شبكة ذي قار
عـاجـل










لا شك إن من يستمع الى الافعال وردود الافعال عليها من خلال التصريحات الامريكية والعراقية الرسمية يظن فعلا انه كان هناك جيش في العراق يقوده القائد العام للقوات المسلحة المدعو حيدر العبادي.

مهزلة بصورة الهزيمة الفاضحة بما جرى ويجري في الرمادي ومحافظة الانبار كلها دفعت وزير الدفاع الامريكي كارتر وقبله رئيسه باراك اوباما الى اطلاق رصاصة الرحمة على رأس ما تبقى من المؤسسة الامنية العسكرية العراقية التي أسسها وأشرف على تدريبها وتجهيزها جنرالات البنتاغون وبرعاية السفير الامريكي الاسبق بول بريمر بعد جريمته بحل الجيش الوطني العراقي بعد غزو العراق.وتبخرت معها ملايير الدولارات ومئات الالوف من القطع والمعدات العسكرية الاحدث في العالم، كلها تبخرت كفقاعة، ومعها طار المالكي مهزوما شر هزيمة.

وزير الدفاع الامريكي المستر كارتر قالها البارحة بصراحة ودون مجاملات لأحد: ان ما تبقى من قوات المالكي والعبادي باتت تلفظ انفاسها الأخيرة بعد هزيمتها المدوية في الرمادي، وليس هناك من أمل يرجى لها؛ خصوصا بعد ان استفحلت المليشيات الطائفية والحشد الشعبي بادارة صفوية إيرانية ، التي سارعت فاحتلت بقايا وفراغ المؤسسة الامنية والعسكرية والشرطوية التي أسسها ورعاها الاحتلال الامريكي وتابعه الايراني، وصارت " جحش" البديل الامني والعسكري رسميا كنواة لجيش طائفي جديد على نمط الحرس الثوري الإيراني، ولو من غير كفاءة تنظيمية او عسكرية او حتى عقائدية.

جاء تصريح الوزير كارتر بالامس في موقعه وتوقيته واقراره بواقع الحال في العراق، مشخصاً حالة المهزلة القائمة في المنطقة الخضراء، في قوله وصراحته الواقعية بلا مداهنة او رجاء ، وهو اعتراف بفشل القرار الامريكي في حل جيش العراق الوطني وتأسيس بديله الهيكل الطائفي الكسيح.

هذا التصريح الذي أزعج حيدر العبادي ، مما دفعه وهو في حالة اليأس الى تصريح محتشم ومبتذل، راجيا من الادارة الامريكية تصحيح معلومات كارتر وزير البنتاغون، الذي وصفه تصريح العبادي: انه ضللته تقارير مشبوهة من الاعلام المنحاز بعد سقوط مركز الرمادي، متجاهلا هذا العبادي مما نشر من تلك الصور المخزية لهزيمة هروب أرتال عربات الهمفي الامريكية، ومعها بعض من ناقلات أفراد الفرقة القذرة "سوات" ؛ في حين تم ترك المخازن والاسلحة الثقيلة والعتاد وحتى الدبابات لداعش ، ومعها تم ترك الآلاف من افراد الشرطة الاتحادية والمحلية وهم بين قتيل وهارب ومذبوح او اسير لدى داعش، وهي بلا شك صور مذلة حقا للأمريكيين أولا، وللإيرانيين، ولا اقول لعراقيي سلطة المنطقة الخضراء فهم نكرات بامتياز .

كان على حيدر العبادي ان يطلق رصاصة الرحمة على رأسه ورأس وزيره للدفاع خالد العبيدي وقادة قواته المنهارة قبل أن يرد على تصريح سيده الأمريكي كارتر، لكن الرجلين لا يستحيان ولا يقدما على حالة الانتحار لجبنهما وعجزهما عن مواجهة الحقيقة، ولطالما أنهما طارئين على العسكر والعسكرية والجندية، جاءت بهما المحاصصات المشبوهة وأوصلتهم الى ما هم عليه من مناصب.

يعود اليوم جون بايدن عراب تقسيم العراق، ليرطب عبر الهاتف، خواطر وكيله العبادي، وليرفع من همته بتصريح جديد حول قرب يوم تحرير الرمادي والانبار بعد أيام ، متناسيا ما قيل عن قرب تحرير محافظة نينوى وغيرها من بقايا المدن المهجورة من سكانها، وتلك المدن والمحافظات الخارجة عن سلطة المركز.

كلمة أخيرة ، شتان ما بين قرار المجرم بول بريمر بحل الجيش الوطني العراقي وقرار الوزير كارتر بحل جيش المالكي؛ فالحالة الاولى فتحت الطريق لبناء مؤسسة عسكرية طائفية ليس لديها عقيدة عسكرية وطنية، وها هي تنهار في أول مواجهة بعد حزيران 2014 ، لتليها مرحلة اعداد تشكيلات اللملوم الطائفي الذي جمعه السيستاني تحت شعار "الجهاد الكفائي" ويضع حشوده الغوغائية، بمختلف راياتها الطائفية الصفوية ن تحت سلطة وادارة وقيادة قاسم سليماني ، ليتيح الى كافة العمائم الرمادية ان تضع رتبها العسكرية، وتصبح زعاماتها من تجار الحرب الطائفية هيئة اركان لجيش العبادي المهزوم.

هل يصلح العطار ما افسده الدهر؟ والى متى ينتظر أحرار العراق وشعبه بقية ادوار اللعبة لتقسيم العراق، ما بين لعبة بريمر وتسلية كارتر، فكما كسر الأول لن يجبر الثاني.

ان غدا لناظره قريب
 






الثلاثاء ٨ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة