شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد سلسلة من الإجراءات والاشتراطات والممارسات الدونية الرذيلة الوضيعة المنقطعة عن السلوك والحس الإنساني والأخلاق الدينية والاجتماعية التي وصلت إلى حد اختطاف الجثمان من الطائرة من قبل حكومة الاحتلال والمليشيات الفارسية الصفوية المجرمة التي تسيطر على هذه الحكومة وتسيرها، بعد أن سجلت حكومة العملاء وميليشياتها موقفا جديدا آخر يعبر عن غربتها عن شعبنا وافتراقها عن بنيته وأطره العامة، بل وتعارضها الكامل مع القيم والمبادئ وشرائع الإسلام والعروبة، بعد كل هذا وغيره مما يمكن ان يضاف تم تسليم جثمان القائد الشهيد طارق عزيز إلى عائلته في عمان.

لقد كانت ممارسات سلطة الاحتلال مع جثمان الشهيد امتداد طبيعي لجرائمها البشعة معه ومع رفاقه في معتقلات الاحتلال والتي تضمنت فضلا عن التعامل البشع والحرب النفسية، منع الدواء والرعاية الطبية والعزل عن العالم وعدم احترام كبر السن والشيخوخة وكلها ممارسات مدانة ولا تتوافق مع أي من قوانين الأرض ولا الشرائع الربانية وتليق فقط بالأوباش والفاشيين البرابرة المحكومين بالحقد والضغائن والموتورين.

في مطار عمان استقبل المئات من اشقاءنا الأردنيين الجثمان وحملوه على أطراف الأصابع في مشهد جليل يليق بالضيف القادم ويعبر عن الفارق النوعي بين شعب عربي أردني عريق وحكومته التي وضعت اشتراطات خونة العراق وضباع الخضراء خلف ظهرها وبين رعاع فارس وعبيد طائفية الولي الفقيه. نعم... لقد كان استقبال الجثمان في المطار أول صفعة لحكومة الاحتلال وأول رد مهين لسلوكها الإجرامي البعيد عن القانون وأخلاق بني البشر.

لقد تابع العرب الأحرار والإنسانية كلها حراك شعب الأردن العظيم من لحظة وصول جثمان الشهيد وكيف انتخت وطالبت عدة محافظات لاحتضانه وسهرت عيون الأردن الكريمة طوال الليل تعد العدة لمشهد تاريخي نادر وقد لا يتكرر.

ان الحشود الضخمة التي تزاحمت في الكنيسة وخارجها قد شنت في واقع الحال هجوما سلميا مدنيا متحضرا قوميا إنسانيا فريدا من نوعه على قرار اعتقال طارق عزيز وتعذيبه كأسير حرب وكسياسي ودبلوماسي عربي بقدرات وكفاءات عالمية مشهودة وعلى جريمة ابقاءه في زنزانات الاعتقال وهو رجل نزيه شريف طاهر الروح والجسد أبيض القلب واليدين. تلك الحشود كانت أدانة قومية إنسانية للمحاكمات الصورية الجائرة ولمن أجراها وصممها لرجال البعث الثائر والحكم الوطني المجيد.

وكان للأجماع الشعبي الأردني في حضور التشييع والتمثيل السياسي لكل قواه السياسية دون استثناء وحضور وفود من عدد من الأقطار العربية وتوافد لعدد من الشخصيات العربية على عجل دلالات يجب على كل حر شريف يمتلك رؤيا موضوعية أن يتوقف عندها .إنها تعبر حدود إدانة الحكومة القاصرة في بغداد لتدين من يحميها ومن سلطها من دول العدوان وتعبر حدود معاني التكريم لشخص يستحقه لتعبر بوضوح لا لبس فيه على أن غزو العراق واحتلاله وذبح نظامه ورجاله كان عدوانا مدانا من كل الأمة العربية والانسانية.

لقد كان حضور عشرات الألوف من أبناء الأردن النجباء وعرب من جنسيات مختلفة هو ادانه متجددة لاحتلال العراق وتدميره.

ولأن القائد الشهيد عزيز الأمة كان مسيحي الديانة فلقد عرف العالم كله أمس انه يمثل كل العراق ويمثل إنسانية العرب وعلو شأنهم في احترام الأنسان وخياراته واحترام الأديان السماوية كلها وعبورهم الحضاري المتمدن للفرقة والتمييز الديني والعرقي والطائفي واستقرارهم على ثوابت تقييم الإنسان بمنتجاته وعمله وعطاءه ونقاءه وولاءه لوطنه وأمته واستقراره النهائي على عقيدة وطنية وقومية وإنسانية استقرارا لا يهتز ولا يتبدل مهما عسرت الظروف ومهما غلت التضحيات وهذا لعمري كان ديدن ومنهج وخصال وسمات العزيز طارق عزيز. كان الحشد الأردني الشعبي والسياسي والنقابي بيان إدانة وتبصير لمن عصبوا أعينهم بالباطل والزيف معتقدين خطأ أن تقادم الزمن سيمنحهم الشرعية وبعض الحق الذي أظلوه وتجنبوه وجافوه. لقد قالتها الأردن نيابة عن العرب والانسانية أمس لحكومة ودستور وبرلمان الاحتلال: انتم باطل وانتم مولود سفاح هو ناتج نطفة حرام بين الغزاة وبين العملاء ولن تتغير هويته ولا كينونته ولا تاريخ ميلاده الأسود البغيض الملعون.

قالها شعب الأردن لعبيد إيران أن ثأر العراق والأمة لا يسقط بالتقادم والأسود لون لا يتغير قطعا إلى أبيض ولا إلى أي لون آخر وهو لون وجوههم وافعالهم وان القتل والإجرام والسباحة بالدم العربي والايغال في الاعتماد والاحتماء بالحامين والغزاة والطغاة لن تمنح أربابها غير المزيد من العار والهزائم الذاتية والموضوعية.

وقفة اجلال وإكبار واعتزاز لشعب الأردن ولقواه الخيرة. تحية كبيرة لوفائه وشجاعته. شكرا للأردن شعبا وحكومة. وسلاما رفاق البعث في الاردن فلقد بيضتم وجه الأمة.
 





الاثنين ٢٨ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة