شبكة ذي قار
عـاجـل










قطع شباب العراق وشيوخه، بتجمعهم في ساحة التحرير وإعلان غضبهم على سارقي العراق، جميع الألسنة التي ثرثرت وبثت اليأس من هذا الشعب وقالت إنه ميت وصمته صمت القبور .

وما أبهجني، حقاً، تلاحم الشرطة مع الشباب الثائر، فهؤلاء أيضاً لديهم عائلات يشوي الحر أجساد أفرادها، وهم أيضاً شواهم الحر بينما أموال العراق وثرواته في بطون جاعت ثم شبعت، وهي البطون التي حذرنا منها قديس الإسلام الإمام علي بن أبي طالب.

وإذا صمت العراقي هذه المدة كلها فلا يعني أنه ساكت، وقد قال أحد المشايخ: إن الصمت يكون من الأدب. أما السكوت فيتولد من الخوف، والعراقي حاشاه أن يتسرب إليه الخوف، وإذا صبر فصبره صبر الحليم.

في مقطع الفيديو الذي صور التظاهرة إشارات واضحة على الثورة وغضب على لصوص يسرقونك أمام عينيك، ويخدرونك بالدين، الذي هو ثورة عليهم، وفيه غضب على البرلمان وجميع الوجوه التي جاء بها الاحتلال وافتضحت أكاذيبها وادعاءاتها ومزاعمها، وفيه إشارة واضحة إلى أن الشعب وعى منهج الإبادة الذي يمارس ضده، ووعي بأن داعش الذي يبيد العراقيين لن يقضى عليه ما لم يتخلص الشعب من الوجوه الكالحة في المنطقة الخضراء أولاً، وفيه وعي بأن أبناء الخايبة، كما وصفهم أحد لقطاء العملية السياسية، يفقدون أرواحهم دفاعاً لا عن الوطن، وإنما عن وجوه مقيتة سببت البلاء للعراق والعراقيين، فيما أبناؤهم يتنعمون بثروات العراق في بلدان العالم ويدرسون في أفضل جامعاته ويرافقون من يشاءون من النساء ويأكلون ما لذّ لهم من طعام ويلبسون أفخر الثياب ويركبون أفخم السيارات ويمتلكون أضخم البنايات والبيوت، على حساب جوع الشعب وعذاباته ودمائه وفلذات كبده.

وإذا لم تكن هذه التظاهرة حققت شيئاً، اليوم، فثورة شباب العراق مستمرة وشعورهم بمحنة وطنهم يشتد واحساسهم أن الوطن لن يخلصه غيرهم يقوى ..

العراق كله يغلي، وهو كله ثائر وقد وقف أقزام الشعب أمامه عراة لا تسترهم حتى ورقة توت، فهاهم الشباب يطالبون بإعدام المتسببين في محنتهم ممن جاء بهم الاحتلال وهم غرباء عنهم، وهم مجرد عصابة لصوص تسرق بصلف وتقودهم إلى الموت بصلف وتبث بينهم روح الفرقة والطائفية.

وإذا كان هذا ما تحقق، بعد مدة الصمت طويلة، فهو يكفي، فقد أنتج ثورة لا طائفية، بل عراقية تطالب بسحق من تآمر على العراق ودمره ويسعى لإفراغه من مواطنيه الأصليين ليحل محلهم مواطنين من إيران في خطة جهنمية لتفريس العراق.

العراقي مواطن مخيف في صمته فكيف هو في ثورته، فليحصد سياسيو الصدفة ما اقترفوه وما زرعته أيديهم ..
وإذا كانت هذه هي البداية فهي نعما بداية ..

وإن غداً لناظره قريب.





السبت ١٦ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة