شبكة ذي قار
عـاجـل










لاحظ ميتشيل بيلفر مؤلف كتاب "دولة صغيرة في منطقة خطرة"، وهو محق في ملاحظته، أن إيران لن ترضى بالطريقة التي انكمشت فيها في الشرق الأوسط.

وبالتأكيد فإن سبب هذا الانكماش هو عاصفة الحزم، التي قطعت ذراعاً من أذرع الاخطبوط الإيراني في اليمن والتي من المؤمل أن تقطع ذراعه الآخر في سوريا.

وعلى الرغم من أن هذا الكاتب الأجنبي، الذي عقد ندوة لمناقشة كتابه نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية وأدارتها عضو مجلس الشورى نانسي خضوري، قرر حقيقة نعرفها جميعاً ولمسناها لمس اليد، وهي أن حلم التوسع الإيراني أكبر تحد تواجهه البحرين ودول الخليج، إلا أن العالم مازال غافلاً أو متغافلاً عنها، وأن يصدر الكتاب بالإنكليزية والفرنسية والألمانية فإن أي عذر للغافلين والمتغافلين سيسقط، ولكني أثني على مقترح الحقوقي البحريني نائب رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي بشأن ترجمة الكتاب إلى العربية، فالكثير من العرب مازالوا من أولئك الغافلين والمتغافلين.

يقول بيلفر إن هناك نفاقاً دولياً حول البحرين، فسياسات المملكة، تتركز على حفظ الكيان الوطني من أجل مواجهة التحديات التي تفرضها إيران، والتي ازدادت درجتها منذ العام 2011، في حين أن أمريكا وأوربا وغيرها الذين كانوا يشيدون بالنظام فيها، تخلّوا عنها وانضموا إلى صفوف المخربين، وادعوا انتهاكات غير موجودة، معتبراً أن تلك الدول كانت تحاول إخفاء أهدافها الحقيقية من الاصطفاف مع قوى العنف طمعاً بتقديم أفضل اتفاق جيو استراتيجي بالنسبة لهم.

ووصف الكتاب الدعم الأوربي الأمريكي للجماعات المتطرفة، بأنه جبن وخنوع تجاه إيران، التي اعتبرها المؤلف، المهندس الأساسي لحالة العنف التي تشهدها البحرين ومنطقة الخليج العربي من حين إلى آخر، ومنذ عقود.

ولا يخلو كتاب بيلفر من استشراف حقيقي للمستقبل حينما يشير إلى وجود ضعف في الطرف الأمريكي بسبب الصدامات الناتجة عن سنوات الإرهاب والغزوات الفاشلة، وما تولد لدى الولايات المتحدة من شعور انهزامي، فضلاً عن افتراضها أن إيران قوة أقليمية مهيمنة، ونبه إلى أن البحرين ستجد نفسها في مواجهة إشكالية الأمن المزدوجة بصفة مستمرة، نظراً لموقعها، وحجم القوة وقواعدها في البلاد، وإصرار إيران على الهيمنة عليها، ووضعها تحت مظلة سلطتها الإدارية بالقضاء على حكم آل خليفة.

وأكد بيلفر أن الخيار الوحيد أمام البحرين للخروج من المعضلة هو التماسك الوطني، إلى جانب القرارات الحكيمة لقيادتها في الحد من الاعتماد على الحلفاء.

إن بليفر خرج برؤيته بعد 24 زيارة قام بها إلى هذه الدولة الصغيرة التي وضعها قدرها في منطقة خطرة، وأكرر أن أهميتها تجيء من كونها شهادة أجنبية كبيرة تخاطب العقل الغربي وتبين خطر المشروع التوسعي المقيت لولاية الفقيه الإيراني وحجم الإنجازات الديمقراطية في البحرين بالإضافة إلى سباق هذا البلد مع الزمن لبلوغ أرقى ما يمكن من التقدم والإزدهار وتوفير السعادة والرخاء لشعبه، وهذه الشهادة تقرر حقيقة مهمة هي: "إن سبب نجاح البحرين يكمن في قيادتها التي استطاعت تحقيق معدلات تقدم كبيرة بفضل حكمتهم وقدراتهم على تحسس آراء الناس ولكن هذا لا يعني أنهم لا يخطئون ولكنهم أيضا لديهم القدرة على إصلاح الخطأ بمجرد وقوعه، وذلك راجع إلى حساسيتهم الشديدة تجاه أي شيء طائفي أو يتعلق بالهوية الدينية، ووضع الشعب في موقع المسئولية وتحقيق التوازن بين حقوقه وواجباته، والإيمان بالترابط القدري بين الماضي والحاضر والمستقبل"، مؤكدا بأن القيادة البحرينية استطاعت أن تنهض بشعبها وتجعل من مملكة البحرين ليس موقعا جغرافيا فقط ولكنها فكرة تحض على التسامح والتلاقي بين الشرق والغرب مما يجعل البحرين هذه الدولة الصغيرة هي الباقية بحكمة قادتها وإيران هي التي ستتغير عندما يتغير قادتها".






الاثنين ٢١ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة