للاحتلال ومنتجاته التي دمرت البلاد بشكل خاص . وان حصل هذا التغيير فلا غرابة، فأمة العرب أرضا وانسانا كانت ومذ خلقت الخليقة قد برهنت بأنها تستطيع الاستدارة لتلد حضارة وتبني مجدا وتغيير أحوالا وأديانا ومؤكد ان التأريخ سيسجل لقطر احتضانها لهذا التغيير الايجابي الذي ان كتب له النجاح والتواصل كما يتمنى شعب العراق بحروف من نور.

قطر تفتح عاصمتها لوفد عراقي يضم قوى مقاومة وشخصيات معارضة للاحتلال المركب وللعملية السياسية وبشكل خاص الاحتلال الايراني للعراق الذي خلف الغزاة الامريكان بعد انسحابهم شبه التام نهاية عام 2011 م وفي طليعة الحضور حزب البعث العربي الاشتراكي والمجلس السياسي العام لثوار العراق وضباط من جيش العراق الوطني, ووزير خارجيتها يجتمع بالوفد ويحضر معه سفراء المملكة العربية السعودية والامارات والكويت وممثل عن الامين العام للأمم المتحدة. وهذا، على حد علمنا، أول اجتماع من نوعه يعقد في العاصمة القطرية منذ احتلال العراق.

يأتي الاجتماع هذا متزامنا مع تغييرات اقليمية ودولية عديدة قد هيمنت على المشهد السياسي للمنطقة وعلى العالم منها اعلان السعودية عن استعدادها ومعها الخليج ودول اخرى لمواجهة التغول والتمدد والارهاب الايراني الذي تجاسر على الامة واقطارها بوقاحة وعدوانية صارخة , وتوقيع الاتفاق النووي بين الغرب وبين ايران وبوادر قوية لموافقة المشرعين الامريكان عليه وتطورات دراماتيكية في ساحات سوريا والعراق وليبيا من حيث اتجاهات سير الحروب والقوى المتصارعة وتداخلات الجوار والبعيد فيها.

يأتي اللقاء هذا والعراق يشهد تظاهرات عارمة كشفت وفضحت انحطاط وفشل وفساد العملية السياسية الاحتلالية في العراق وتحولها الى عملية تفريخ للإرهاب وتغذيته وتسليحه في شقيه الطائفيين البغيضين عبر انتشار ميليشيات الارهاب المدعومة من ايران أو غيرها الى جانب منظمات الارهاب المعروفة واشتقاقاتها.

اجتماع الدوحة يأتي ونيران العدوان الفارسي الصفوي الايراني قد طالت كل مشرق الامة، بل وعبرت الى مغربها وجنوبها الافريقي .

اذن اجتماع الدوحة محطة تاريخية ان امتد فعلها وتجسرت سبله بين اطراف الرفض والمناوئة والمقاومة العراقية وبين دول الخليج والمنظمة الدولية وبالطرق الشرعية للجهاد الوطني والقومي المسلح ولمسارات السياسة التي تضع الاجتثاث والاقصاء وهواجس انانيات النظام العربي الرسمي التقليدية المعروفة خلف ظهرها وتنطلق في مسار جديد لحماية الامن القومي العربي اول محطاته واهمها وأخطرها هو العراق حيث ضرورات تحريره من كل اطراف الاحتلال واولها ايران واعوانها وتكريس وحدته الازلية وسيادته واعادة اعماره عبر عملية سياسية ودستور وصيغة حكم ومنهج ادارة وطني ديمقراطي تعددي وبانتخابات حقيقية نزيهة يشرف عليها العالم الذي اخطأ بتدمير العراق وان الاوان ان يصحح آثامه ويعطي للعراقيين حقوقهم ويعوض خسائرهم الجسيمة في الارواح والثروات.

ان التهريج الاعلامي الذي سبق وتلى اجتماع الدوحة هو أحد ادلة أهمية الاجتماع، بل وخطورته لذلك سارعت ايران وعبيدها وقنواتها الى تزييف حقيقته وحاولت أن تقنع الراي العام بانه اجتماع أو بالأحرى مؤتمر يضم أطرافا من العملية السياسية الاحتلالية بل لعل من الغريب ان تخطئ قنوات فضائية معروفة بأسماء عراقيين معروفين وتخلط بين المجلس العسكري والمجلس السياسي العام لثوار العراق بلغة ساذجة وغباء مبتذل . كذلك أثيرت حفيظة اولياء العملية السياسية المتهافتين على الاقليم بشكل مفضوح.

ان حزب المقاومة والشعب الثائر. حزب البعث العربي الاشتراكي, ومعه كل أحرار العراق لم ولن يحيدوا عن برنامج واستراتيجية التحرير الناجز والتي يسعون اليها بقوة عبر البندقية المقاومة وعبر ما يسند البندقية من عمل سياسي واعلامي وقد نرى قريبا موقفا عربيا يحتضنه الخليج يغير بعض مشهد الامس المؤلم وبه تعود بغداد الى حضن الامة لتبقى سدا قوميا منيعا وحراك حضاري وعلمي يبني للامة مقاما جديدا تستحقه ويخرجها من متاهات الحاضر وسيكون جزءا من حصاد زرع البعث المغمس بالدم والتضحيات الجسام باتجاه كسر أسوار القيود بأسوار الحديد التي طوق بها اسود العراق وخرق مبارك لجدران الحصار الظالم على قضية شعبنا ووطننا التي هي أشرف قضية عرفها تاريخ العرب المعاصر. والله على كل شيء قدير .





الاربعاء ٢٥ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة