شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يعد الحديث عن العلاقة القذرة بين الولايات المتحدة الامريكية ونظام ولاية الفقيه في طهران كشفا لأسرار ولا خوضا في مجاهيل تحليل يستوجب قدرات فذة وغور في أعماق بعيدة بل صارت مادة للمناظرات الفضائية وعلى كل أجهزة وأدوات الاعلام والتواصل الاجتماعي بين سياسي ومحللي الطرفين وعموم خاق الله.

كانت الادارة الامريكية بحاجة الى تخريجه مناسبة لتظهر الصلة بين البلدين من دهاليز السرية والتكتم والتحفظات وتسكنها في غرفة نتنة تبيح ممارسة التنسيق على فراش من جماجم العراقيين وأشلائهم ومعاناتهم القاسية. وقد كان الاعلان عن تشكيل الحشد السيستاني الصفوي هو مفتاح الجهر بالمصاهرة . والاعلان عن تشكيل الحشد السيستاني يتطلب حدثين استثنائيين :

 الاول : اندحار وهزيمة شنيعة للجيش والمؤسسات الامنية التي شكلها الاحتلال في العراق وانفق عليها مليارات الدولارات تدريبا وتسليحا وأعلن رسميا انها صارت قادرة على حماية المنتجات الاحتلالية قبل هروبه من العراق نهاية عام 2011 م.

الثاني : الاعلان عن ولادة تنظيم ارهابي خرافي القدرات يلحق الهزيمة المطلوبة بجيش الاحتلال ويسيطر على مدن عراقية محددة بعينها هي المدن التي قاتلت الاحتلال وهزمته وتحولت الى حاضنة لعقيدة تحرير العراق وتقويض العملية السياسية الاحتلالية .

هكذا يكون الحشد ضرورة تاريخية لا مناص من اللجوء اليها  مثلما ان مقاتلة الارهاب تتطلب مكونات وأسباب ذات قدسية تتيح للسيستاني حق التحشيد وواجب الدفاع ومن البديهي أن يكون المكون الارهابي الخرافي هذا من النمط المعادي للمراقد المقدسة ويعلن بوضوح بل ويمارس عمليا هدم ما يصل اليه منها . وقد لاحظ العالم كله بوضوح ان ما وصل اليه الارهاب من مراقد وقبور هي بعيده عن القدسية التي يدافع عنها السيستاني وتشكل  منابع لثرواته كمراقد كربلاء والنجف بحيث ظل تهديم مراقد سامراء وكربلاء والنجف افتراضا وقلقا وهاجسا وهذا القلق وتوابعه عوامل مساعدة للسيستاني لتوسيع قواعد حشده من الذين تربوا على تقديس المزارات واستعدادهم لتقديم رقابهم فداء لها !!!. ومن بين ما اتيح هنا للسيستاني وأعوانه هو استخدام المليشيات المعروفة ضمن تشكيلات الحشد فحقق بذلك اهدافا كانت المليشيات تنتظر تحققها منها المشروعية على مستوى السلطة الحاكمة في بغداد وعلى مستوى السلطة المتحكمة في ادارة العراق وهي سلطة الاحتلال.

 ولكي نكون أكثر وضوحا  في التعبير عن هذه النقطة  فان المليشيات كانت تبحث في حقيقة الامر عن اعلان رسمي لشرعيتها لتنتهي مرحلة التختل والاختباء والمناورات والمزايدات في قضية تواجدها وفعالياتها والتي اقتضتها فترة بداية تاسيس حكم الاحتلال وبعض ما حاول بريمر أن يضفيه من مدنية على تشكيلات سلطته. وهكذا عادت بدر على سبيل المثال الى أصلها كميليشيا علنا بعد أن تختلت وراء مسمى منظمة مدنية سياسية كما  أراد لها بريمر عندما دخل فيلق بدر من ايران الى العراق مع القوات الغازية حيث ظن بريمر بسذاجة مكشوفة انه يغطي على وجود بدر المليشياوي الفارسي في سلطة الاحتلال عن طريق تسميتها بمنظمة بدر.

يتوجب في حالات الزواج أو الاقتران بأي من أنواعه تحديد الانثى والذكر بما في ذلك زواج المثليين الذي تقره الديمقراطية الامريكية . ومن الواضح ان الغرفة النتنة التي ضمت الطرفين قد فرضت أن تكون أميركا هي الانثى وثمة كثيرون ينتظرون لحظة الانجاب التي ستهبها البطن الامريكية للذكر الفارسي. فالذكر الفارسي دخل الساحة لان أميركا تحتاج الى الحشد باي ثمن كان ليكون ذراعها على الارض بعد ان قرر اوباما وقف النزف البشري الامريكي في العراق في الوقت الذي تبقى الانثى تحلق في الجو تقدم واجبات التدمير التمهيدي والغطاء المطلوب ليتقدم الحشد باتجاه أهدافه الموسومة بالإرهاب . ومعروف ان محور الارض والقوات البرية في الحرب حاكم ومفصلي وهو الذي يحمي العملية السياسية ويديم بقاءها وبالتالي يحمي حقوق وأهداف الانثى المنظورة وغير المنظورة حتى لو كان الثمن شرفها وسمعتها !!.

الذكر الفارسي اتيح له بعد ما نجح نوري المالكي بإسقاط هيبة الجيش وتسليم سلاحه الى التنظيم الارهابي الذي كان أحد ضرورات المرحلة الاحتلالية الراهنة ان يمارس كل أنواع الاذلال لأمريكا سواءا في قاعات مفاوضات البرنامج النووي أو بالتشهير بأمريكا كدولة محتلة فشلت في الايفاء بالتزامات تسليح الجيش العراقي وتدريبه واكتفاءها بسرقة أموال العراق والعبث بأمنه واستقراره. هكذا ببساطة صارت ايران حامية الحمى وصاحبة الحرص الاكبر على العراق وشعبه والمحارب الشرس للإرهاب !!! بعد ان كانت في نظر امريكا هي محور الشر والراعية للإرهاب والى اخره من ادعاءات اميركا التي سقط بيدها وسقطت كما تنبأ قائد الامة التاريخي صدام حسين حين قال : ان أميركا سقطت من أول صاروخ اطلقته على بغداد السلام.

الجنرال الامريكي كميت قبل يومين كان موفقا في لقاء على قناة الجزيرة حين أعلن ان التنسيق بين اميركا وايران في العراق يسير بخط متوازي ولم ينكره أحد . ولم يوفق في الطريقة التي أظهر فيها غضبه على الاهانات الموجعة التي وجهها ضيف البرنامج الفارسي لأمريكا لان الدولة الكبرى التي تسقط في مهاوي الازدواج تفقد القدرة على حماية نفسها حتى لفظيا.

خلاصة القول : اميركا اذعنت لما ترتب عن نتائج هزيمتها في العراق على يد المقاومة العراقية الباسلة وخضعت لترتيبات شريكها السري في الاحتلال ايران ووجد الطرفان طريقة لإعلان الاقتران عبر الارهاب والارهاب المقابل : الارهاب والحشد الارهابي . وهما يظنان ان العيش المشترك في غرفة العهر كفيلة بتحقيق اهداف الطرفين من غير ان يحسبا حساب شعب العراق الذي سيهدم ان اجلا او عاجلا غرفة الاقتران على راسي قاطنيها . وما النصر الا من عند الله





الاحد ٤ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة