شبكة ذي قار
عـاجـل










القيادة العراقية الوطنية القومية اعطت الوصف الدقيق للايديولوجية الخمينية { ولاية الفقيه } بأنها دجل وتضليل وان ألخميني لم يكن مجاهدا" حقيقيا" بل انه رجل سياسة كان تواقا" الى السلطة والتطرف لاثارة الفتنه في الوسط الاسلامي والعمل على تفتيت النسيج المجتمعي الاسلامي ، اتخذ من الايات القرأنية وسيلة لتمرير أفكاره ومفاهيمه وفق فهمه وفسيره الفارسي للنصوص القرأنية من أجل التضليل والاغفال وتمرير افكاره على من هم ليس من الفرس وخاصة العرب من اجل ايجاد مواطىء القدم له لتحقيق اهدافه ونوايا ومن الايات التي اعتمدها بخطابه وبياناته قبل وبعد المتغيير المعد مسبقا" في ايران والذي سأتناوله لاحقا" قوله تعالى * قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد * وهنا استخدم قول الخالق جل علاه { تقوموا لله } بمعناه الفارسي النهضة أو الثوره ، خلاف ما جاء بتفسير الائمة الاطهار عليهم السلام والتي تناولها العياشي وأخرين غيره من المفسرين ، لان فقه ال بيت النبوة لايجيز الخروج على الحاكم حتى وان كان مخالفا" ومعارضا"من أجل تحقيق المنافع والمصالح دون الدفاع عن العباد بوجه خالص لله وهذا بين وواضح في موقف الامام أبا عبد الله الصادق من الثورات التي قام بها العلوييون من ال بيت النبوة ضد الدولة الاموية والعباسية ، وبهذا يكون الخميني خارجا" على المنهج الامامي بالاضافة الى ان افكاره يمكن اعتبارها استنساخ لما سبقه من افكار الداعين للحاكمية كالمودودي وسيد قطب والبنا .... الخ

{{ فالله ليس مجرد خالق فقط ، وإنما هو حاكم كذلك وآمر، وهو قد خلق الخلق ولم يهب أحداً حق تنفيذ حكمه فيهم كما يرى المودودي - أن الإسلام يضاد ويعارض الممالك القائمة على المبادئ المناقضة للإسلام ، ويريد قطع دابرها ، ولا يتحرج في استخدام القوة الحربية لذلك }} ، وهو لا يريد بهذه الحملة أن يكره من يخالفه في الفكرة على ترك عقيدته ، والإيمان بمبادئ الإسلام ، إنما يريد أن ينتزع زمام الأمر ممن يؤمنون بالمبادئ والنظم الباطلة ، حتى يستتب الأمر لحملة لواء الحق وعليه فإن الإسلام ليس له - من هذه الوجهة - دار محدودة بالحدود الجغرافية يذود ويدافع عنها ، وإنما يملك مبادئ وأصولاً يذب عنها ويستميت في الدفاع عنها ، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله - ، وقد تبنى النهج نفسه سيد قطب عندما اعتبر الإسلام - إعلان عام لتحرير الإنسان في الأرض من العبودية للعباد وذلك بإعلان ألوهية الله وحده ، { التي تعني } الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها ، والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور إن معناه تحطيم مملكة البشر لإقامة مملكة الله في الأرض ومملكة الله في الأرض لا قيام لها إلَّا بإزالة الأنظمة والحكومات التي تقوم على أساس حاكمية البشر وتحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة أو قهرها حتى تدفع الجزية وتعلن استسلامها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة ، تعتنقها أو لا تعتنقها بكامل حريتها كل أولئك لا يتم بمجرد التبليغ والبيان ، لأن المتسلطين على رقاب العباد ، المغتصبين لسلطان الله في الأرض ،

لا يسلمون في سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان ، إنه لا بد من الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان ، لتحرير الإنسان في الأرض كل الأرض فالإسلام في جهاد دائم لا ينقطع أبداً لتحقيق كلمة الله في الأرض وهو مكلف ألَّا يهادن قوة من قوى الطاغوت على وجه الأرض والإسلام يواجه القوى الواقعة في وجهه بواحدة من ثلاث { الإسلام ، أو الجزية ، أو القتال } والملاحظ أنه لا خلاف ولا تمايز في فكرة الحاكمية بين المودودي وقطب وخميني بولاية الفقيه وبشعاره تصدير الثورة في الحقيقة والجوهر ، إذ يفسر سيد قطب الحاكمية – ويصطلح عليها بالحاكمية العليا - في ضوء معاني الألوهية ، ويرى أن مفهوم الحاكمية معناه « نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام ، والسلطان على الضمائر والسلطان على العشائر ،

والسلطان على واقعيات الحياة ، والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في الأرواح والأبدان ورده إلى الله ، وما شرعه خميني وأطلقه على نفسه بولي أمر المسلمين والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية وهو نفس الاعتقاد أخذ به علي خامنئي حاليا" وهذا يعني تجريد الكل فقهاء وعلماء وسياسيون ومفكرون من هويتهم وقيمتهم الانسانية جعلهم تبع خانع لاحول ولاقوة لديه الا ما يقوله وينطق به ولي الامر الذي يعتبر نفسه نائب الامام الغائب وله العصمه المكتسبه بافعاله واقواله ، إن هذا الفهم للحاكمية الجاعل من إفراد الله بالحاكمية حكماً بتجريد الإنسان والأمة من كل حق في أن تكون مصدراً للسلطة والسلطان في أي شأن من شؤون الحياة الأمر الذي يجعل البعض – سواء من أنصاره أو خصومه - يتصور حكومة الإسلام و ألحتمية إلهية لا مكان فيها لإرادة الإنسان - ، قد أثار العديد من المجادلات وأُلِّفت حوله العديد من الكتابات والدراسات ، وحاكمية القانون الإلهي انطلاقاً من اعتباره أن العقيدة الإسلامية هي عقيدة صياغة الإنسان فبالتالي ليس من حاجة إلى مرجعية عقيدية أخرى في تكوين منهجية التفكير عند الإنسان لاسيما وإن لدى الإسلام كل شيء لهذا الإنسان أي انه لديه أطروحة متكاملة في كل مراتبه بدءً من مرتبة الطبيعة والى ما وراء الطبيعة ، بل وحتى عالم الألوهية ،

هذه الشـــــــمولية التي يجدها الخميني في الإسلام تدفعه إلى اعتبار أن { قوانين الإسلام جامعة وشاملة إلى درجة تجعل من يطلع عليها يعترف أنها تفوق حدود الفكر البشري ولا يمكن أن تكون نتائج القدرة العلمية والفكرية للإنسان ، ولأنها قوانين جامعة وشاملة وإلهية في الوقت نفسه فإنه ليس في الإسلام حاكمية سوى لقانون واحد هو القانون الإلهي وهذا ما يحسم في منهجية التفكير السياسي - الحاكمية - التي يعيدها للقانون الإلهي أو { النص المقدس } المتمثل بالقرآن الكريم ، ومن هنا نجده ينظر إلى ولاية الحاكم الإسلامي في نظرية { ولاية الفقيه } باعتبار ولايته امتداد لولاية الإمام المعصوم والنبي المرسل المعتمدة إلى ولاية الله * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ * ، مبدأ أداء التكليف الشرعي ينطلق الخميني في حركته التغييرية بدءاً من النوعية والتبليغ مروراً بالخطاب السياسي الاستنهاضي للأمة وصولاً إلى الثورة الدموية وإقامة الحكومة الإسلامية ،

من مبدأ أن الإنسان مأمور إلهياً ببذل الجهد الممكن والمستطاع في إحقاق الحق ومحاربة الباطل في كل المراتب والمستويات وهذا الأمر هو تكليف الهي لكل إنسان بحسب قدرته وامكاناته دون النظر إلى تحقيق النتائج ، أو الخوف من الخسارة وهو يجسد بذلك أعلى مراتب الالتزام الشرعي الإلهي من جهة وأعلى مراتب التوكل على الله من جهة أخرى ، معتبراً أننا { مأمورون بأداء التكليف والواجب ولسنا مأمورين } ، بتحقيق النتائج ، وإذا عملنا بالتكليف الذي عينه الله سبحانه وتعالى لنا فلن نخاف حينها من تعرضنا للهزيمة مضيفاً لنؤدي واجبنا فقط فالله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلى وسعها ولا يخفى ما لهذه الثقافة من اثر في توليد روحية المبادرة والاقتحام في ساحة الصراع عند المكلّف ، الدور المركزي للأمة { الشعب } بعد تحديد الاطروحة الفكرية في عمله السياسي والمحافز للعمل التغييري عبر أداء التكليف الشرعي ، يرى الخميني أن الدور الرئيسي في التغيير يكمن في تحرك الناس معتبراً أن { كل القوى تعجز عن الصمود أمام قدرة الشعب العظيمة } وعندما يريد الشعب شيئاً فلن يتمكن أحد من معارضته ، وأن علينا أن نتيقن بأن الشعوب إذا أرادت أمراً ما فإنه سيتحقق من هنا نلحظ أن المنهج السياسي الذي اعتمده الخميني في حركته ارتكز على اعتبار دور الأمة دوراً مركزياً وفاعلاً أساسياً في حركة النهضة وإحداث التغيير السياسي المنشود وبذلك نكون لامسنا المرتكزات الأساسية لمنهج الفكر السياسي الخميني والذي يرمي بضلاله على كل الموضوعات التي عالجها في خطاباته وكتاباته السياسية وسنرى في الصفحات القادمة كيف تجسد هذا المنهج في التفكير السياسي للخميني من خلال رؤيته لكل من موضوعات الفكر وقضايا الحياة ،

والذين عاصروا ثورت الشعوب الايرانية على النظام الشاهنشاهي يوثقون أن الخميني لم يف بوعده لأنه لم يدفع أي ثمن للوصول إلي الحكم إنه جاء وركب أمواج ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه وفي الحقيقة سرق قيادة الثورة التي روّيت بدماء شهداء مجاهدي خلق وفدائي خلق والمناضلين الحقيقين الوطننين أما مجاهدو خلق فإنهم دفعوا ثمناً غالياً في نضالهم حيث الأفضلون استشهدوا في هذا المسار وفي سنوات ألنضال أثبتوا بأنهم أوفياء لمطالب الشعب ولتحقيق طموحات الشعوب الايرانية وأيا كانت الضغوط الخارجية لتركيع وخروج الاوفياء من مصالح الشعوب ، فلم يستسلموا أيا كان الثمن فيقول أحد قادة مجاهدي خلق وبالحرف {{ نعم ليس هناك أي قواسم مشتركة بيننا وبين شجرة خميني فإن لم تكن حركة تفي بوعودها ، فهذا يعني أننا لا نستطيع أن نصدق بأي شيئ نقوله وأننا لا مبدأ لنا ولا قواسم مشتركة تجمعنا مع الناس }} وقد امتاز منهج خميني عن العديد من المناهج الأخرى بأنه اهتم بكل جوانب الشريعة وبما يرسخ مفاهيمه التي يؤمن بها وهي مزيج من الافكار الشيوعية والسلفية المتطرفه فنراه اتخذ الجوانب الروحية والدينية والتربوية الفردية لمصلحة المعاملات والجوانب الاجتماعية والسياسية .. . الخ ، ولا العكس أيضاً

يتبع بالحلقة الثالثة





الاربعاء ٢٠ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة