شبكة ذي قار
عـاجـل










لا حاجة للرجوع إلى التاريخ القديم الذي تفصح سجلاته عن سلسلة التمددات والتوسعات الأستعمارية الفارسية حيال محيط إيران القريب وحتى البعيد .. وليس في النية الدخول في تفاصيله، لأنها معروفة ومكشوفة للجميع .. ولكن المهم في الأمر أن يدرك العرب والعالم الأسلامي والعالم ثلاث حقائق جوهرية :

الأولى - ان إيران لا تستطيع أن تنتصر في عدوانها إلا إذا تحالفت مع عدو عدوها لتحصد من ثم النتائج .. ولكنها في النهاية تفشل لأن شروط الأنتصار ليست من صنعها، والأمثلة معروفة للمتتبع تاريخ التوسع الفارسي - الصفوي.

الثانية - ان العراق هو الجغرافيا - السياسية التي تمتص زخم العدوان الفارسي وكل غزاة الشرق، عبر التاريخ .. الأمر الذي يجعل العراق سداً له سمة إستراتيجية دفاعية لكافة الأقطار العربية .. وان التفريط بهذا السد يفتح ابواب التدخلات الخارجية ومنها على وجه التحديد الفرس الصفويين والأتراك العثمانيين والصهاينة الإسرائيليين .. وبعض العرب ارتكبوا خطأ إستراتيجياً فادحاً حين سهلوا للقوى الخارجية أن تخرب البيت العربي.!!

قدم العراق دماً غالياً طيلة ثمان سنوات الحرب التي افتعلها نظام ( خميني ) ، الذي سرق ثورة الشعوب الإيرانية التي قارعت نظام الشاه بدعم بريطاني امريكي معلن من لدن الدوائر الرسمية البريطانية والأمريكية .. الأمر الذي يؤكد الهدف الذي جعل ( خميني ) يتعنت في استمرار العدوان على العراق طيلة ثمان سنوات، رغم الخسائر الجسيمة التي تكبدها النظام الصفوي، ورغم اعلان العراق منذ بداية العدوان موافقته على وقف اطلاق النار تلبية لقرار مجلس الأمن الدولي، ورغم وساطات المنظمات الأقليمية والشخصيات السياسية وجهودها لأقناع ( خميني ) القبول بقرار المجلس، ولكنه وافق بعد أن جرعه العراق وشعب العراق السم الزعاف بإعترافه الشهير.

والثالثة - أن شعب العراق كله كان في خندق وطني واحد يقاتل المعتدين الصفويين - شيعة وسنة وكرد وتركمان ويزيديين ومسيحيين وكل طوائف شعبنا العظيم - ولم تظهر أي حالة طائفية ولا عرقية تذكر طيلة سنوات الحرب وما بعدها .. وشعبنا في الجنوب هو نفس الشعب، وشيعته الكرام هم أنفسهم وعشائرنا الأصلاء هم انفسهم .. فمن جلب الطائفية الينا بعد عام 2003 ؟ ألم يكن الفرس الصفويون تحت خيمة الأحتلال الأمريكي وبتعاونهم الذي جلب الفرقة والتمزق والفساد والتهتك والدمار والتراجع والإفلاس ؟ ألم يطرح اخوتنا في محافظات الجنوب وغيرها من محافظات العراق تساؤلاتهم، من الذي تسبب في الذي حصل للعراق ولشعب العراق؟ ألم يتوصلوا الى اجابات تؤكد أن عملاء إيران من المتشيعين الفرس وعملاء امريكا من المتسننين الذين ما يزالون في الحكومة والبرلمان والأحزاب التي عاش قادتها في طهران وواشنطن ولندن وعواصم الغرب الذين سرقوا كل شيء ودمروا كل شيء وهتكوا كل شيء هم السبب.؟! ألم يضعوا ايديهم بأيدي المحتل الغازي لتمزيق الشعب وتدمير البلد ؟! .. وعلى اساس هذه الحقائق على كل مواطن ان يمارس دوره الوطني وليس المذهبي ولا الطائفي ولا العنصري في التغيير المطلوب على اساس القرار السياسي المستقل والقرار الاقتصادي المستقل والعودة إلى الولاء الوطني الذي يبني الدولة، وليس الولاء الطائفي الذي اوصل البلاد والعباد الى الدمار والضياع .

وعلى اساس ما تقدم يظهر يوم 8 / 8 / 1988 الفاصلة التاريخية، ليس في حياة العراقيين، إنما في حياة العرب .. لأن المقدر في ذهن امريكا وكيانها الصهيوني والنظام الفارسي هو ان يتهدم السد لكي ينساح طاعون الطائفية الصفوية على العراق ومنه على العرب كل العرب .. ولكن خاب ظنهم وظن الذين خططوا لهم .

دعونا نرى كيف تتصرف الدولة الإيرانية التي تقود النظام الفارسي الصفوي، وكيف تمارس سلوكها السياسي الخارجي حيال محيطها القريب والبعيد :

1 - نظام ايران الصفوي يدعي بأنه دولة مسلمة من مجموعة دول العالم الأسلامي .. ولكن ليست هنالك دولة اسلامية تحاول أن تستعمر غيرها عدا إيران .. وليس لدول العالم الأسلامي دوافع اعتداءات وتمدد وتوسع على حساب جيرانها عدا إيران ، وهذه ملاحظة يتوجب على منظمة المؤتمر الأسلامي رصدها والتعامل معها على اساس التحصن والدفاع .. لماذا ؟ لأن التمدد الإيراني يستهدف تدمير الدين الأسلامي الحنيف بالطائفية المذهبية .. والطائفية الصفوية تدفع إلى خلق ردود فعل طائفية اخرى لا تصب في مصلحة الشعوب الأسلامية .. فانظام الصفوي في طهران يغذي الطوائف باسلوب التشيع الفارسي ليحول بؤر التجمعات الطائفية الى أوراق ضغط يمارسها كسياسة كما يمارسها كأيديولوجيا .. وبفعلته هذه يخلق العنف والتطرف المضاد.. والنتائج البارزة للأحداث هي صنيعة النظام الفارسي الصفوي منذ مجيئ ( خميني ) الى السلطة عام 1979 بدعم بريطاني امريكي فرنسي صهيوني .

2 - نظام إيران الصفوي يمثل الدولة الوحيدة في العالم الاسلامي التي تعلن ان ( تشيعها الفارسي ) هو الأساس ولا قيمة للدين الاسلامي الحنيف الذي هدى شعوبها وشعوب العالم إلى طريق الهداية..

3 - نظام إيران الصفوي هو الوحيد الذي يتفاخر بأنه ساعد الأستعمار الأمريكي على احتلال افغانستان والعراق .. كما يتباهى بنفوذه في أربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وساحات عربية اخرى، ويتبجح بأن عاصمة امبراطوريته الصفوية بغداد .. الأمر الذي تنفرد فيه إيران عن باقي عواصم الدول الأسلامية بسلوكها الأستعماري المشين الذي يحاسب عليه القانون الدولي ومبادي ميثاق الأمم المتحدة وكافة مبادي واحكام اتفاقيات منظمة المؤتمر الأسلامي.

نظام طهران يلعب دوراً تخريبياً خطيراً مع الأستعمار الأمريكي والعنصرية الصهيونية .. فقد زعزع استقرار المجتمعات العربية المسلمة ومزقها بطائفية شوفينية لعينة، وأمعن في نشر الانشقاقات والفوضى في عموم الوطن العربي، وشارك في تنفيذ الهدف الامريكي - الصهيوني المعلن اسقاط ( النظم ) السياسية العربية وتدمير ( الدول ) العربية ومسخ حضارتها، التي يرجع تاريخها الى آلآف السنين .

فهل هنالك من شك في مسعى ( امريكا وايران واسرائيل ) لتدمير دول المنطقة العربية وشعبها، ومحق حضارتها وسلخ هويتها القومية العربية وتسفيه دينها الأسلامي الحنيف بعد كل الذي حصل منذ عام 1979 وحتى هذا العام 2015 ؟!

الخلاصة :

- الإيرانيون يشكلون رأس الأفعى وذنبها وزعانفها يجب أن تتقطع .

- الأمريكيون يعتمدون على إيران باعتبارها أداة ( التغيير ) في المنطقة .. والمعنى الحقيقي هو أداة تدمير من الصعب على امريكا وكيانها الصهيوني إيجاد البديل لتنفيذ خارطة المشروع الأمبريالي ( الشرق الأوسط الجديد ) والذي يضم بين ظهرانيه ثلاثة مشاريع معروفة.. ألم يحن الوقت لتفعيل المشروع القومي العربي يتولى وضع إستراتيجية نهوض وبناء دفاعية عربية؟ .. ألم يحن الوقت بَعدْ لتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك التي يجب أن تبنى على اساس كيان دفاعي قوي يعزز اركان الأمن القومي العربي؟ بمعنى : إذا تعرض أي قطر عربي إلى أي خرق أو خطر خارجي تهب الأقطار العربية الأخرى لحمايته في ضوء خطط مجلس الدفاع العربي المشترك ؟

- الأيرانيون أولاً في الردع بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ( اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً وثقافياً واجتماعياً ) ، في اطار خطة متدرجة تعتمد اسلوب المواجهة في الردع .. لأن الإيرانيين لا ينفعهم الحوار ولا طاولة مفاوضات، قد تستمر بالتسويف عقود وعقود ولا جدوى منها.. الذي ينفع هو الردع الجدي المتدرج العقلاني دون تراجع .. فصمود شعب العراق وجيش العراق العظيم بوجه الأنسياح الصفوي والثبات على المواقف، هو الذي أرجع المعتدين الصفويين إلى حجمهم الطبيعي وكشف غطرسة قادتهم التي تعود إلى عصور الظلام السحيقة.!!





الجمعة ٢٢ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة