شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت بالحلقات الثلاثة عشر بناء الدولة العراقية في ظل الاحتلال الامريكي المليشياوي والتي تم نشرها جملة الملاحظات والاراء التي احاطت وتحيط باعادة بناء الدولة العراقية ما بعد الغزو والاحتلال 2003 والتي نتيجتها الملموسه فقدان العراق لسيادته واستقلاليته وزيادة الحرمان للشعب العراقي بل تحول الى شعب مهجر نازح في الداخل والخارج كي يحصل على الامن والامان من البطش المليشياوي بكل الوانه ومسمياته ورايته وشعاراته بالاضافه الى رغيف الخبز الذي بحث عنه اعداد ليس بقليله في اكياس قمامة القطط السمان ناهبي المال العام المتعيشين على السحت الحرام ، وغياب القانون ودستورية كل الاجراءات التي اتخذتها حكومات الاحتلال المتتاليه واخرها حكومة العبادي التي لم يبقى لها سوى الظهور الاعلامي اما الميدان للمليشيات التي تبناها الهالكي في ولايته الثانية لتكون قبضته التي بها ومن خلالها يحقق اهدافه ونواياه بعد ان تيقن بان الولاية الثالثة حلم يراود مخيلته المريضه لانه مرفوض لطائفيته المقيتة وعدم نزاهته ووطنيته وفشله القاتل الذي انتج الكوارث ، ولرب من يرد علي بان المليشيات لم تكن متواجده بشكلها الحالي الفاعل خلال مرحلة تكوين مجلس الحكم الانتقالي والاعلان عن حكومه الاحتلال الاولى المؤقته فيكون لها الاثر الذي اتجهت اليه في بناء الدولة العراقية الجديد ، فأقول أن المليشيات ببعدها الارهابي الاجرامي رافقت الغزو والاحتلال وكان لها الدور التخريبي المسبق من اجل تمكين الغازي المحتل من تحقيق اهدافه ونواياه لانها كانت تعتبر الجريمة الامريكية بحق العراق المستقل ذا السيادة الشرعية التي تحميها القوانيين والمواثيق الدوليه عملية تحرير للعراق والشعب العراقي بل انهم أوعدوا الاداره الامريكية بان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود ،

وهنا لانستغرب من ذلك نعم هذه المليشيات ان كانت المجلس اللااسلامي الادنى بوطنيته والمواطنه ، والحزب الشيوعي العراقي العميل ، وحزب الدعوة العميل ، ومليشيات احمد الجلبي ، والحزب اللااسلامي ... الخ هيأ اعداد من مهوسيهم وخلاياهم لتحمل الورد في ساحات البصرة الفيحاء ، ومدخل الناصرية ، وساحتي الفردوس والاندلس ببغداد ، وتقاطع بابل كربلاء النجف - 17 تموز - في الحلة ، وفي الموصل والانبار وحتى صلاح الدين ، وفي النجف وغيرها من مدن وقصبات العراق وتقدمها الى جنود الاحتلال ومنهم من ذات المكونات اللاوطنية التي خانت العراق وترابه وشعبه { أدلاء } ، بل تزاحم البعض منهم على التقاط الصور المخزية مع العلوج تفاخرا" وابتهاجا" لان الذاكرة الوطنية تم مسخها منهم بالتضليل والتزوير والخداع وخزعبلات العمائم وقبل كل هذا ما ذكرته من احزاب او تيارات او حركات ماهي الا تركيبات مليشياويه كان الدور الخياني في افعالهم الارهابية ان كان سلب رواتب الجنود العراقيين العائدين من جبهات القتال باجازاتهم الدوريه او قتلهم او اسرهم وتقديمهم الى نظام الملالي وفاءا" لاحتضانه لهم ،

وهذه المليشبات كانت تتخذ من الاهوار والوديان وقمم الجبال في كردستان مأوى لهم وخاصة الحزب الشوعي العراقي الذي اصطف مع الملالي بالتعرض على القطعات العراقية المتواجده في شمال الوطن للرد على العدوان والتجاوزات الايرانية اضافه الى جرائمهم الارهابيه في الداخل ان كانت بالتفجير او الاغتيالات أو التعرض للمؤسسات الحكومية وما يقومون به من افعال الرتل الخامس باشاعاتهم ودعاياتهم وتحريضهم ، وبهدف التعرف على طبيعة ومؤشرات العملية السياسية العراقية لبناء الدولة الجديدة لابد من تدقيق بعض المفاهيم المتعلقة بتعريف أو تسمية - العملية السياسية - تلك العملية صبت البلاء أنهار دماء وخراب وتدمير والتي تحاول القوى السياسية المؤيدة والمعارضة ليس ايمانا" وطنيا" بل منافع ومصالح وحصص الدخول في حوار يهدف الى بناء الدولة العراقية ومن منطلق هذا الحوار الذي يشكل الخطوة الأولية على طريق انجاز متطلبات الفترة الانتقالية التي حاول الكثيرمن السياسيين اختزالها بنتائج الشرعية الانتخابية او الاستفتاء على الدستور ويقصد بمفهوم العملية السياسية هي تلك {{ الأنشطة التي تعبر عن سعي الأفراد داخل جماعاتهم ، من أجل الحصول على القوة التي تعبرعن ممارستهم الفعلية لها ، من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح جماعاتهم }}

وهنا السؤال هل ان ما يسمى بالعملية السياسية التي انتجها الاحتلالين تعطي ذات المعايير ؟؟ ، فيفهم من هذا المعنى بان العملية السياسية التي ارادها الحاكم المدني الامريكي بريمر والجوقه المستسلمة هي {{ محصلة التفاعلات الرسمية وغير الرسمية التي تتم بين الفاعلين السياسيين في اطار الأيديولوجية والثقافة السياسية السائدة ان كانت طائفية شعوبية مكوناتيه والقومية المتعنصرة ، ومن خلال مجموعة الأبنية والمؤسسات القائمة }} ومن هنا فإن من أبرز الموضوعات التي تثيرها دراسة العملية السياسية - التساؤل عن الأيديولوجية السائدة ودرجة شعبيتها ؟ وفي المقابل حجم ما تثيره من خلافات وصراعات من جهة ، ومن جهة أخرى تأثر بنيتها بالعامل الاقليمي والدولي ؟ وانعكاس ذلك على عناصرها سواء كانوا نخباً من المثقفين او احزاب سياسية إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني ؟ - وكما هو معلوم لقد شهد العراق ومنذ غزوه واحتلاله 2003 م تغيرات قادت الى خلق تحولات كبرى وتطورات سلبية وحادة خلقت أوضاعا شديدة التعقيد ومن ابرزها النيل من النسيج المجتمعي العراقي ، بدءا من الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية وإلى سعي اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي من جذوره والعمل على تغير الواقع السياسي العراقي من خلال استهداف مؤسسة النظام الوطني العراقي ألقومي والتوجه والاراده الذي يمتلك مقومات المشروع النهضوي الهادف الى تمكين الامة العربية من امتلاك ارادتها وقدراتها للتصدي لكل انواع العدوان والتمكن من اعادة التراب الوطني والقومي المغتصب او المسلوب وايجاد التوازن الاقليمي والدولي كمحصلة نهائية من خلال اظهار الوطن العربي بما يمتلكه من موارد مادية وبشرية قوة دولية واقليمية ،

فأقول بدأ بعمليات وتحولات سياسية جوهرية تسعى إلى بناء الدولة العراقية على أسس سياسية واجتماعية واقتصادية جديدة في اطار عملية سياسية شاملة ناسفه للارث الدستوري المؤسساتي الاقتصادي الثقافي ... الخ وقائمة على أسس وقواعد جديدة تهدف إلى بناء دولة فيدرالية اتحادية غير مسبوقة في المنطقة يكون نظامها السياسي قائم على اسس كما يدعون ديمقراطية ، والذي يهدف الى جعل هذا البناء وهذه الديمقراطية مثالا لمجتمعات ودول الشرق الاوسط ، ونظرا لمواجهه العملية السياسية الجارية في العراق مجموعة من المشاكل السياسية والتدخلات الإقليمية التي تعرقل إجراءات بناء الدولة ، ولكن على الرغم من كل التوجهات المنادية بتطوير العلاقات السياسية على مبدأ المصالحة الوطنية إلا أن تلك المناشدات اصطدمت بالكثير من المعوقات الأساسية من قبل التيارات الاسلامية ومن كلا الاتجاهيين لما يحملونه من عقد نحو الفكر القومي النهضوي ، وأدت تلك المواقف التي بحقيقتها شعوبية طائفية بصفويتها وأرجو عدم الاستغراب من اطلاق الوصف بشموليته وليس بايمانها بمنهج ال بيت النبوة الاطهار عليهم السلام الذي يجسد معالم العداله والمساواة وحقوق الرعية دون الاخذ بلونهم واعتقادهم الديني والدنيوي الذي لايتعارض مع قيم السماء وما جاء به الاسلام ، أقول ذلك الى بذل المهتمين صدقا" وايمانا" بالمستقبل الديمقراطي للدولة العراقية الجديدة صرف الجهود في البحث عن حلول لها ويعود سبب ذلك الى عدم تواجد بنية مستقرة وذات تركيبة متوازنة تمتلك فلسفة سياسية منسجمة فما هو موجود حاليا يتسم بكونه يعكس تصارعية اطراف هذه البنية بل في ذات المكون الواحد وخير مثال عدم تمكن مايسمى بالتحالف الوطني من اختيار قائد او موجه له بعد ابراهيم الجعفري الذي كلف بوزارة الخارجية ،

لكون ان كل طرف يملك مشاريع وتوجهات مختلفة ومنشغل في عمليات استنزاف مستمرة ومن ابرزهم حزب الدعوة العميل الذي يمثله الهالكي ومن تحالف معه ، فضلا عن عدم وجود ثقة متبادلة بينهم الأمر الذي زاد من تأرجحهم بين المد والجزر والطرف الاخر المحكومين بالانا والذين يجدون العراقيين فيهم بريق أمل أن توحدوا واتجهوا الى الوطن بتجرد ومواطنه صادقه لا اهواء ونوايا واجنده خارجية ، بل أن قسما" منهم ومن المخجل يغازل قاتل العراقيين والفاعل على هضم العراق وابتلاعه كي يحصل على فاتورة القبول في الموقع والمسؤولية ، وهو ما ينعكس بالسلب على الشارع العراقي ومن اجل التوقف على معرفة هذه الوضعية ، فسيتم البحث في هذه الحلقات بمواقف القوى السياسية بتكويناتها الفكرية من عملية بناء الدولة ما قبل وبعد الغزو والاحتلال خلال مجريات عملياتها السياسية ففي ظل التحولات السياسية التي يشهدها العراق اليوم والتحول الذي لا يخلو من صعوبات وعقبات نحو الديمقراطية ان كانت ممارسات ديمقراطية صادقه من رأس السلطة أو ايمان بالحق الدستوري لعموم ابناء الشعب للتعبير عن ارادتهم وبيان موقفهم من السياسات المتبعه ، وفي ظل واقع متأزم ومرتبك بسبب عدم الاستقرار ، تبرز لنا ظاهرة غالبا ما توصف بأنها صحية إلا وهي ظهور {{ الأحزاب والتعددية الحزبية الا انها بحقيقتها غير محكومه بقانون لتحديد هويتها الوطنية وسلامة مداخلها المادية وعدم ارتباطها بالاجنبي وشموليتها وعدم تعارضها من الدستور الذي تم تشريعه على انه الدستور الدائم للدولة العراقية }} فلقد شهدت الساحة السياسية العراقية بروز احزاب وحركات سياسية وتيارات و تكتلات شبه حزبية قام بتاسيسها قوى و شخصيات حملت أسماء مختلفة لتعبر عن شغف كبير لممارسة العمل السياسي من جهة ومن جهة اخرى تعكس كل هذه التنظيمات صراع قياداتها على المصالح ولكن النص القانوني {{ يقول انها تتناقض مع ديباجت الدستور ونصوصه لانها مكونات طائفية اريد منها ومن خلالها ان يكون من رعاها ودعمها وساهم بزرعها وتأسيسها على الساحة العراقية له موطىء القدم المتقدم والفاعل في الحياة السياسية العراقية }}

يتبع بالحلقة الثانية





السبت ١٧ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عـبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة