شبكة ذي قار
عـاجـل










في ظل الأنباء المتواترة حول الدعوة لعقد جلسة استثنائية وطارئة للمجلس الوطني الفلسطيني في منتصف أيلول القادم, وما رافق ذلك من جدل واسع حول الشرعية القانونية لهذه الدعوة وأهدافها ومآربها ومفرداتها,يقف معها المجلس على أعتاب امتحان صعب وخصوصاّ بعد سنين عجاف طويلة, وحالة غريبة من الترهل والعجز والمراوحة ذات المكان والزمان و تحديداً بعد التعديل والشطب الذي طال العديد من بنود الميثاق الوطني الفلسطيني المتعلقة بوسائل كفاح الشعب ضد الاحتلال,وكذلك الأهداف الإستراتيجية لمنظمة التحرير الخاصة بتحرير كامل التراب الوطني المحتل منذ العام 1948م ,وولوج ما يسمى عربة التسوية مع الكيان الصهيوني الفاشلة والعقيمة والتي أودت بمصداقية المجلس وكافة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ,وانفضاض الناس والشعب من حولهما والتراجع الملحوظ لشعبية المنظمة في الأوساط الشعبية.

وإزاء ما تتعرض له القضية الفلسطينية بمجملها من مخاطر حقيقية ووجودية ...وأمام ما يتعرض له ممثل الشعب الشرعي والوحيد من تراجع شعبي ولغط إقليمي ناتج عن الفشل الملحوظ في مختلف المستويات السياسية والعسكرية والإدارية والتنظيمية ,إضافة لغياب وتغييب الرموز التاريخية وشيخوخة من بقي منهم حياً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى,وكذلك حالة الانقسام الأسود وما يحمله من انعكاسات خطيرة على مجمل القضية الوطنية العادلة ...من هنا وجب لزاماً على القيادة الفلسطينية الدعوة لانعقاد المجلس الوطني بدورة طارئة أو عادية وبحضور كافة أعضائه الذين يمثلون كافة الأطياف السياسية الممثلة للكل الفلسطيني, بهدف إجراء مراجعة شاملة وعميقة لمجمل السياسات والخطوات والمواقف السابقة ,والوقوف عن كثب عند توصيات المجلس المركزي الأخيرة ,والعمل الجاد والسريع لإجراء أكبر عملية تغيير في قواعد وبنيان منظمة التحرير وإعادة هيكلتها بما يتناسب مع الكل الوطني ودون استثناء أو استئثار على أسس من الشفافية ووفق قواعد الديمقراطية الحقيقية والتعددية الحزبية والأيديولوجية ,أملاً في الوصول نحو تفعيل دورها ومؤسساتها ,واستعادة مكانتها ووزنها الفاعل وسط الشعب وقدرتها من جانب أخر على قيادة الشعب الفلسطيني في أدق المراحل التي تواجه قضيتنا العادلة وصولاً نحو تحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.

يقيناً إن المرحلة الراهنة والقادمة تتطلب وجود قيادات شابة وشخصيات وازنة وعقول متزنة وقادرة على مراجعة المرحلة السابقة إحباطاتها وعثراتها وتصويب الأخطاء وتجاوز المعيقات ومغادرة حالة التفرد والأنانية وكذلك الفئوية والمحسوبية والنفعية ,والدفع باتجاه الوحدة الوطنية الشاملة مع الاتفاق على الأهداف الإستراتيجية التي نستظل بخيمتها جميعا ,والارتكاز لبنود الميثاق الوطني الفلسطيني, ووضع البرامج النضالية المشتركة التي تؤدي إلى كنس الاحتلال وتشكل في الوقت ذاته رافعة طليعية لنضال الأمة العربية نحو بلوغ أهدافها السامية والنبيلة في الوحدة والنهوض والتقدم.

أخيراً أود القول.. إن الشهداء أكرم منا جميعا فلا تسخروا من دمائهم الزكية الطاهرة التي سالت أنهاراً على دروب الحرية والاستقلال ...والشعب الذي أبلى بلاءً حسناً في مقاومة الاحتلال ومستوطنيه وكانت ثورته أنموذجا فريداً في العالم يحتذى لا تقنطوا من غضبته وثورانه ...أبنائكم شبابكم قد جاوزوا المرحلة الثانوية والجامعية فلا تستهتروا بعقولهم..ودعونا معا وسويا نبتعد عن الإسفاف والترقيع ونلج بإرادة قوية وتصميم أكيد مرحلة جديدة من الثقة والبناء والتجديد الذي يطال كافة هياكل وقواعد منظمة التحرير وصولا بقائد الشعب وممثله الشرعي والوحيد نحو أفاق جديدة من التفاعل بين الشعب وقيادته والالتفاف جميعا حول البرامج الوطنية الكفيلة بكنس الاحتلال وعنصريته عن كافة الأراضي العربية المحتلة .





الجمعة ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة