شبكة ذي قار
عـاجـل










هل أدركم أيها المدعين باتباعكم منهج ال البيت عليهم السلام أحقية الملهوف والمظلوم وصاحب الحاجه وكيف تعامل معها أمير المؤمنين وكيف ألزم المواطنون الحاكم في ضل الشريعة الاسلامية ومنها المرأة العربية سَودَة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية بمحاججتها معاوية بن ابي سفيان وانتزاع حق قومها قبل حقها ، ولانكم انتهكتم ما أوصى به الله ورسوله صل الله عليه واله وما ورد بعهد امير المؤمنين علي عليه السلام والذي طالب فيه محاسبة الولاة ، فبالإضافة لما تقدم من قصة سودة مع الوالي الذي ظلمها حقها وكيف أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام حاسبه وعزله كذلك وضع لهم قواعد أساسية بحسن التعامل مع من يأخذون منه الجزية أو الصدقة أو غيرها ،

قال عبد الملك بن عمير أخبرني رجل من ثقيف قال استعملني علي بن أبي طالب رضي الله عنه على بزرج سابور فقال {{ لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم ولا تبيعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا تقم رجلا قائما في طلب درهم ، قال قلت : يا أمير المؤمنين إذاً أرجع إليك كما ذهبت من عندك ، قال : وإن رجعت كما ذهبت ، ويحك إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو يعني الفضل }} وهنا السؤال ألم تكن المادة { 4 من قانون الارهاب } جعلتموها سوطا" مسلطا" على من يطالب بحقه وينتقد الفساد والمفسدين لتمتلىء بهم سجونكم السرية والعلنية ؟ ، وان ما تتذرعون وتدعون به أيها المنحرفون المرتدون قد بينها أمير المؤمنين بعهده تناوله - الذرائع التي يتذرع بها الحاكم - كثيراً ما يتذرع الحاكم بذرائع لضرب شعبه وسحقه وظلمه وربما قتله ، لأنه أخل بالأمن ، أو تحدى الحاكم ، أو أساء إليه ، أو يفتعل مبررات لظلمه ، ولكن الإمام عليه السلام وقف الموقف المشرف مع من خالفه وقاتله وكفره مثل الخوارج فإنهم كانوا يكفرونه أمامه ويعلنون عداوتهم وبغضهم له في مجلسه وكان يقول : لا أمنعهم حقوقهم ماداموا فقط بالكلام دون أن يجردوا السلاح ويقتلوا الآخرين ، فقد روي عَنْ أمير المؤمنين عَلِيٍّ عليه السلام ‏ أَنَّهُ خَطَبَ بِالْكُوفَةِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ ، فَقَالَ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ، فَسَكَتَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ وَآخَرُ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ ، لَكُمْ عِنْدَنَا ثَلَاثُ خِصَالٍ : لَا نَمْنَعُكُمْ‏ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ تُصَلُّوا فِيهَا ، وَلَا نَمْنَعُكُمُ‏ الْفَيْ‏ءَ مَا كَانَتْ أَيْدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا ، وَلَا نَبْدَؤُكُمْ بِحَرْبٍ حَتَّى تَبْدَءُونَا بِه‏ ، ولذلك خاطب الإمامُ عليه السلام مالك الأشتر في عدم قبول تبريرات ظلم الرعية بقوله عليه السلام {{ وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ ، وَيُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَالْخَطَإ }} ،

ذلك لأن الشعوب مختلفة الأديان والمعتقدات والثقافات والأفكار والآمال ولم تكن معصومة فيصدر منها ما يصدر عن عمد أو خطأ فيجب على الحاكم أن يتأمل ويرغب في عفو الله له ، ولكن هل ما يحبه ويرغبه فيه لنفسه يتعامل به مع رعيته ، الحاكم يرغب في عفو الله ، إن الحاكم يرغب في عفو الله ، فقد يظلم الناس ويرتكب الأخطاء ويفعل ما يفعل ولكنه بشر محتاج إلى عفو الله وكرمه وإحسانه ، فالإمام يُذَكّر الحاكم من أنك محتاج إلى عفو الله فيقول : {{ فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ }} فالإمام يفتح الشاشة وتبرز الصورة أمام الحاكم ويخاطبه ضميره والواقع : أنك أنت محتاج إلى عفو الله وصفحه فمثل ما تريد أن الله يعفو ويصفح عنك فكذلك لا بد أن تعفو وتصفح عن شعبك وهذا العفو يجب أن يكون شاملا لمختلف الطبقات فلا يخص الغني دون الفقير أو القريب دون البعيد أو من هو في الجهاز الحاكم دون غيره أو من هو في الأمن دون غيره ، وهذا ما بينه القرآن في صفات المؤمنين الصادقين * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * ، وقال مثنيًا على رسول الله صل الله عليه وآله وسلم * فبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ * ،

ولأن أمير المؤمنين عليهم السلام يرى أن على الحاكم أن يراعي شعبه ويداريهم ويعفو عن مسيئهم لأنه فوقهم والمسيطر عليهم كما قال {{ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ، وَوَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ، وَاللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ! وَقَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ وَابْتَلَاكَ بِهِمْ }} ، ولكن كيف تراعي حقوق الرعية والمواطنة ؟ حقوق المواطنة { بالمساواة العامة بين الرعية فلا فرق لعربي على أعجمي في الوطن ولا بين الأسود والأبيض ولا المنتمي لهذه الطائفة وتلك فهم سواسية في القيمة الإنسانية قال تعالى* يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا * ، وقوله تعالى * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ * ، ولم يشر الله تعالى في هاتين الآيتين في ذلك إلى المسلم أو المؤمن بل قال الناس ، وفي ذلك إشارة عامة إلى المساواة بين الناس في إنسانية الإنسان وحقوق الإنسان الوطنية ، ومما ينسب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء
فإن يك لهم من أصلهم حسب يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء

والمساواة في الحقوق سواء على مستوى الحكم بأن يكون الحكم بالحق لمن له الحق كما خاطب الله تعالى نبيه داود عليه السلام آمرا إياه بالعدل المطلق بين الناس* يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ * ، أو على مستوى العطاء بأن يعطي لكل فرد حقه باعتباره مواطناً له ما للجميع وعليه ما على الجميع ، وثانياً العدل والعدالة بين الناس ، والعدالة بين أفراد الشعب مطلوبة من الحاكم بأن يعدل بين أبناء رعيته بدون تمايز بين الأفراد بعضهم مع بعض، مع المسلمين وغير المسلمين ، مع المتنفذين وغيرهم دون مفارقة بين أفراد الشعب ، قال تعالى* إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ * وقال تعالى* وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى * وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ * فأوصى بحكم العدل للجميع * وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ* وهو تنبيه من الله بالعدل مع الخصومة * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّـهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ * وفيه أمر من الله بالوفاء بالعهد * وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * التحذير من الاعتداء على حق الآخر ، وقد أكد أمير المؤمنين حقوق المواطنة إســــلامياً للمخالفين - ونقصد بالمخالفين من هم غير مسلمين - فقد أقرّ الإسلام لهم حقوق المواطنة منذ عهد رسول الله صل الله عليه وآله قبل أربعة عشر قرناً بما لم يكن من قبله مثله فقد تعامل مع اليهود والنصارى بحقوق المواطنة بأن أعطاهم حقوقهم ولم يجبرهم على دخول الإسلام بل ترك لهم حرية الاختيار أو المقام على دينهم ، مع ما لاقاه منهم من مؤامرات وتربص بالإسلام والمسلمين ، وفيما يتعلق بدور عبادتهم، لم يكتف الإسلام بإباحة إقامة هذه الدور من الكنائس والبيع وإنما أعلن التزام الدولة الإسلامية بإعانتهم على إقامتها ،

وفي حرية الاعتقاد، جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فريضة إسلامية مقدسة ، وليست مجرد حق من حقوق الإنسان، يمنحها حاكم ويمنعها آخرون قال تعالى * ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلاَّ الَذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إلَيْنَا وأُنزِلَ إلَيْكُمْ وإلَهُنَا وإلَهُكُمْ واحِدٌ ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * ، ومع تقرير كل هذه الحقوق، حقوق المواطنة، لغير المسلمين ، فإن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، وعلى المسلمين ما عليهم، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم من حماية الأنفس والدماء والأموال والأعراض وأماكن العبادة والحريات فمع تقرير هذه الحقوق ، قررت الشريعة الإسلامية واجبات المواطنة ، فنصت على أن يكون الولاء والانتماء للوطن ، وليس للأعداء الذين يتربصون بهذا الوطن ويكيدون لأهله ، وها أنتم توالون الكافر لانه من عليكم بالجاه الزائف والمال السحت الحرام الذي حدده سيدكم بريمر وتفتحون خيرات العراق على مصراعيها لمن يضمر الحقد والكراهية للعراق وشعبه ويعمل على تمزيقه وأقصد هنا نظام الملالي في قم وطهران وكيف اوقفتم الحياة في الزراعة والصناعة ليكون السوق العراقي ميدان لتصريف البضائع الايرانية الفاسده كي ينهب المال العام بعنوان التبادل التجاري لتكون الميزانية العراقية خاويه بل مفقوده وميزانيتهم تمتلك مليارات الدولارات العراقية التي تم تهريبها من قبل الايادي الايرانية المتواجده في الساحة العراقية والبنوك الاهلية التي هي في حقيقتها اماكن لغسيل الاموال

يتبع بالحلقة الاخيرة






السبت ١٦ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة