شبكة ذي قار
عـاجـل










كُلف نيغروبونتي ومساعده روبرت ستيفن فورد بتجنيد فرق الموت العراقية من عناصر المليشيات الطائفية. وفيما قام نيغروبونتي بإدارة العمليات من مكتبه في السفارة الأمريكية كان روبرت ستيفن فورد [ عين لاحقاً سفيراً للولايات المتحدة في سورية] من أهم الأشخاص الفاعلين في فريق نيغروبونتي في بغداد في العامين ( 2004-2005 ) وقد نشط منذ أن عين في كانون الثاني/يناير 2004، وزيراً مستشاراً للشؤون السياسية في السفارة الأمريكية تحت قيادة السفير جون نيغروبونتي للتغلغل بين أوساط جماعات الإسلام السياسي ومليشياتها في العراق وتوطيد العلاقات مع رجال الدين وخاصة الحوزة النجفية وعلي السيستاني خاصة، لذا توجه فورد حال وصوله العراق إلى النجف للتمهيد لنشاطاته التالية في عموم العراق.

وروبرت ستيفن فورد لم يكن مجرد عضو في الحلقة الضيقة لفريق السفارة، بل كان شريك نيغروبونتي في التأسيس للخيار السلفادوري. عُهِدَ إليه، وهو الذي يتقن العربية والتركية، بمهمة التأسيس لعلاقات إستراتيجية مع مجموعات المليشيا الشيعية والكردية خارج " المنطقة الخضراء". وقد تم إنجاز جزء من العمل التمهيدي في النجف قبل نقل فورد إلى بغداد.

ولخبرة فورد في التجنيد والتجسس والحروب الأهلية عين ممثلاً للولايات المتحدة في مدينة النجف الشيعية التي كانت معقلاً قوياً لجيش المهدي، وهو الذي بادر إلى عقد الصلات مع جماعة جيش المهدي وما انشق عنها لاحقا من أمثال " العصائب" للضغط على مقتدى الصدر واستفزازه عندما يتطلب الوضع الأمريكي ثم استمالته ومنها دفعه إلى اتخاذ قراره المفاجئ عندما أعلن عن حل جيش المهدي وتحويله إلى فصيل سياسي دخل به العملية السياسية بعد الضربات التي وجهت له خلال فترة حكومة إياد علاوي لهم في النجف وبغداد وبعدها حملة " دولة القانون" في عهد نوري المالكي التي صار اسم تلك الحملة شعارا واسما لكتلة حزب الدعوة قادها نوري المالكي بدعم وإسناد وتخطيط من القوات الأمريكية الخاصة التي سارعت إلى إنقاذه بفرقة كوماندوز أمريكية خاصة عندما حوصر نوري المالكي في البصرة وساعدته القوات الأمريكية على ضرب جماعات من " جيش المهدي" في البصرة كانت تحتكر بيع النفط وتقوم بفرض الإتاوات على الجمارك وتمارس التهريب.

نجحت الجهود السرية لفورد وفريقه في العمل على استدراج مقتدى الصدر وتفكيك جزء هاما من مليشياته، ومن ثم العمل على اختراقه بالكامل سياسيا وأمنيا و مليشياويا.

لقد كان تنسيق ودور روبرت ستيفن فورد واضحا خلال ما سمي بغياب علي السيستاني وسفره للعلاج في لندن وعودته المفاجئة من اجل إنقاذ " المتمردين" من جماعة مقتدى الصدر الذي بادر إلى قبول نصائح علي السيستاني فوضع السلاح ونظم حملة واسعة ببيعه وتسليمه إلى مكاتب الحكومة العراقية في مدينة الصدر أو تسليمه للقوات الأمريكية مقابل مبالغ كبيرة.

وهكذا بدا المال السياسي يلعب دورا مكملا لقوة سلاح القمع الأمريكي في تجنيد قادة المليشيات وعلى رأسهم منظمة بدر وجيش المهدي بشكل خاص .

كما لعب موظفان آخران في السفارة الأمريكية ببغداد هما ، هنري إينشر ( نائب فورد ) ، وموظف أصغر سناً في القسم السياسي يدعى جيفري بيلز، دوراً هاماً في الفريق عبر ( التواصل مع مجموعات من العراقيين بما في ذلك المتطرفين ) . ( أنظر ذا نيويوركر، 26 مارس/آذار 2007 ) .

وكان ثمة عضو مهم آخر في فريق نيغروبونتي هو جيمس فرانكلين جيفري، السفير الأمريكي السابق في ألبانيا ( 2002-2004 ) والذي أصبح سفيراً في العراق لاحقا ( 2010-2012 ) .

ومن وجوه الجريمة المنظمة جلب نيغروبونتي إلى فريقه معاونه السابق الكولونيل المتقاعد جيمس ستييل الذي عمل معه في السلفادور في إطار خطة "الخيار السلفادوري" ، كان الكولونيل المتقاعد جيمس ستييل معاونا لنيغروبونتي ومن اقرب زملائه أيام أمريكا الوسطى في الثمانينيات.

جيمس ستييل، الذي كانت تسميته في بغداد بوظيفة مستشار قوات الأمن العراقية هو الذي أشرف على اختيار وتدريب أعضاء من قوات بدر وجيش المهدي، كبرى الميليشيات الشيعية في العراق، وذلك لاستهداف قيادات وشبكات دعم المقاومة العراقية التي كان يغلب عليها النشاط في المناطق ذات الأغلبية العربية والسنية . وسواء كان ذلك مخططاً له أم لا، فقد نمت فرق الموت المليشياوية سواء تلك التي بقيت خارج نطاق السيطرة الحكومية او تلك التي اندمجت في الجيش العراقي الجديد أو وحدات وزارة الداخلية والأمن والمخابرات العراقية لتصبح مجتمعة مصدراً رئيساً للموت في العراق وكما هو دورها الآن في العراق بعد سقوط الموصل وصلاح الدين والأنبار خارج تحكم الحكومة العراقية.

ورغم أن التضليل الأمريكي الممارس بأن الهدف المعلن للأمريكيين هو إعادة تجربة ( الخيار السلفادوري في العراق ) بحجة ( القضاء على التمرد ) [ المقاومة العراقية] ، فإنها نظمت وبشكل حذر وذكي من عمليات التفجيرات التي طالت الأسواق والمناطق الشعبية ووزعتها بشكل مدروس على مناطق عراقية متعددة يصاحبها إعلام مركز وموجه يتهم المقاومة بالإرهاب ويسندها إلى مناطق طائفية بتسميتها ( المثلث السني ) أو ( جماعات البعث الصدامي ) و ( مثلث الموت ) ... الخ. في الوقت الذي نظمت السفارة الأمريكية وبالتنسيق مع الحكومة الطائفية ببغداد وبدعم إيراني مباشر وغير مباشر كتائب الإرهاب المدعومة أمريكياً وإيرانيا سواء تحت عنوان " الصحوات" أو " منظمة بدر" أو " عصائب أهل الحق" أو " جيش المهدي" و " حزب الله "لتنخرط جميعها في أعمال قتل روتينية للمدنيين واغتيالات واعتقالات وعمليات خطف وابتزاز ومعها عدد من النشاط الدعوي الاسلاموي على جهتي الصراع بهدف إثارة العنف الطائفي في العراق.

و ( بدورهما، فإن جهازي الاستخبارات الأمريكية CIA، والبريطانية MI6 كانا يراقبان عن كثب وحدات “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين” المنخرطة في الاغتيالات المستهدفة للشيعة ) . والأمر اللافت، أن فرق الموت التي بدأ تشكيلها في إطار وزارة الداخلية العراقية كالفرقة القذرة " سوات" وغيرها من المليشيات كانت مدمجة ضمن وحدات الفرق العسكرية التي بدأت تتشكل في العراق كلها كانت تتلقى التوجيهات من القوات الخاصة الأمريكية والمدربين على نحو سري أو علني .

و جاء في بيانه أيضا: ( في الأشهر القادمة، سنشهد مواصلة جهود حكومة مستجدة لتطوير مؤسسات الديمقراطية إلى حد أبعد والاضطلاع بالمهمة الحاسمة للإعداد لانتخاب الجمعية الوطنية الانتقالية التي ستقوم بوضع صيغة دستور جديد. وهذه الحكومة العتيدة سيتحداها أولئك الذين كانوا يتحدون وما زالوا يتحدون قوات الأمن العراقية والقوة المتعددة الجنسيات -- بل أولئك الذين يعتقدون إن الاستهداف العشوائي للشعب العراقي والمجتمع الدولي سيعمل على زوال عزيمتنا على أن نرى العراق يصل إلى مرحلة انتقال سياسي ناجح . ) .

http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/2004/04/20040421153627

bsibhew0.163479.html#ixzz3dcCrkYLN

شهد العراق بعد تفجيرات سامراء التي حدثت في صباح يوم الأربعاء 21/2/ 2006 ضروباً شتى من الصراعات السياسية والطائفية والتصدعات الاجتماعية التي مزقت جسد العراق وانعكست سلبا على مستوى الاستقرار المحلي ووحدة النسيج العام .وقد حاولت الطغمة الطائفية الحاكمة في العراق توظيف الحدث وتوجيهه نحو الصراع الطائفي والشروع بعمليات التطهير الطائفي ودفع الآلاف من العوائل إلى النزوح والهجرة القسرية.

بعد سنوات من ذلك الحدث القاسي أكد الجنرال جورج كيسي، في أكثر من تصريح وشهادة له مسؤولية إيران عن تفجير مقام الإمامين العسكريين في مدينة سامراء وقال: ( إن القوات الأميركية ضبطت متفجرات إيرانية الصنع استخدمت في تفجير المرقد. وكشف قائد القوات الأمريكية السابق بشكل واضح وصريح عن مسؤولية إيران في تفجيرها مرقد العسكريين وعلم المالكي وحكومته في حينها بكل التفاصيل التي قدمتها القوات الأمريكية بعد التحقيقات التي أجرتها في عين المكان .

https://www.youtube.com/watch?v=pPGv1e7xwZI

بعد التفجير في 22 شباط 2006 اشترك الأمريكان في التحقيق وتبين أن مواد التفجير إيرانية واعترف لي بذلك الجنرال هورس قائد الفرقة الأمريكية الثالثة والذي كان حاضراً في الاجتماع.

http://www.shaqaiqalnuman.com/vb/t12137.html

لقد حقق نيغروبونتي ما كان يخطط له من إشعال الحرب الأهلية المطلوبة أمريكياً وإيرانياً وتشديد الصراع بين طوائف العراقيين تحت رايات جهوية وطائفية ومذهبية لكي يتوفر المجال للقوات الأمريكية التي بدأت تفكر بالرحيل ومغادرة العراق وتنظيم مواعيد الانسحاب والجلاء عن الأراضي العراقية.

للدراسة شهادات ومراجع وإحالات وهوامش كاملة
 






السبت ٩ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد ا. د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة