شبكة ذي قار
عـاجـل










في هذا الجزء ولأهمية حديث الرفيق القائد عزة إبراهيم أمين عام البعث وأمين سر قيادة قطر العراق وقائد الجهاد والمقاومة ، كان لابد من تسليط الضوء واستخلاص الدروس والعبر مما ورد فيه من حقائق وتوجيهات سديدة تصلح كإستراتيجية للمرحلة الراهنة والمستقبل ، فنقول إن تأكيد قائد البعث والمقاومة على أن قيادة الحزب وقيادة المقاومة وقيادة الجيش وضعت أمامها مسارين في تحرير العراق وإعادته وطنا كامل السيادة والاستقلال وطرد الاحتلال الأمريكي الإيراني وجميع آثاره ، ومنها بشكل خاص العملية السياسية التي أغرقت العراق في بحور من الدم وأعادته إلى عصور ما قبل الصناعة كما تمنت الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها الأسبق جمس بيكر ،

فالمسار الأول وهو المسار السياسي والذي طرحت فيه القيادة رؤيتها للحل السياسي ، الذي تضمن إلغاء قانون اجتثاث البعث ورفع الحظر عنه وكتابة دستور جديد للبلاد وإلغاء القوانين والقرارات المجحفة التي صدرت بحق البعث وبحق أبناء الشعب الذين طالتهم تلك القوانين والأنظمة وإعادة بناء الجيش والقوات المسلحة على وفق قوانينها الوطنية التي تحرم الميليشيات الطائفية ووضع السلاح بيد الجيش والشرطة وإطلاق سراح الموقوفين والمسجونين وإصدار قانون العفو العام عدا الذين تلطخت أيديهم بدماء وإزهاق أرواح العراقيين وسراق المال العام فلابد من تقديمهم إلى محاكم عادلة ، ومنع التدخل الأجنبي في شؤون العراق ، وتعويض العراقيين جميعا عن الأضرار التي لحقت بهم جراء العنف الطائفي والتهجير القسري ، وإعادة بناء ما دمرته حرب الأضداد بين دول المصالح على أرض العراق ،

والاعتراف بحقوق المقاومة الوطنية العراقية ، ومن ثم إجراء الانتخابات العامة وفق اسس وضوابط ديمقراطية نزيهة وبإشراف دولي وعربي وإسلامي ، فالموقف السياسي هذا ليس للبعث فقط وإنما اتفقت عليه جميع القوى والأحزاب العراقية الرافضة للاحتلال ولعمليته السياسية في إطار مصالحة وطنية حقيقية وشاملة ، وأي حوار يحاول تسويف هذه الشروط أو الإقلال من أهميتها فلا يعد حوارا وطنيا بناء هادفا إلى فتح صفحة جديدة في حياة العراقيين ، والقضاء بشكل كامل على كل التحديات التي تواجه العراق الآن ومنها الإرهاب ومشاريع التقسيم والميليشيات والارتباط بالأجنبي ، التي باتت تهدد أمن الدولة بل أصبحت هي صاحبة اليد الطولى في البلد وسيطرتها على القرار السياسي فيه ، والهدر الكبير بالمال العام ، مع ارتفاع خط الفقر إلى أكثر من 60 بالمائة وسط أبناء الشعب العراقي ، وعندما تطرح قيادة البعث هذه اللائحة الخاصة بالحل السياسي فإنها تضع في حساباتها أن هناك أطرافا في العملية السياسية لا يروق لها هذه البنود ، وبدفع من الدول الطامعة في العراق ، لأنها تعرف على وجه الدقة بأنها لا تفلت من عقاب الشعب ، الذي هو صاحب الاستحقاق في محاسبة كل من قام وساهم فيما آلت إليه الأوضاع منذ التاسع من نيسان / 2003 وللوقت الحاضر، فالحقوق لا تنتهي بتقادم الزمن وإنما ستبقى حية في عقول وأفئدة أبناء العراق اليوم وغدا ولو طال الزمن ، وإذا ما توهم أي من الأطراف التي أساءت إلى العراق وشعبه بأنها في حصن حصين لا يمسها الحساب فهم على وهم كبير ، فلا أمريكا قادرة على حمايتهم ولا إيران قادرة على الدفــــاع عنهم وإيوائهم ( لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ) ، لقد ظهر وبشكل جلي لكل أبناء العراق والعالم العربي والإسلامي والدولي ما حل بالعراق والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب وقواه الوطنية في الأرواح والمال وفي الشخوص والآثار التي اكتظت بها مدن العراق ، وهي تحكي قصة حضارته على مدى تاريخه المشرق في عالم الحضارة والتطور البشري ، لكن للأسف أن هناك أوساطا عديدة في موقع المسؤولية رؤساء دول وحكومات وبرلمانات ومنظمات حقوق الإنسان ، منها محلية وعربية ودولية لا زالت تتكتم على حجم الدمار والفساد الذي حل بالعراق وأهله ،

وليس لها كلمة حق تقولها في محفل أو مؤتمر أو صحافة وإعلام ، ويبدو أن أمريكا أخرستها وأعداء العراق واللوبي الصهيوني قد أزاحوها عن طريق الحق ، وإيران أصبح نفوذها كبيرا لتحقيق ما عجزت عنه في حرب دامت ثمان سنوات ، فإليهم نقول قول الله سبحانه وتعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون ) ، لاحظوا إن حادثة بسيطة تصنف من الدرجة العاشرة في تسلسل الأحداث من وجهة نظر الجنايات والأفعال العدائية تصيب في إسرائيل أو أمريكا أو دول الغرب الاستعماري أو دول التبع لهذا الاستعمار تقوم لها الدنيا ولا تقعد ، كل الفضائيات ووسائل الإعلام تجند نفسها لإدانة ذلك الحدث ، حتى ولو كان بوجه الحق ، ويهرع مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماعاته ليتخذ القرارات التي ترضى بها أمريكا وحلفاؤها ، فلماذا وعلى مدى اثني عشر عاما والعراق ينزف دما ويقتل أبناؤه بالجملة ويغيب الآلاف من شعبه وتكمم أفواه الناس المطالبين بحقوقهم وتكبل حرياتهم وتسرق ثرواتهم ولا أحد يقف معهم أو يقول هذا حق وذاك باطل ؟ ، لماذا ؟ لأن أمريكا هي التي احتلت العراق وهي المسؤولة عن كل ماحدث ويحدث فيه ، وفي إطار التسليم بالطاعة لهذه الدولة المارقة فعلى الجميع أن يصطفوا مع الموقف الأمريكي ولا يحركوا ساكنا ،

وهذا ما حصل ويحصل عندما تتصدر أخبار العراق المؤلمة الصحافة والفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى ، فالذي يطرح رؤى ومشاريع ذات أهمية فائقة في حل المشكلة العراقية ، وإعادة العراق إلى حياة الاستقرار والأمن والأمان ، ومن أهل العراق أنفسهم لا تصل إلى مسامع المجتمع الدولي بل يسدون آذانهم منها ، وبالمقدمة منها أصحاب القرار دول وحكومات ومنظمات ، وهذا يعني أن هناك من يريد أن يبقى العراق على هذا الحال ، لاستنزاف كل طاقاته البشرية والمادية ، ومن ثم تقسيمه إلى ثلاث دويلات طائفية كل منها يرتمي بأحضان جهة أجنبية ، توفر له الغطاء للبقاء في كيانه الجديد ، ومن هذه الأسباب اتخذت قيادة البعث مسارا آخر مع المسار السياسي وهو حرب التحرير الشعبية والكفاح المسلح ، ومن خلال إعادة تشكيلات المقاومة الوطنية واختيار عناصرها من مجموع التعبئة للشباب العراقي التي يقوم بها الحزب والقوى الوطنية الأخرى لتشكيل المزيد من الفصائل الجديدة ، والمبنية على الأسس الجديدة ،التي ستكون عاملا حاسما في مواجهة المشروع الأمريكي الإيراني في العراق ، وتحديد العدو الأول الذي سيكون هدفا للكفاح المسلح في كل بقعة من أرض العراق ، وأينما وجد الغرباء وعملاء الأجنبي ،

إن معركة العراق في هذه المرحلة ستكون معركة الأمة ضد الطوفان الأمريكي الإيراني في العراق ، وعلى كل من يهمه أمر الأمة أن يعرف إن معركتها للغزو الإيراني ليست هي في اليمن ولا في البحرين ، بل هي في العراق فاليمن العربية تقع في أقصى الجنوب الغربي من المشرق العربي وتركيبته السكانية عربية إلا النزر اليسير منها ، أما العراق العربي ففيه العرب وهم الغالبية من السكان وفيه الكرد والتركمان وأقليات أخرى وله حدود مع الجانب الإيراني تقارب الألف وثلاثمائة كيلوا متر ، وهناك نزاع إيراني عراقي قديم العهد ، ولم تحسم قضايا هذا الخلاف والنزاع للوقت الحاضر ، وحتى قرار مجلس الأمن الدولي 598 في 20 تموز / 1987 والذي وافق عليه العراق آنذاك ورفضته إيران ولم توافق عليه إلا في 20 / 7 / 1988 لم تنجز من فقراته العاملة أي شيء ، وبالإمكان تفعيله وذلك بوضع قوة مراقبة دولية على الحدود لمنع أي تدخل إيراني ، وهنا يأتي دور الأمم المتحدة وأمريكا التي تعرف جيدا حجم ذلك التدخل ، حتى يستطيع العراق أن يحصن نفسه ويلتفت إلى حل مشاكله ويوحد أبناء شعبه بوجه كل المخاطر المفروضة عليه ، وفي مقدمتها الإرهاب ، ومن ثم إصلاح النظام السياسي ومن خلال مصالحة وطنية حقيقية ، ليكون معبرا عن أماني وتطلعات الشعب وحقه في العيش بأمان وسلام ، والقضاء على كل التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية ، فهل يرعوي أصحاب القرار في الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ويقولوا قولتهم في الشأن العراقي ، كونهم الجهة القادرة على مباركة الحل السياسي الذي يتقدم به أبناء العراق لإنهاء اكبر وأعظم مأساة في تاريخ البشرية وفي العصر الحديث حلت بهذا البلد ،

وإذا ما صموا آذانهم فلم يبقى أمام الشعب وقواه الوطنية المخلصة ، إلا المسار الثاني الذي اختارته قيادة البعث والقوى المناهضة للاحتلال والتدخل الأجنبي وهو ( المقاومة ) وهذا خيار تضحيات كبرى لكنه السبيل الأكيد للخلاص الوطني وإنقاذ العراق . إن حرب التحرير الشعبية هي تيار الكفاح المقدس ضد الوجود الأمريكي والإيراني والأجنبي ومصالحهم حيث كانت على طول امتداد الوطن العربي الكبير ، فهي تشكل إحدى الجبهات الوطنية والقومية والإسلامية الأساسية في مقارعة الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وتبني الأساس الراسخ لمجتمع عراقي وعربي إنساني تسود فيه الحرية والسلام وينتفي فيه كل شكل من أشكال الاستغلالل والتبعية والسيطرة الأجنبية والطائفية ومن يقف وراءها ، وسيبقى الكفاح الشعبي المسلح دليل العراقيين والعرب للوصول إلى مستوى حرب التحرير الشعبية الشاملة المستندة إلى مبادئ العقيدة العربية الثورية في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وان هذه النواة التي أطلقها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق الآن هي امتداد لحرب التحرير الشعبية في الجزائر وفي ليبيا وفي فلسطين وسوريا والعراق أيام السيطرة الأجنبية عليها في القرن الماضي ، وكانت تشكل الرد الحقيقي عليهم وانتزاع الاستقلال والسيادة منهم ، وان هذه النواة ستكون القاعدة العريضة في كل الوطن العربي لأنها تمثل وجود الأمة العربية الكامل في العراق وفلسطين واليمن والبحرين وسوريا وليبيا وفي كل أجزاء الأمة وأقطارها التي تتعرض إلى العدوان ، هذا الوجود الكامل الذي لا غنى عنه الآن في تحقيق التكافؤ النوعي مع القوى الهائلة التي تضعها أمريكا والحلف الأطلسي وإيران والإرهاب الدولي في المعركة ، إن قومية الكفاح الشعبي المسلح من شأنها أن تؤمن امتداد الوعي إلى كل أجزاء الأمة بالخطر على وجودها من الغزو الصهيوني والاستعماري ، والالتزام بالتصدي لهذا الخطر .

وإن توجه العرب نحو العراق وهو يقاوم الاحتلال والتبعية سيرسي مقدمات الوحدة العربية والتحرير الشامل لكل جزء محتل من أجزائها ، في العراق وفلسطين وفي الجزر العربية الثلاث وفي الجولان والاسكندورنة وفي الاحواز وعلى كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الوطن العربي الكبير أن تدرس من الآن السبل والوسائل لميلاد هذه الحركة وان تقدم الدعم الكامل للعراق ومن خلال قيام الجبهة الشعبية العربية الموحدة ، التي تضم كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية في العالم العربي .





الاحد ٦ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو مجاهد السلمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة