شبكة ذي قار
عـاجـل










أدوات حماية الامة هي الشعب والقوى السياسية الممثلة لإرادة الامة وهي معروفة بعقيدتها القومية التحررية وانتماءها الوطني المجرب عبر سنوات طويله مرت فيها على الامة محن وكوارث ومتغيرات كثيرة لم تؤثر على خطوط مسارات نضالها وجهادها . وعليه فأننا في بحثنا عن سبل حماية الامة وطرائق مواجهتها للتحديات التي تعصف بها الان بعد احتلال العراق وبعد عواصف وزلازل ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي ومنها احتلال ليبيا والثورات التي ظل معظمها طرقه فسقط في اتون الدمار والخراب لن نجد انفسنا في متاهات مراحل تأسيسية لان بوصلات ومناهج وحركات التمثيل الوطني والقومي قائمة وكذلك فان الزمن اللازم لاستكشاف والتأكد من نتائج الغزو والاحتلال وبعض ما سمي بثورات الربيع قد تأصلت الان وصارت حقائق يمكن البناء عليها في اطلاق الاحكام وتقرير المسارات اللازمة للخروج ببرنامج انقاذ قومي .

أول وأهم سبل مواجهة التحدي الطائفي الفارسي المترافق مع حركة غزو منظم واحتلال سياسي وجغرافي للامة هو ان يعيد العرب الرسميون وكل قواهم الشعبية الحية تقييم مواقفهم من المقاومة العربية في العراق وفلسطين والاحواز وليبيا وسوريا وغيرها . ان فتح علاقات فورية بين المقاومة العراقية الباسلة بشكل خاص من قبل العرب حكومات وشعب هو مرتكز التصرف الاهم والاخطر والاقوى في سلسلة عقد التغير المطلوبة فورا وقبل فوات الاوان . ان امتلاك المقاومة العراقية والاحوازية للمال والسلاح اللازم سيقلب في زمن منظور كل معادلات الوهن والاضعاف التي انجبها غزو العراق واحتلاله .

على العرب كلهم الان ان يعيدوا النظر بالمواقف غير الايجابية من حزب البعث العربي الاشتراكي وشركاءه في المقاومة في العراق وان يدركوا ان الغزو والعدوان على البعث في العراق ودولته الوطنية قد تبعه فورا انطلاق الهجوم المنظم على كياناتهم .

على حزب البعث العربي الاشتراكي في الوطن العربي أن يعمل بقوة وبسرعة على أعادة فتح ملفات العلاقات مع القوى الوطنية والقومية واليسارية والاسلامية المعتدلة وان يعمل على اقامة جبهة عمل وطني وقومي واسلامي عريضة وبأهداف معروفة وقوة تنفيذ ترتقي الى مستوى مقارعة تحدي الوجود الذي تتعرض له الامة الان. ان هكذا انطلاقة تتطلب عبور خلافات الامس وآلامها وفواجعها وفتح صفحات جديدة لان الحياة تنمو والعلاقات تتغير والادوات تتطور والركون الى معطيات الماضي المؤلمة ما عادت تجدي نفعا ازاء زلزال الفناء الذي يهز جوانب الامة. ان الوقوف بنظرة متأنية الى متناقضات القوى المتحالفة الان ضد الامة كفيلة بان تقنع العرب ان بعض خلافاتهم قابلة للعبور والتجاوز لو تم توصيف وتحديد ضرورات وممكنات ونتائج العمل المشترك لحماية الذات القومية وثروات الامة وكرامة ابناءها وسيادة كيانها أو كياناتها .

ان تشكيل التيار الوطني القومي الاسلامي العريض يجب ان يرافقه عزل تام للقوى والحركات الطائفية السياسية وتجفيف لمنابع تغذيتها وقطع لوشائج صلاتها الخيانية العميلة نع أعداء الامة بكل انواعهم واصنافهم الرئيسيين والفرعيين. ان تحجيم وانهاء فكر وتطبيقات وتفريخات فصائل وقوى الغلو بكل انواعها واتجاهاتها والتكفير كمنهج يعادي الله والانسانية ويتعارض مع صلاحيات الخالق جل في علاه يمثل مطلبا حاسما في سلسلة وعقد الفعل العربي المتجه لحماية الذات وحماية صلة الامة بالإنسانية .

ان بناء جبهة حماية الذات القومية في وطننا لا يحتاج الى سلاح ولا الى ثروات لان امتنا تمتلك منها ما هو وافر وكثير بل ان هذه الوفرة في الخيرات هي أحد اسباب استماتة الصهيونية والصفوية الفارسية والامبريالية العالمية الشرقية والغربية للتواجد العدواني الاحتلالي لأرضنا العربية المقدسة .






السبت ١٩ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة