شبكة ذي قار
عـاجـل










وأن العنف السياسي الداخلي والذي يشكل نحو نصف أعمال العنف في العراق يصنف إلى أشكال كثيرة منها العنف الفئوي والذي له شكلان - عنف طائفي ، وعنف عرقي - وهما موجودان في كل مناطق العراق وعلى الرغم من أن بعضهم يرى خاطأ" أنه لا عنف تحت هذا الباب في العراق ، إلا أن هناك من يؤكد وجود هذا النوع من العنف. ولنأخذ حديث المرحوم الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق في لقاء مع فضائية الشرقية يوم 29 نيسان2006م إذ قال وبالحرف {{ دماؤنا نازفة والالم يعتصر، وما يجري في العراق صراع حزبي سياسي مصلحي ، وليس صراعاً طائفياً مذهبياً دينياً }} ويضيف رحمه الله {{ ما جرى في الأعظمية نهاية شهر نيسان 2006م من تدخل لمليشيات مسلحة واندلاع مواجهات بينها وبين الأهالي ،

ولمدة ثلاثة أيام وفي أوقات حظر التجوال ومن دون تدخل القوات الحكومية أوالأمريكية ، يتحمل تبعاته الاحتلال والحكومة السيئة بأدائها ، فهي من أطلقت العنان للمليشيات إلا أننا نقول إن العنف الفئوي موجود والحرب الباردة تمارس تحت ظلال شعارات مختلفة منها إلقاء اللوم على جماعة الارهابين والقتل بدواعي الثأر وتصفية الحزبيين والأشكال التي يمكن أن نرصدها لهذا العنف هي ، التصفية الجسدية الجماعية والتهجير الجماعي والأمران نجدهما في المناطق التي تشهد تماساً واسعاً في بغداد ، ديالي ، بابل ، البصرة ، كركوك والموصل ، يضاف إليهما المحاصصة والإقصاء وتغيب الآخر }} والعنف الحزبي من أنواعه التلاعب بنتائج الانتخابات ،

ويحدث غالباً قبل الانتخابات وأحياناً بعدها وهو يتمثل بتمزيق الإعلانات الدعائية لبعض المتنافسين في الانتخابات وتحزّب دوائر الدولة لمرشح على حساب آخر ، من استثمار أموال الدولة في دعاية محددة الأهداف ، بالاضافة الى استثمار المرجعية الدينية والادعاء باسمها لتحقيق الغرض وكما مارسه الهالكي من خلال ادعاءاته واكاذيبه والعمائم الملتحقة به وافترائها على المراجع واصدارهم الفتوى بوجوب انتخاب القائمة كذا انتصارا" للمذهب او الافضل والاسلم ، كما أن هناك الإقصاء وتغيب الآخر على أسس حزبية كأعمال العنف المسلح غير المنظمة تمارس هذا النوع من العنف جهات عدة غير معروفة أو معروفه احيانا" من خلال اطلاق القذائف على احياء ومناطق من اجل منع سكانها من التوجه الى الانتخابات او احداث التفجيرات المرعبه ليلة الانتخابات لغلق المنطقه بحجة تعقيب الفاعلين ...... الخ ،

مما يوقع ضحايا من كل الأطراف ومن ضمنهم المواطنين ، وأحياناً أخرى يوجه إلى الخصوم من المواطنين و الأحزاب المنافسة وفي الغالب تلقى تبعات هذه الأعمال على أعمال المقاومة الوطنية الشريفة من اجل اظهارها بمكان من التعارض مع حقوق ومصالح الشعب وهذا ما اعتادت عليه القوات الامريكية قبل انسحابها وما استمرت عليه حكومات الاحتلال لما فيها من تشويه لأعمال هذه الأخيرة ، كما أن العنف الذي مارسته القوات الأمريكية والأجهزة الاستخبارية الأمريكية كان له ألاثر ألسلبي على مشروع بناء الدولة العراقية ما بعد الغزو والاحتلال حيث ينقسم هذا النوع من العنف إلى أربعة أنواع {{ ألنوع الاول ألموجه إلى الخصوم من المواطنين ،

والنوع الثاني موجه إلى الخصوم من القوى المناوئة من بين المقاومين العراقيين والغرماء الآخرين ، وألنوع الثالث موجه إلى الخصوم من أصحاب المصالح وضد نشاط القوى الدولية المناوئة في العراق ، والنوع الرابع الإبادة الجماعية والمقصود بها لايعني بالضرورة التدمير الفوري لأمة ما إلافي حالة تنفيذ ذلك عن طريق القتل الجماعي لجميع أفراد تلك الأمة وكما مورس بحق الهنود الحمر السكان الاصليين لامريكا ، وإنما المقصود هو خطة منظمة من أفعال مختلفة تستهدف تدمير الأسس الضرورية لحياة جماعات وطنية توصف بهدف القضاء عليها }} إن أهداف تلك الخطة عادة ما تضمن تحطيم المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية والمشاعر الوطنية والدين والوجود الاقتصادي للجماعات الوطنية ، وتحطيم أمانهم الشخصي وحرياتهم وصحتهم وكرامتهم وحتى حياة هؤلاء الأفراد المنتمين إلى تلك الجماعات ، إن الحرب الأمريكية على العراق لم تكن حربا بالمعنى التقليدي الذي يقصد فيه ممارسة السياسة بوسائل أخرى ، بل أنها ليست حتى حرباً تقليدية ، إنما هي حرب من حروب الاستعمار الجديد - حرب تصفية وإبادة جماعيه ونهب - وهي تلك حرب الاستعماريين الجدد التي تعني حرباً شاملة يشنها طرف حتى النهاية من دون ذرة من التبادلية إن ذلك هو اللاتعادل الماثل للقمع الاستعماري ، وأن مايتضمنه في داخله منطق الإبادة الجماعية ،

هو أن الانتصار فيها يعادل الإبادة الثقافية للشعب المحتل ، في حين تطرح الهزيمة الإبادة الجماعية كحل للدول الاستعمارية المتأصلة في كافة أوجه الحرب الاستعمارية الجديدة من حيث فترة استمرارها في مواجهة المقاومة الوطنية الشعبية والتكتيكات المطلوبة من أجل قمع هذه المقاومة ، ومن حيث إمكانية التصعيد الشديد في مواجهة المقاومة الشعبية ، ومن حيث نتيجتها في وهو ما نراه حاليا في العراق كاحتلال وازمة الهوية الوطنية العراقية ، ولا يستغرب أحدا" عند القول ان الادارة الامريكية المتعاقبة وعموم النظام العربي قد مهد لتفكيك رموز الهوية العراقية قبل احتلال العراق ولا سيما في حقبة التسعينات عندما فرضت الامم المتحدة حصارا اقتصاديا جائرا" ضرب في عمق النفس العراقية ومكوناتها الاساسية راح ضحيته اكثر من مليون عراقي بريء لاذنب له سوى انه عراقي الجذور ومنهم الاطفال والحوامل والكهول ، بتسخير النظام العربي امكانيته الاعلامية لتعميق الازمة وتفكيك رموزه ،

عندما ركزت على قضيتي اضطهاد الاكراد ومظلومية أتباع اهل البيت عليهم السلام وفتح منافذهم الحدودية للعمائم التي تسيرها ملالي قم وطهران وهي مؤمنه بولاية الفقيه وتطلعاتها لانبعاث الامبراطورية الفارسية بوجهها الصفوي الجديد بل لم يتردد الكثير من حكام العرب من تقديم الدعم المالي والاعلامي لهذه المجاميع المتلبسه بالدين ومنهج ال البيت وهم براء منهم لانهم دنيويون مزروعين في الجسم العراقي من تجل تفتيته واشاعة الفتنه والتخريب بغية دق اسفين بين المكونات الاجتماعية العراقية على حساب الوحدة الوطنية ، باخضاع العقل الوطني العراقي لعملية اجبارية الهدف منها استبدال الانتماء الوطني بالانتماءات الفرعية - المكون ، والطائفية ، والمذهبية - مهيأة للخطة المناسبة التي سيتم التعامل معها حال اكمال خطة الغزو والاحتلال كي يتم التمزيق الممنهج للنسيج المجتمعي العراقي وصولا" الى القبول بالامر الواقع الذي يراه بعض المنبطحين امام نزواتهم ورغباتهم والجاه الذي يرونه ات لهم هاربين من الوجوب الوطني واستحقاق المواطنه بالوقوف حتى نهاية المسار امام قوى العدوان واجندتها فكان هناك من يدعو الى الاقاليم والفدرالية تحت ذريعة الحصول على الحقوق المسلوبه وتحقيق اماني وحاجات قومه وشريحته المجتمعية متناسيا" بان الظلم الواقع طال العراق وان من مسببي هذا الظلم هم سياسيوا الصدفه من بينهم الذين تتلمذوا على قيم ومقاييس الخيانه والبيع الرخيص  .

يتبع بالحلقة السادسة





الاحد ٤ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة