شبكة ذي قار
عـاجـل










الحلقة الاولى
الثابت والمتغير في العمل السياسي

على مدار68 عاما من سفر حزب البعث العربي الاشتراكي ,حزب الامه العربية وقلبها النابض . اختط البعث الخالد لنفسه ولمناضليه خطوط ثابته انطلاقا من ضرورة نشأته ومنطلقاته الفكرية التي اقرت مشروعية نضاله المستمر ضد الامراض و وعوامل وهن الامه والعمل الجاد والمتواصل من اجل خلاصها وتحررها .وعندما يخاطب الرفيق الامين العام للحزب مناضلي البعث ويقول { أن موقف الحزب واضح وتفصيلي في كل قضية من قضايا العمل السياسي } فانه بذلك استحضر كل مسيرة البعث الخالدة وادبياته وخطب قادته ومناضليه .وقطع ايضا اي اجتهاد خارج الاطار (( المنهج الجهادي )) الذي اقره البعث منذ نشأته الاولى الى يومنا هذا . وفي هذه (( المخاطبة المباركة )) استحضر الرفيق القائد فكرة { الايمان } التي ربى البعث مناضليه عليها . والتي يقول عنها الرفيق القائد المؤسس العبقري احمد ميشيل عفلق .{ ان الاساس الخالد لعملنا , الاساس الذي لا يتبدل ولا يستغنى عنه هو (( الايمان ))} والرابط بين المقولتين اعلاه هو الثبات على المواقف الاساسية في العمل السياسي للبعث ومناضليه انطلاقا من مبررات نشوء البعث الخالد ليكون قدر هذه الامه وأملها في الخلاص والتحرير. وعليه فان طريق البعث طويل وسوف يمر عليه افراد وأجيال لذلك يجب أن يعرف السائرون على هذا الطريق كما يقول الرفيق القائد المؤسس ( أن يعرف كلمة السر)) التيتبقي على صحة الطريق واستقامته وامانته وان ينقلها كل فرد لأخر وكل جيل لأخر هو " الثبات في المواقف " .

استناداً لهذه الحقيقة الراسخة في الانتماء البعثي يؤكد الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم في حديثه للقيادات الثلاث { أن البعث ومسيرته الكفاحية الجهادية لا يتوقف هذا الحزب العظيم على احد يموت أو يستشهد ولا على قيادة تموت او يستشهد احد اعضائها او كل اعضائها .وهم يعلمون أن البعث وليد امه عظيمة مختارة تحمل رسالات البشرية }. تاسيساً على ما تقدم فان " الثبات " على المواقف المبدئية يعد جوهر الانتماء للبعث الخالد.لذلك وجب على المناضلين ان يستحضروا القيم المبدئية التي اعطت لنضال البعث الثبات والقدر على المواصله والتحدي . وهذا يتطلب العودة الى ادبيات وخطب وكلمات قادة البعث لتكون اساساً في توضيح مواقف الحزب السياسية الثابته للناس والاجابة على تساؤلاتهم . خاصة في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة التي تمر بها امتنا العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص وهو يتعرض الى ابشع واخطر هجوم معادي منذ عام 2003 والى يومنا هذا . يمثل هذا الهجوم المعادي ثلاثي الابعاد اقسى ما يمر به قطر من اقطار امتنا العربية . حيث تنفذ ثلاث قوى مترابطه هجوم غير مسبوق على العراق ,وهذه الهجمات تتكون من

اولا: هجوم امريكي صهيوني وبكل ادواته.
ثانيا : هجوم صفوي فارسي وبكل ادواته.
ثالثا: هجوم ظلامي تدمير وبكل ادواته .

صفحات هذه الهجوم المعادي , بالرغم من تداخلها فانها تشكل في النهاية مشروع (( طائفي تفتيتي)) للعراق ومن ثم الانطلاق الى تفتيت الامه العربية . يقابل هذا المشروع البغيض التفتيتي ,صمود وصلابة شعب العراق وقواه الوطنية وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي قدم تضحيات جسام على طريق التحرير فقدم 160 الف عضو شهيد من اعضائه وفي مقدمتهم قائد البعث الرئيس الشهيد صدام حسين . نقول هؤلاء النخبة الخيرة تشكل مع باقي فصائل الشعب الوطنية والقومية والاسلامية (( المشروع التحرري )) الوطني والقومي والاسلامي لمواجهة مشروع اعداء الامة بالرغم من شراسة وعدوانية وسادية الخونة والعملاء واذناب المحتل الامريكي والصفوي .

فان البعث العظيم الثابت على مواقفة والصامد في نضاله اصبح شوكة في مشروع الاعداء وحائط صد متقدم للامة وهو يتقدم بخطى ثابته نحو صياغة " نهج مقاوم" جديد استناداً على المتغيرات على الارض في الصراع مع الاعداء. لذلك يقول القائد المجاهد الامين العام في حديثه { أن معركة المصير في العراق ولذلك مسؤوليتنا وسنبقى مسؤولية مبدئية وعقائدية وتاريخية واخلاقية وطنية وقومية وانسانية تجاه شعبنا واتجاه الامه}.

واستنادا لهذه المسؤولية العظيمة التي تقع على عاتق البعث الخالد فانه مستمر بالعطاء والتضحية على طريق مبادئه الثابته التي جسدتها عظمت التضحيات على مدار سفره الخالد. لذلك فأن المبادئ اصول يسير عليها المناضل في حياته النضالية يتحكم فيها ما أمن به عقله وقلبه . وأن الناظر الى سير العظماء والقادة والاحرار وكيف كان حالهم مع القيم والمبادئ تجد (( ثباتا عجيبا )) واصرار فريد ينبئك عن ايمان ويقين أصيل وقر في تلك القلوب وتلك العقول حتى خلفت من بعدها أمجاداً عاش على اثرها ومن خلفهم من بعدها من الناس يتفيئون في ظلال ذلك الثبات وذلك الاصرار .

وخير مثال هنا ممكن أن يجسد هذه الحالة هي لحظة صعود قائد البعث الخالد صدام حسين الى حبل المشنقة بكل ثبات وايمان بمبادئه وعظمة انتمائه للبعث والامة العربية .

لنا قراءة اخرى في قادم الايام في حديث الرفيق المجاهد الامين العام للحزب نتناول بها مسارات المسيرة الجهادية للبعث ومقاومته الباسلة .. لنا لقاء باذن الله تعالى .





الجمعة ١١ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة