شبكة ذي قار
عـاجـل










..... ولو أن الأمر اقتصر على أبي نؤاس وتمثاله وشارعه لسهل الأمر وهان الخطب وخفّت الرزية، ولكنهم ينتقمون من بغداد كلها محاولين – بزعمهم – محو رمزيتها وطمس تاريخها الخالد المجيد.

إنهم – لو يتذكر الشاعر الكبير الأستاذ سامي مهدي – شملوا جميع نصب العراق وتماثيله بقانونهم سيء الصيت ( اجتثاث البعث ) وشرعوا يخلون بغداد منها، وسمعت، قبل أيام، نغلا من نغولهم وعبداً من عبيدهم وعلجاً من علوجهم، أسفر عن وجهه القبيح بعد الاحتلال مطية من مطاياهم، وهو يدعو بحماسة إلى تغيير أسماء في بغداد والعراق على أسس طائفية وبكلام يأنف حتى النغول أن يصدر من أفواههم.

إن بغداد تواجه اجتثاثا لتاريخها..
ودعا علج آخر، قبل مدة، إلى إلغائها عاصمة واختيار مدينة أخرى لتكون عاصمة، وأيضاً على أسس طائفية مريضة، وقال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الحالي، مرة، إن بغداد ليست عاصمة الرشيد ولا أبي جعفر المنصور، إنها عاصمة موسى بن جعفر عليه السلام، وفاته، كما يفوت الطائفيين، أن بغداد عاصمة العراقيين جميعاً من أبي جعفر المنصور إلى سمير الشيخلي وأبسط من اشتهر فيها وقدم لها خدمة، واستثن من ذلك فترات الاحتلال، ومنها الحالية، لأنها فترات تخريب ونقض وتهديم وتشويه.

هذا، ولو أنني لا أعرف أن للثورات ظروفها وقوانينها التي تحكمها لصرخت بأعلى صوتي مع الصارخين : لماذا لا يثور العراقيون في بغداد ويهجموا أبنية المنطقة الخضراء على رؤوس محتليها ؟

لكنها ستأتي وانا أنتظرها مع المنتظرين ..

تمثال أبي نواس
************

سامي مهدي

لا يختلف مثقفان في أن أبا نواس أحد أعظم شعراء اللغة العربية منذ العصر العباسي حتى يومنا هذا . وأبو نؤاس علم من أعلام بغداد ورمز من رموزها التاريخية شاء من شاء وأبى من أبى . وليس كثيراً عليه أن يسمى باسمه شارع من أجمل شوارع بغداد ، وأن يكون له تمثال جميل في هذا الشارع ، صنعه واحد من خيرة الفنانين العراقيين .

وإذا كان أبو نواس قد ابتلي في شبابه بالسكر والمجانة ، فهذا لا ينقص من مكانته في تاريخ الأدب العربي ، فما بالك إذا ندم واستغفر وتاب وزهد ؟ يقول :

يا سوأتا مما اكتسبتُ ، ويا / أسفي على ما فاتَ من عمري

ويقول :
أيا منْ ليس لي منه مجيرُ / بعفوكَ من عذابك أستجيرُ
أنا العبدُ المقـرُّ بكـــلّ ذـنبٍ / وأنتَ السيّدُ المولى الغفـــورُ
فإنْ عذّبتـني فبسوءِ فعلي / وإن تغفـــــرْ فأنـتَ بـه جديــرُ
أفـــرُّ إليـكَ منـكَ وأيــنَ إلاّ / إليــكَ يفـــرّ منــكَ المستـجيرُ

وإذا كان رب العالمين قد وعد المستغفرين التائبين بالعفو والمغفرة ، فما لعبيد الله ينتقمون من أبي نواس في تمثاله؟!

نقلت وسائل التواصل الإجتماعي إن تمثال أبي نواس ومحيطه يتعرضان لإهمال مقصود من قبل أجهزة أمانة بغداد ، وتظهر الصور التي نقلتها هذه الوسائل أن قاعدة التمثال أخذت تتآكل دون أن تكترث هذه الأجهزة ، كما لو أنها تنتظر أن تتهاوى هذه القاعدة ويسقط التمثال ليحمل ويغيّب. وقيل إن هناك من قطعوا يد التمثال التي تحمل الكأس، ولست أدري أي ثواب يبغي هؤلاء إن صح هذا الخبر؟

كيف نلوم داعش على تدميرها معالم من تراثنا الوطني ونحن نقلدهم في بعض ما نفعل؟!
يا أمانة بغداد أنت مسؤولة عما يحل بهذا التمثال





الجمعة ١٦ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة