شبكة ذي قار
عـاجـل










هوية أعداءك ومبغضيك ومن يصل بهم الحقد والقلق والخوف منك كحزب وكنظام تنبئ عن هويتك وطبيعة وتوجهاتك وأهدافك ( قل لي من هم أعداءك أقول لك من انت ) . وهكذا فان تجييش قرابة أربعين جيش من أربعين دولة لغزو العراق واجتثاث البعث بزعامة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني هي شهادة واشهار لطبيعة البعث المعادية للإمبريالية والصهيونية والاستعمار السياسي والاقتصادي للعرب . انها الاعلان الافصح والاوضح والنهائي عن كون البعث قد مارس سياسات وانتج منجزات للعراق وللامة باتت غير قابلة على الاحتواء من قبل الصهيونية والامبريالية وأدوات الاحتكار المختلفة .

من ينكر هذه الحقيقة هم فقط من تعاقدوا كمرتزقة ومافيات مال واثار ومخدرات مع أمريكا ليشكلوا واجهة مدنية في العملية السياسية الاحتلالية جنبا الى جنب مع الاعلام الخاضع كليا لعقيدة الغزو وحكم الاحتلال الغاشم واجنداته المختلفة ضد العراق واقطار الامة العربية المختلفة.

أول وأهم ما أنتجه البعث ونظامه في العراق هو جعل الانسان قيمة عليا : الانسان غاية الثورة وهدفها وكل خطط البناء السياسي والاقتصادي والعمران تصب في خانة هذا الهدف . البعث أسس لقواعد وأسس ومناهج تغيير المجتمع ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا بحيث ثور الانسان العراقي وصارت عوامل التثوير تمر كنسغ متحرك يحمل عوامل التغذية الفاعلة والتحريك الثابت الى جماهير امتنا العربية في كل مكان.

ان عقيدة البعث المؤمنة بالإنسان هي التي أنتجت تأميم النفط وبيان اذار للحكم الذاتي لبسط الامن والسلام وتحقيق الوحدة الوطنية كما لم يحصل في تاريخ العراق كله من قبل . وكلا المنجزين التاريخيين يؤسسان بقوة للانتقال بالمجتمع الى حالات جديدة من الرخاء والتطور وممارسة حقوقه كاملة في ظل نظام وطني يمثل الشعب بل يمثل الامة لان الامة كانت كلها حاضرة في العراق .

البعث هو الحزب العربي الذي بنا قواعد ارتكازه الفكرية والتنظيمية على النظرية القومية ذات الثالوث المقدس : الوحدة والحرية والاشتراكية وقدم في أدبياته الوفيرة البراهين القاطعة على ان هذه الاهداف هي الجامعة الشاملة لإرادة وتطلعات العرب من المنامة الى نواكشوط كما قدم الادلة القاطعة في تجربة حكمه في العراق 1968 – 2003 م على ان أهداف البعث الموسومة نظريا بالترابط العضوي الجدلي فيما بينها البين هي فعلا متداخلة بحيوية عظيمة في تجربة أرض الامة المحررة في العراق :

الوحدة العربية تأخذ أرجحية تتطلبها حاجة الأمة الملحة لتحقيق كيانها في فضاء جغرافي فاعل لا يمكن للعرب بدونه أن يحققوا حرية أوطانهم بالاستقلال الناجز سياسيا واقتصاديا ولا يمكن أيضا أن تتحقق حرية الانسان الفرد بكل جزئياتها بدون انتاج الفضاء العربي الموحد مثلما ان الاشتراكية هي عامل الضمان الذي لا غنى ولا استغناء عنه لتوفير أرضيات العدل الاجتماعي طبقا لعوامل الارث والحضارة العربية التي تنطلق منها كل مكونات النظرية القومية تدينا واخلاقا وسلوكيات اجتماعية راقية مغمسة بالدين والايمان والانضباط الانساني الرفيع. الاشتراكية العربية هي ضمان الاستثمار الامثل لثروات الأمة في انجاز خطط التنمية المستدامة وتحقيق الرفاه الاقتصادي لأقطار الامة كلها وبالتالي للإنسان العربي في كل مكان.

احدى الخصائص العلمية للاشتراكية البعثية انها لا تسحق الانسان اثناء عملية التأثيث لتطور مادي للوطن بل تعتبر ان رخاء الفرد هو المنطلق لرخاء الامة . وهذا جانب اخر من جوانب ايمان البعث بالإنسان وحريته وحقوقه العامة والخاصة كما ان ولاء الفرد لوطنه وامته واستعداده للعمل والتضحية في تفاصيل مسيرة التوحد والتحرر والانعتاق من عوامل الاستعمار والتجزئة والأمية والتخلف والفقر هي عامل اللقاء الجدلي بين حرية الانسان من جهة وبين حضوره الفاعل في تحقيق الذات القومية.

الحرية التي اشرنا لبعض منطلقاتها بتكثيف وايجاز هنا هي التي تفضي الى بناء النظام الديمقراطي وتطبيقاته المشتقة من واقع الامة واخلاقها وايمانها واعرافها الاجتماعية الحضارية وارثها الحي وتمنع اي قفز غير علمي ولا منطقي الى استنساخ تجارب لا تتوائم مع معطيات واقعنا واقحامها يسبب كوارث كما حصل بعد احتلال العراق وليبيا. البعث هنا يستند الى معطيات علمية نهائية ومستقرة فلكل بيئة في العالم متطلباتها وافق حراكها وطبائعها المختلفة والاستنساخ القسري بل وحتى السياسي من بيئات غريبة ومختلفة هو أحد مسببات الفشل الذي سقطت به بعض قوى اليسار العربي .

ماهي تطبيقات البعث الميدانية في مجال الحرية والديمقراطية :

1- النضال والجهاد المدني والمسلح من أجل تحرير الارض العربية المحتلة وتحقيق استقلال حقيقي ناجز وتأسيس نظام عربي يقيم علاقات إيجابية بناءه مع كل دول العالم وقواها السياسية الحية .

2- تأسيس النقابات والاتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدني التي تمت ادارتها عن طريق هيئات منتخبة دوريا . وكل من هذه التشكيلات يمارس دوره في بناء الانسان وتوجيهه وتنويره بمعاني واسس الحرية والديمقراطية ويحقق انتماءه وولاءه للوطن والامة . الحرية والديمقراطية أنظمة ومبادئ حياتيه تتطلب التدريس والتعليم والممارسة.

3- الانتخابات الدورية للبرلمان ( المجلس الوطني )

وهي انتخابات شهدها وحضرها أحزاب وأجهزة اعلام وشخصيات عالمية كثيرة ومن كل أرجاء العالم وشهدت موضوعيتها ونزاهتها والمشاركة الجماهيرية الواسعة فيها والتي ضمنتها وضمنت نجاحها مؤسسات الدولة وتشكيلاتها المختلفة وكانت تنظيمات البعث في كل أرجاء العراق مدارس وتشكيلات توعية وتعبئة وحراسة لها ولضمان نجاحها الكمي والنوعي .

4- منح اكراد العراق حقوقهم القومية ضمن صيغة حكم ذاتي كانت الاولى من نوعها في العالم . وشملت تجربة الحكم الذاتي انتخاب مجالس تشريعية وتنفيذية لمحافظات الحكم الذاتي فضلا عن المشاركة الواسعة في الحكومة المركزية. واعتمدت اللغة الكردية كلغة رسمية وادخلت للتعليم في كل مدارس العراق واستحدثت ساعات بث باللغة الكردية في التلفزيون والراديو العراقي .

5- اقامة أوسع جبهة وطنية قومية اشتراكية عرفها تاريخ العراق وربما تاريخ الوطن العربي بعد ثورة الحزب عام 1968 وشاركت فيها وفي الحكومة التي تشكلت من هيكلها كل الاحزاب العراقية ومنها البعث والشيوعي والقومي والاحزاب الكردية وفتحت مقرات للأحزاب في كل أرجاء العراق وأصدر كل حزب جريدة خاصة به.

ان هذه الاجراءات والممارسات والتطبيقات للآسف الشديد قوبلت بالتآمر وغدر البعض واستغلال البعض لها لغير مصلحة الوطن بل لأغراض حزبية ضيقة وتعامل البعض معها على انها قفز غير مسبوق وغير ممكن لدموية العلاقات التي سادت في حقب عراقية سابقة فمنحها للأسف الشديد الريبة وعدم الثقة . وكان لضعف ثقة البعض بأنفسهم وعدم استعدادهم للعمل الوطني المشترك أدوار مختلفة لخروجهم من الجبهة ومغادرة بعضهم العراق كخيار شخصي تبنوه لأسباب خاصة بهم ومع ذلك فان أطرافا أخرى ظلت تعمل مع البعث الى النهاية .

الحرية والديمقراطية حقوق شخصية ووطنية لا يجوز بأي حال من الاحوال استيراد اجنداتها وتطبيقاتها فالليبرالية في بعض تطبيقاتها لا تخدم العرب بل تذبحهم وتقرفهم وتبعدهم عن التوافق مع الذات وهو لعمري أهم غاية من غايات الحرية والانظمة الديمقراطية. كما ان انتهاج نمط مقنن في الانتخابات وتداول السلطة طبقا للتجارب الامريكية والغربية هو الاخر بلدة في التبعية القاصرة يفضي الى الاضرار بالأمة أكثر مما ينفعها ويعادله في التأثيرات الضارة عدم التعاطي مع التجارب الانسانية بإيجابية وموضوعية وبدون تخشب ولا اسفاف.

البعث انتج ولما يزل قواعد وأهداف وغايات الحرية والديمقراطية التي تنبثق من واقع الامة وحاجات ابناءها . البعث حزب علمي في حراكه المنفذ لأهدافه المقدسة ويستند الى عطاء الانسان العربي واستعداداته واستجاباته المختلفة ولذلك ولأنه حزب خلاق مبدع جماهيري شجاع مبدئي ثابت على حقوق الامة صار هدفا للعدوان والاجتثاث ويا لفخر البعث ان يكون عدوا مستهدفا من الامبريالية والصهيونية والطائفية الصفوية وملحقاتها المليشياوية والارهابية . غير ان يقين الامة بالبعث ويقين البعث بقدرات امته كفيل بان يضمن الغد وما يحمله البعث من مشروع قومي تحرري ديمقراطي وحدوي اشتراكي.





الثلاثاء ٢٠ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة