شبكة ذي قار
عـاجـل










كل هذا التاريخ المرتبط بالأموال الخيرية والرشى التي قدمها رجال الاحتلال للمرجعيات على مر الدهور يعرفه المرجع السيد علي السيستاني ويعرف كل تلك الحقائق المرتبطة مع تاريخ الانجليز وعلاقاتهم مع رجال الحوزة وقادتها، ولكنه تستر عليها، كما سكت مرة أخرى عن استلام 200 مليون دولار جاءت هذه المرة من أمريكا، حليفة بريطانيا العظمى، الدولة الاستعمارية الثانية في غزوها للعراق عام 2003.

( كشف وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، في مذكراته، أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني استلم 200 مليون دولار وأصدر فتأوي دينية للمساعدة في الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، وهو ما يكشف في ثناياه عن تواطئه مع الاحتلال، ورفضه الإفتاء للعراقيين بالمقاومة معطيا الضوء الأخضر للاحتلال بزعم أنه سيؤدي إلى تخليص العراقيين من حكم صدام حسين ) .

وعندما نشرت مذكرات رامسفيلد فجرت تلك الفضيحة الثقيلة للسيستاني حرجا لأتباعه ومريديه، في حين أكد رامسفيلد بكل وضوح مرة أخرى، وكعادة الأمريكيين حين يفضحون عملائهم، تفاصيل أكثر عن تلك العلاقات مركزاً على استلام السيستاني 200 مليون دولارا أمريكياً: ( ليساعدهم على غزو العراق وليصدر فتأوي تحرم قتال الأمريكيين في العراق في اكبر صفقة دينية سياسية في تاريخ البشرية وذلك في الصفحة رقم 212 من كتابه ) .

وقد تحدث رامسفيلد في فصل من مذكراته عن ما أسماه " علاقة قوية " ربطت بينه وبين السيستاني ، قبل وبعد وأثناء الحرب على العراق . وكشف رامسفيلد معلومات كانت خافية على الكثيرين عن "قوة" العلاقة تلك التي كانت تربطه بالمرجع الشيعي قبل وأثناء وبعد الحرب علي العراق في ربيع 2003، موضحاً ارتباطهما بعلاقة صداقة قديمة ترجع إلي عام 1987 عندما التقي معه في المملكة العربية السعودية أثناء إعداد السيستاني لتسلم مهام المرجعية خلفا بعد الخوئي، وفق ما نقلت عن ذلك صحيفة "الأسبوع" المصرية.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق :
( ... في خضم إعداد قوات التحالف لشن الهجوم علي القوات العراقية المتمركزة في الكويت وجنوب العراق كان لابد من مشورة السيستاني حتى نخرج بنتائج لا تسبب خسائر فادحة في صفوف قوات التحالف وفعلا تم الاتصال .عن طريق وكيل السيستاني في الكويت جواد ألمهري..... كشف رامسفيلد أنه "قدمنا هديه لأصدقائنا في العراق، طبعا علي رأسهم السيستاني، وكان مبلغ من المال 200 مليون دولار يليق بالولايات المتحدة الأمريكية وحليفنا السيستاني"، بحسب ما نقل عنه ) .

وأضاف: ( بعد هذه الهدية التي وصلت للسيستاني عن طريق الكويت أخذت علاقاتنا مع السيستاني تتسع أكثر فأكثر وبعد أن علم الرئيس بوش الابن بهذا الخبر ووصول وتسلم السيستاني للهدية قرر فتح مكتب في وكالة المخابرات المركزية وسمي مكتب العلاقات مع السيستاني ) .

( ... وكان يرأس المكتب الجنرال المتقاعد في البحرية سايمون يولاندي، لكي يتم الاتصال وتبادل المعلومات عن طريق هذا المكتب. وفعلا تم افتتاح المكتب وعمل بكل جد ونشاط، وكان من ثمار هذا العمل المتبادل صدور فتوى من السيستاني بأن يلزم الشيعة وأتباعه بعدم التعرض لقوات التحالف التي وصلت للحدود مع الكويت ) .

كما يكشف رامسفيلد :
( وتوجت مجهود عمل هذا المكتب أيضا بعد غزو العراق في ربيع 2003 إذ كانت قوات "التحالف" تعيش حالة القلق من جراء الرد الشعبي العراقي، واتصل الجنرال سايمون يولاندي مع النجل الأكبر للسيستاني محمد رضا، وكان هذا الجنرال الذي انتقل مع فريق عمله من واشنطن إلى العراق في قصر الرضوانية أحد المباني التي كانت من ضمن القصور الرئاسية التي تمتع بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتم خلال هذا الاتصال إجراء لقاء سريع وسري مع السيستاني في مدينة النجف ) .

وأشار رامسفيلد: ( فعلا اتصل بي الجنرال يولاندي وأخبرني عن لقاء السيستاني هذه الليلة، ولم أكن أتوقع أن يجري اللقاء بهذه السهولة، لمعرفتي المسبقة بأن من يتسلم مهام السلطة المرجعية في العراق تكون حركاته وتصرفاته محسوبة بما يمتلك هذا المقام من روحية لدي عموم الشيعة في العالم والعراق بالخصوص ) .

( ... أن الاتصال بينهما كان يتم عن طريق وكيله في الكويت جواد ألمهري ٬ جواد ألمهري الذي كان ولا يزال واحد من الصناديق السوداء المهمة التي تعرف عن المرجع المتواري عن الأنظار ، الذي لم يقم بزيارة مرقد الإمام علي منذ أكثر من 30 سنة وهو الذي يقيم علي بعد أمتار من المرقد ) .

وأشار رامسفيلد إلى لقاء حدث مع السيستاني قبل الغزو فقال :
( ... اتصل الجنرال سايمون يولاندي مع النجل الأكبر للسيستاني محمد رضا الذي كان يأخذ راتب شهري من الحاكم المدني الأمريكي بول برا يمر بصفة مستشار بعد الاحتلال وكان الجنرال الذي انتقل مع فريق عمله من واشنطن إلي العراق في قصر الرضوانية أحد المباني التي كانت من ضمن القصور الرئاسية التي تمتع بها الرئيس العراقي صدام حسين وتم من خلال هذا الاتصال أجراء لقاء سريع وسري مع السيستاني في مدينة النجف ، وفعلا اتصل بي الجنرال يولاندي واخبرني عن لقاء السيستاني هذه الليلة، ولم أكن أتوقع أن يجري اللقاء بهذه السهولة لمعرفتي المسبقة بأن من يتسلم مهام السلطة المرجعية في العراق تكون حركاته وتصرفاته محسوبة بما يمتلك هذا المقام من روحية لدي عموم الشيعة في العالم والعراق بالخصوص ) وأضاف رامسفيلد في مذكراته كنت في تلك اللحظات أجري لقاء علي شبكه فوكس نيوز من بغداد مباشرة وبعد لقاء فوكس نيوز توجهنا إلي مدينة النجف عن طريق سرب من المروحيات التابعة لقوات التحالف وقد وصلنا إلي مدينة النجف في وقت متأخر من الليل .

وأضاف ( ... المهم كنت في تلك اللحظات أجري لقاء علي شبكه فوكس نيوز من بغداد مباشرة وبعد لقاء فوكس نيوز توجهنا إلي مدينة النجف عن طريق سرب من المروحيات التابعة لقوات التحالف وقد وصلنا إلي مدينة النجف في وقت متأخر من الليل".

وروى رامسفيلد في مذكراته كيف كانت مدينة النجف تغط في ظلام دامس وهبطت المروحيات على مبان بالقرب من مرقد الإمام علي، ومن ثم انتقل إلى مقر إقامة السيستاني، حيث كان يقيم في حي مزري جدا ومحاط بالنفايات من كل جانب، وقال [ وأتذكر أنني وضعت منديلاً على أنفي من أثر الروائح الموجودة في مبنى السيستاني والأماكن المجاورة] ) .

وتابع في روايته: ( ... عندما رأيت السيستاني تلاقفني في الأحضان.. وقبلني أكثر من مرة؛ بالرغم إنني لا أستسيغ ظاهرة التقبيل بالنسبة للرجال، وتحاورنا عن أمور كثيرة كان من الحكمة أن نأخذ رأي أصدقاءنا بها وبالخصوص مثل السيستاني ) .
وبحسب مذكرات رامسفيلد : ( ... فإن قوات "التحالف" آنذاك كانت تواجهها مشكلة "السلاح"، حيث ترك النظام العراقي السابق في متناول العراقيين أكثر من ستة ملايين قطعة سلاح خفيف كانت هذه القطع تسبب للأمريكان إرباكا في السيطرة علي هذا الكم الهائل من الأسلحة ) .

وقال رامسفيلد: ( .. وفعلا تم التوصل إلي اتفاق مضمون الاتفاق أن يصدر الزعيم السيستاني فتوى تحظر استخدام هذه الأسلحة ضد قوات التحالف وكان لهذه الفتوى الفضل الكثير لتجنب قوات التحالف خسائر جسيمة ) .

http://islammemo.cc/akhbar/arab/2010/12/21/113641.html

قال رامسفيلد: عن اتفاقه مع السيستاني: ( ... وفعلا تم التوصل إلي اتفاق مضمونه أن يصدر الزعيم السيستاني فتوى تحظر استخدام هذه الأسلحة ضد قوات التحالف وكان لهذه الفتوى الفضل الكثير لتجنب قوات التحالف خسائر جسيمة ) . .

و لعل من بين الأسماء الأكثر تردداً في مذكرات بول بريمر بكتابه ( عامي في العراق ) هو علي السيستاني نفسه ، الذي يصفه بول بريمر منذ البداية: ( بأنه متعاون جدا من اجل مساعدة قوات الاحتلال علي تحقيق أهدافها ) .

يقول بريمر: ( ... شجع القادة الشيعة، بمن فيهم آية الله السيستاني، أتباعهم علي التعاون مع الائتلاف منذ التحرير ( ص: 75 ) . وأكد بريمر: ( ... أنه كان علي اتصال دائم بالسيستاني للاستفادة من استخدامه في السيطرة علي الشعب العراقي، لكن ذلك لم يتحقق بالصلة المباشرة؛ بل كان يتم عبر وسطاء عدة منهم : حسين الصدر، وموفق الربيعي، وعماد جعفر، وأحيانا عادل عبد المهدي واحمد ألجلبي؛ فالسيستاني يفضل أن لا يجتمع مع أحد من إدارة الائتلاف؛ لأنه كما فسر ذلك أحد مساعدي بريمر، لا يحتمل أن يُشاهد علناً بأنه يتعاون مع القوى المحتلة، فثمة أطياف لسنة 1920، وما صاحبها، وعليه أن يحمي جانبيه من المتهورين مثل مقتدى، لكن آية الله سيعمل معنا. فنحن نتقاسم الأهداف نفسها ( ص: 213 ـ 214 ) ) .

ولكي لا يسيء بريمر فهم السيستاني، لم يبخل السيستاني في أن يرسل رسالة له يبلغه أنه لم يمانع الاجتماع به، بسبب عدائه للائتلاف، بل أن تجنب الاتصال العام مع الائتلاف يتيح له أن يكون ذا فائدة أكبر في مساعينا المشتركة، وأنه قد يفقد مصداقيته في أوساط المؤمنين إذا تعاون علناً مع مسئولي الائتلاف…. ( ص : 214 ) .

للدراسة شهادات ومراجع وإحالات وهوامش كاملة
 





السبت ٢ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد ا. د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة