شبكة ذي قار
عـاجـل










في جلسة مجلس الشيوخ الامريكي الخاصة بالموافقة على تعيين جوزيف دنفورد رئيسا لأركان الجيوش الامريكي والتي تسربت مقاطع فيديوية منها تكشف الى جانب حماقة ولا أخلاقية القوة الغاشمة التي تحرك غطرسة أميركا وطغيانها حقائق كثيرة يتوجب الوقوف أزاءها من قبل كل عراقي خاصة وكل عربي عامة يمتلك ذرة احساس بالغيرة والكرامة الشخصية والوطنية والقومية.

ولنتوقف عند سؤال السناتور الامريكي الذي وجهه لدنفورد :
هل تجد نفسك قادرا في قادم الايام على تقديم نصيحة للرئيس الامريكي بتقسيم العراق الى ثلاث دول بدلا من حكومة مركزية واحدة؟

فالسؤال يحمل مضامين ودلالات خطيرة جدا ليس على العراق لوحده، بل تؤشر عقلية ممنهجة إمبريالية شرسة على أمن العالم برمته وأمن دول المنطقة كلها دون استثناء بما فيها ايران وتركيا.

السؤال يعني من بين ما يعنيه ان قرار تقسيم العراق بيد الرئيس الامريكي.

ويعني ان الرئيس يمكن ان يتخذ قرار تقسيم دولة مستقلة ذات سيادة ساهمت بتأسيس كل المنظمات الدولية والعربية والاقليمية بناءا على توصية ليس من الكابينة الوزارية ولا من الكونغرس، بل من رئيس اركان الجيش!!!.

وهو يعني أيضا ان ايران التي تحتل بغداد وجنوبها منذ عام 2003 وتقاتل لاحتلال الانبار وصلاح الدين والموصل وكركوك وديالى، الان هي مجرد أداة من أدوات أميركا في اللعب بمقدرات العراق وشعبه وثرواته.

هذه الدلالات تحتاج الى بحث سياسي متخصص يتضمن بابا لسبل رد الشعوب المحتلة والمضطهدة على هذا المنهج العدائي السافر وهذه الاستهانة الدونية بمقدرات وحرية الدول والشعوب.

أما رد دنفورد فلقد كان أقبح وأكثر سوءا واستهتارا وفوقية وسذاجة وانعدام أخلاق وتملق أخرق:
يرى دنفورد هذا انه سينصح الرئيس بتقسيم العراق الى دولتين وليس الى ثلاث هما دولة كردية وأخرى شيعية ومبرراته الغوغائية هي:

ان الاكراد والشيعة هم الاكثر قوة الآن وهم الذين يمتلكون الموارد التي تؤهلهم لإقامة دولتين.

ولنتوقف ببساطتنا المعهودة والمباشرة على دلالات هذا الرد الذي حضّر وأستعد له دنفورد كثيرا قبل المقابلة كما يبدو لي وقدمت له نصائح جمة من الراغبين برؤيته يجتاز المقابلة ويعين رئيسا لأركان تقسيم العراق وليس لأركان الجيوش الامريكية:

اولا: دنفورد يستحضر الجهد العملاق الذي وظفته أميركا قبل وبعد احتلال العراق ويستحضر الاهداف والنتائج سوية. فأميركا صنعت المنطقة الامنة بشمال العراق عام 1991م استعدادا لدق اسفين الاستقرار لإيران ولتركيا ولسوريا دفعة واحدة فضلا عن العراق وبهذا تتحقق مساحات جديدة من الامن والاستقرار للكيان الصهيوني المغتصب لأرض العرب في فلسطين. وبذلك يؤكد رئيس أركان التقسيم على وعيه وصلته الحيّة بخطط ومؤامرات ومنهج الادارة الامريكية المجرمة.
ثانيا: حسبَ دنفورد الامور وكثفها في نظرة ( امبريالية مادية واحدة ) وانطلق منها. فتقسيم وطن مستقل سيد واحد قبل أن توجد ولايات متحدة امريكية ب 8000 سنة محكوم بـ( الموارد ) وتجزئته عرقيا ومذهبيا معتمد على القدرات المادية لأجزائه الموضوعة تحت مجهر الشرذمة.

ولو اتفقنا جدلا مع منطق الاخرق هذا المادي فدعونا نحاكمه ليس من باب تخطئته فصوابه لا يعنينا الاّ بقدر ما يقرفنا ويثير في جوفنا من غثيان:

الموارد المائية للجنوب تأتي من أعالي بغداد.
الموارد المالية للأكراد تأتي من الجنوب.

الانبار تحتوي في جوفها وعلى سطحها أعظم الثروات من نفط وغاز وموارد معدنية، كالفوسفات والكبريت وغيرها كثير حتى يمكننا القول ان صحراء الرمادي ذهب ومدنه كنوز. وكذا الموصل وصلاح الدين وكركوك.

العراق وحدة جغرافية واقتصادية وسكانية منذ الازل ومن العبث اعتماد العوامل المحسوبة ماديا في تجزئته.

وغير هذا:
نقول للجنة الكونغرس ولدنفورد ان العراق ليس ضيعة وشعبه ليس سلعة وقواه الخيرة ليست لعبة بل أرقام صعبة في معادلات الاقليم والعالم. العراق هو الذي كبدكم 70 الف قتيل وربع مليون جريح و14 الف مجنون واوقع بلدكم في أعظم كارثة اقتصادية في تاريخه وأجبركم على الهرب وتوكيل ايران لدور الشرطي التافه المجرم على الارض التي عجزتم عن مسكها.

العراق هو عراق جيش رجال الطريقة النقشبندية
والقيادة العامة للقوات المسلحة
وجبهة الجهاد والتحرير

العراق هو عراق ابو حنيفة النعمان وجعفر الصادق عليهم رضوان الله وكل الاديان والمذاهب.
العراق نخيل الجنوب وهضاب صلاح الدين ورمال الانبار وغابات الموصل وجبال الشمال.
وأحرار الاسلام غير التكفيريين ولا الساقطين في مناخات وبيئة الارهاب.
العراق عراق رجال القوى الوطنية والقومية والاسلامية. والله أكبر.





الاحد ١٧ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة