شبكة ذي قار
عـاجـل










عبّر من يسمى خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي ، اليوم، عن الخوف الذي ينتاب لقطاء العملية السياسية والمستفيدين منها من معممين وغير معممين، من تظاهرات العراقيين، ودعا إلى عدم المشاركة فيها، معتبرا أن الهدف وراءها هو العودة إلى "الحكم اللاديني"، زاعماً أن هناك تقارير حول نية "داعش" خلق ضجة ومشكلات في العراق مع قرب "انكسار" التنظيم.

ويواصل أكاذيبه وتخويفه لمن مازال مخدوعاً به وبأمثاله : "إننا نشاهد، اليوم، حملة فيسبوكية من جهات غير معلومة تدعو لإسقاط الحكومة في الوقت الذي يحقق الحشد الشعبي والقوات الأمنية انتصارات كبيرة ضد داعش".

ويعترف بأن "هناك عوامل تدعو لسخط الناس أبرزها أزمة الخدمات والكهرباء كما أن الدستور منح حق التظاهر للشعب، لكن يجب أن تتم دراسة أمور عدة"، لافتا إلى أن "على الجميع معرفة الجهة التي دعت للتظاهر لتكون هي المسؤولة، ولا يصح أن يسير الناس في ركب لا يعرفون أين يقودهم".

ويقول إن "المرجعية ومنابر الجمعة لم تترك نقد الحكومة في التقصير بتقديم الخدمات، لكن اليوم نرى في التظاهرات شعارات ضد الدين والعلماء وهذا يعني أن الهدف وراءها ليس إصلاحيا وإنما العودة إلى الحكم اللاديني".

ويضيف أن "الآليات الصحيحة للتظاهرات هي التي تحمل إجازة قانونية، أما إذا تحولت السياقات إلى تخريب واعتداء على مراكز الدولة ومؤسساتها فان ذلك ليس إصلاحا وإنما فوضى"، لافتا إلى أن "الشعب العراقي سوف لن يشارك في هذه التظاهرات لأنه أكثر وعيا وامتثالا لعلماء الدين والمرجعية".

وعلى النقيض منه، طالب خطيب جمعة مسجد الكوفة مهند الموسوي، اليوم، بحماية المتظاهرين وتلبية مطالبهم، محذرا من أن يقول الشعب كلمته في "يوم لا ينفع الندم والاعتذار"، فيما وصف السياسيين بأنهم "واجهات كارتونية جاءت على ظهر الدبابات الأميركية وأنيطت بهم مهمة تبديد ثروات العراق".

إن القبانجي يهاجم وعي الشعب العراقي الذي تمثله التظاهرات، ويعدها مؤامرة على المعممين من أمثاله، والعودة إلى الحكم اللاديني، ولو كنا نعرف أن القبانجي وسواه، من الذين ترتبط مصالحهم بعجلة العملية السياسية المخابراتية التي فرضها المحتل، من أي دين لكنا عرفنا كيف نناقشه في دينه، فهو وأمثاله وحكمه محال أن يكون الإسلام هويتهم، فكل ما جرى تحت الحكم الذي يسميه دينياً على النقيض من الإسلام وتعاليمه ومبادئه، فهم يسرقون والإسلام ينهى عن السرقة، ويكذبون والإسلام قال صراحة أن من يكذب ليس مسلماً، ويقتلون والإسلام حرم قتل النفس البشرية من دون حق، ويغتنون ويفقرون الناس والإسلام أشبع الناس بتشريعاته، ويمارسون الفتنة والإسلام اعتبرها أشد من القتل، ويفرقون الناس والاسلام يريدهم جميعاً متوحدين، فأي دين هذا الذي ينضوي تحت مسماه الحكم الذي يعنيه القبنجي؟

ويقول: "لكن اليوم نرى في التظاهرات شعارات ضد الدين والعلماء"، والمتظاهرون في أغلبيتهم مسلمون لا يضادون الإسلام ولكنهم يضادون دين القبنجي وأمثاله الذي ثبت أنه على النقيض من الإسلام، وهو لو يعلم فإن العراقيين، في وقت لاحق، لن يمر بهم معمم من المرتبطين بالعملية من دون أن يبصقوا في وجهه ويهينوه، ولينتظر ذلك اليوم القريب.

ولم يحدث أن اعتدى المتظاهرون العراقيون لا في الماضي ولا الآن وليس في وارد تفكيرهم المستقبلي على مراكز الدولة ومؤسساتها أو خربوها، ولكن ربما يفشي في قوله هذا نية مبيتة لدى المنتفعين من العملية السياسية لفعل هذا الشيء وإلصاقه بالمتظاهرين.

ويقرر القبنجي الذي جاءت به الدبابة الأمريكية مع من جاءت بهم من الزوايا العفنة في العالم أن "الشعب العراقي سوف لن يشارك في هذه التظاهرات لأنه أكثر وعيا وامتثالا لعلماء الدين والمرجعية"، وأنا أوافقه على ذلك إذا اعتبر أن الشعب العراقي هو من جاءت بهم الدبابات الأمريكية، لا هؤلاء الذين يبادون يومياً بالتفجيرات ويدفعون إلى مواجهة الموت دفعاً من دون تدريب المسروقين المنهوبين المفتقرين الذين يعانون من حكمه (الديني) ما لم يعانه آباؤهم وأجدادهم منذ خلق الله العراق إلى هذه اللحظة.

لا يخرج المرء من كلمة القبنجي إلا أنه وأمثاله مرعوبين يشعرون بنهايتهم بعد افتضاح خدعهم وأكاذيبهم وبهلوانياتهم.. أم يريد القبنجي أن يحرم الموجوع حتى من أن يقول (آه) ويتظاهر على الظالمين الذين سبق أن صدعوا رؤوسنا بمظلوميتهم، ثم جاء بهم الاحتلال فإذا هم ظلمة أكثر من أي ظالم في التاريخ.

أيها الشباب لا يثبطنكم كلام هؤلاء المخادعين، بل هو إشارة واضحة إلى انتصاركم فأنتم أبناء العراق الأصلاء، وهم لقطاء المحتل.





الجمعة ٢٢ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة