شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد أكد الحزب منذ نشأته على فعالية الشعب في كل معركة وفي كل ثورة وان ما من قضية مصيرية يمكن ان تحل الحل الصحيح أو أن تصل الى غايتها المنشودة دون أي أنحراف أو تشويه الا باشراك الشعب فيها باعتباره صاحب القضية وأولى به أن يشارك مشاركة فعالة في حلها.

لقد جاء دور الجماهير في العالم " معركة المصير الواحد " بمثل هذا القول يعبر القائد المؤسس رحمه الله عن ميلاد عصر الجماهير في العالم . ان هذا القول بحد ذاته يلخص تلخيصا رائعا النظرة الجديدة والحية التي ينظر الحزب بها الى الجماهير. ان أدراك الحزب لدور الجماهير وأهمية الجماهير وقدرة الجماهير ليس قي الوطن العربي فحسب بل في العالم الثالث والعالم أجمع، لم يكن ليظهر لولا ذلك الحس الصادق الصحيح في النظر الى الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في عالمنا والاستيعاب العميق لحركة التاريخ .

وسمة الشعبية هذه ليست موقفا تكتيكيا يقفه الحزب لكي يمرر من خلاله أغرضه ومآربه بل هي سمة أساسية وأصيلة من سمات أيديولوجية الحزب وفكره وعمله النضالي .

لقد أدرك الحزب منذ البداية أن للجماهير الشعبية في ظروف التخلف والاستعمار والاستغلال، مظهرين : الاول ظاهري سطحي . والآخرخفي عميق . الاول يظهر فيه الشعب وكأنه كم متخلف مهمل وقطيع لا يفقه، وهو مظهر سلبي لا يعبر عن حقيقية الجماهير ولا عن أمكانياتها وطاقاتها . أما الثاني وهو الصورة الحقيقية فيظهر فيه الشعب على حقيقته الناصعة : مناضلا مكافحا مستعدا للتضحية بكل غال ونفيس وبدون أن ينتظر من وراء ذلك أي مقابل أو أي نفع . يقول القائد المؤسس رحمه الله موضحا هذه النظرة المتفائلة الجديدة : ( بعد ذلك تكلمنا في الحقيقة والواقع بالنسبة للشعب ، فحقيقته شيء وواقعه شيء آخر ، لان واقعه مفروض عليه فرضا من قبل الفئات المستثمرة والقوى الاجنبية . ان حقيقته قد طمست ولا زالت ، كما ان التفاعل والاصطدام بين حقيقته وواقعه يجلو حقيقته ، ويهيؤه لتحقيق الانقلاب .

ونظرتنا الى الشعب نظرة تفائل وايمان ، ولمجرد تجسيد الجيل الجديد لفكرة الانقلاب ، نجد أن الشعب ينتبه ويمشي في طريق الانقلاب . ونحن ننفي التشاؤم وسوء الظن بالشعب وبأخلاقه لأن واقعه الفاسد عارض طاريء، ولأن حقيقته كامنه تتجلى مع التجارب والآلام ) في سبيل البعث .

القومية العربية والشعبية :
حزب البعث حزب قومي ، وأيديولوجيته أيديولوجية قومية ، ولكنها تختلف من حيث مضمونها ومفهومها عن الايديولوجيات القومية الفاشية أو التقليدية اليمينية . أنها قومية انسانة تقدمية شعبية . أن الحزب قد أكد الى جانب جماهيرية وشعبية ايديولوجيته هو ، شعبية القومية العربية فنقلها بذلك الى مستوى جديد . وأبعدها عن كل المفاهيم السابقة التي كانت لاصقة بها ومشوه لحقيقتها : ( لقد أعطت حركة البعث للعروبة مفهومها الحديث ، ومضمونها الايجابي الثوري بعد أن كانت العروبة لفضة فارغة غامضة ، وأطارا فاقد الروح والمحتوى ، وأصبحت القومية العربية مرادفة لحياة الشعب العربي ومشاكله السياسية والاقتصادية والفكرية ( في سبيل البعث ).

النظرية القومية والشعبية :
وكما أعطى البعث للقومية العربية مفهومها الشعبي الاصيل ، كذلك أعطى للنظرية القومية والمتمثلة حاليا بالوحدة والحرية والاشتراكية ، أعطاها أيضا مفهومها الشعبي الجماهيري . فالحزب يوضح في أكثر من مجال أنه : ( عندما سلمت قضية الوحدة القومية الى جماهير الشعب العربي وربطت هذه الجماهير بين مطلب التحرر والوحدة وبين كفاحها القومي من أجل الرزق وبلوغ مستوى كريم من العيش – عندها دخلنا في طور التحقق ، عندها أمكن أن نحقق الانتصار على الاستعمار ، عندها لم تعد الوحدة العربية فكرة خيالية ، حدث ذلك كله لاننا سلمنا هذه الاهداف الغالية الى أصحابها ، الى الطبقة الكادحة ( في سبيل البعث).

أذن ( الوحدة العربية ليست عملية سياسية ومفاوضات واتفاقات نقوم بها بين الحكومات العربية بل هي عملية ثورة ونضال يقوم بها الشعب (في سبيل البعث).

لذلك ( عندما ربطنا الوحدة بالاشتراكية لم نتعسف ولم نرتجل .. هكذا جعلنا الوحدة العربية مطلبا حيا واقعيا يداخل حياة أفراد الشعب العربي ( في سبيل البعث).

أسلوب النضال الشعبي :
ولقد أصر الحزب منذ مؤتمره التأسيسي الاول على أن النضال الجماهيري هو الاسلوب النضالي الصحيح والوحيد الذي يمكن أن يحقق لنا أهدافنا في هذه المرحلة التاريخية ، أي تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية وبناء المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد أو بكلمة واحدة : مجتمع البعث ، فالاسلوب النضالي الوحيد هو في ( الاعتماد على نضال الشعب العربي وضرورة العمل على تركيز قواه الداخلية وتوحيد هيئاته الشعبية المناضلة " نضال حزب البعث الجزء الاول" .

لقد رفض الحزب أية طريقة نضالية لا تعتمد على الشعب أساسا لتحقيق أهدافها كما رفض هذه النظرة المتهالكة التي حاول فيها البعض التقليل من أهمية النضال الشعبي في عملية التغيير ، وتكريس همهم بديلا من الالتفاف لتنظيم الشعب لتهيئة الانقلابات العسكرية كطريق للتغيير .

أن الانقلابات العسكرية قد تكون صالحة لتغيير شكل الحكومات وأنظمة الحكم ولكنها ليست صالحة مطلقا لتحقيق تغيير جذري وثوري في بنية المجتمع ما لم يكن ثمة تلاحم وتلاصق ووحدة في الاهداف وفي التكوين الطبقي بي أدوات الانقلاب (العسكري) وبين ذراع الثورة وحاميها ( الشعب) لقد اقر الحزب في مؤتمره القومي الرابع " رفض الاساليب غير الشعبية في النضال والعمل السياسي وشجب الاسلوب الذي ظهر في الحزب والذي يجمد دور الشعب والحزب في النضال ويتفرغ الى تبني أو تهيئة الانقلابات العسكرية ويطلب من القيادة القومية العمل الحازم لابعاد الحزب وقياداته عن الانسياق باتجاه هذه الاساليب المنافية لدستور الحزب وعقيدته والتي أصبحت تشكل خطرا مباشرا نتيجة الانحرافات الكثيرة التي انزلقت اليها بعض القيادات الحزبية ) نضال البعث الجزء الرابع.

الدولة والشعبية :
ولقد آمن الحزب بأن السيادة هي ملك الشعب وأنه وحده مصدر كل سلطة وقيادة ، وأن قيمة الدولة ناجمة عن أنبثاقها عن أرادة الجماهير، كما أن قدسيتها متوقفة على مدى حريتهم في أختيارها ، لذلك يعتمد الحزب في أداء رسالته على الشعب ويسعى للاتصال به اتصالا وثيقا ويعمل على رفع مستواه العقلي والاخلاقي والاقتصادي والصحي لكي يستطيع الشعور بشخصيته وممارسة حقوقه في الحياة الفردية والقومية "نضال البعث الجزء 6.

قضية فلسطين والنضال الشعبي :
وأنطلاقا من ايمانه بطريق النضال الشعبي كحل وحيد لكل المشاكل والمعضلات التي يعاني منها مجتمعنا، وعلى رأسها قضية فلسطين ، ركز الحزب دائما منذ بدايات تأسيسه على ان حل هذه القضية الاخيره لا ولن يكون الا " بالعمل الشعبي المسلح " (في سبيل البعث ). والنجاح في التغلب على الحركة الصهيونية لا يكون الا بحركة شعبية تحرك الامة كلها " لا تحبط مساعي هذه الحركةالاجرامية الا متى أصبحت مقاومة العرب لها شعبية حقة " في سبيل البعث " . كيف يكون ذلك؟ أنه في أسراع جميع أفراد الجماهيرالى سلوك طريق النضال بعد أن " يتركوا الحكومات وشأنها ويودعوا آخر أمل لهم في نجوع السياسة الرسمية فيلتفتوا الى العمل الشعبي ويصبوا فيه كل جهودهم " .

أنعكاسات سمة الشعبية على التنظيم الحزبي :
أن هذه السمة الشعبية التي صبغت أيديولوجية البعث كانت لابد أن تترك آثارها على التنظيم الحزبي من حيث تركيبه الاجتماعي . ومن حيث أنعكاسات هذا التركيب على العلاقات التنظيمية والنضالية داخل الحزب أيضا. فمن حيث التركيب الاجتماعي ، توجه البعث منذ بدايات تأسيسه الى الجماهير الشعبية الكادحة من عمال وفلاحين وجنود وطلبة ومثقفين ثوريين ، وأعتبرهم الاساس في كل تحرك وفي كل عمل نضالي كما أعتبر أن التنظيم الذي سيقوم بالثورة الشعبية لا بد أن يكون شعبيا كادحا أيضا . أن التنظيم البرجوازي الصغير لا يمكن أن يناضل ويعمل حتى النهاية من أجل مصلحة الجماهير الشعبية الكادحة .

وقد جاء في المادة الخامسة من الدستور بأن " الحزب يؤمن بان السيادة ملك الشعب وانه وحده مصدر كل سلطة وقيادة لذلك يعتمد في أداء رسالته على الشعب ويسعى للاتصال به أتصالا وثيقاً " في سبيل البعث .

كما جاء في المادة السادسة من الدستور بأن الحزب أنقلابي يؤمن بأن أهدافه الرئيسة في بعث القومية العربية وبناء الاشتراكية لا يمكن أن يتم الا عن طريق الانقلاب والنضال. فالشعبية والانقلابية صفتان متلازمتان لنضالية الحزب ، أنقلابية الحزب شعبية بمعنى علاج قضيتنا جذريا وثوريا لا يتم الا بالشعب. أي أن الشعب أداة للثورة والانقلاب وشعبيته أنقلابية بمعنى أن الشعب القادر على تحقيق الانقلاب هو ذلك الفريق المؤمن الواعي المسؤول المكون لحزبنا والمتصل أتصالا حيا ببقية الفئات الشعبية.






الاربعاء ٣٠ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال أحمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة