شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس لنا ان عقد مقارنة بين المنظور الانساني لحزب البعث العربي الاشتراكي أزاء الاقليات القومية ، وبين الابتزاز العنصري لهذه الاقليات من قبل نظام الولي الفقيه المتسلط في ايران ، فمسألة محسومة في اتجاه التوجه الانساني في معالجة المسألة القومية التي أقرها حزب البعث العربي الاشتراكي في برنامجه الفكري واحتوتها ادبياته المتعددة وجسمتها مواقفه العملية في 17- 30 تموز ، واتجاه التعصب الشوفيني الذي مارس من خلاله نظام الملالي شتى الوان القهر والبطش ضد سائر الشعوب الايرانية سوى الفرس، فنار العنصرية المتأججة في ايران هذه الايام قد ناشت كل الشعوب الايرانية وان كان بدرجات متفاوته، وفي هذا الضوء نحن لا نعجب عندما نشهد اتساع المعارضة الايرانية بشتى انتماءاتها القومية للنظام الحاقد في طهران .

لقد أثبتت وقائع التاريخ أن القهر القومي لن ينتج سوى المجابهة الحادة بين المتسلطين واولئك الذين يرفضون صيغة التسلط ، وان لغة التنكيل والابادة لن تثمر سوى تأجيج نار الثورة ضد المتعاملين مع هذه اللغة ، وما يحدث في ايران الآن يؤشر شاهدا كبيرا على ما أثبتته وقائع التاريخ ، فالمأساة الدموية التي يغذيها الحكام العنصريون في ايران تزداد فداحة يوما بعد يوم ، ففي الاحواز العربية التي تشهد سياسات تفريس عنصرية ممنهجة ، وحملات اعتقالات واسعة لمختلف قطاعات الشعب الاحوازي العزل وحملات الاعدام المستمرة أمام مسمع العالم ، وانتهاكات حقوقه في الحياة الامنة في بيئة نظيفة ، ان اهلنا في الاحواز العربية يعيشون اسوأ حالاتهم حيث حولت مجاري الانهار وطمس التراث والتاريخ والهوية العربية على يد الفرس الصفويين ومورست بحقهم التطهير العرقي ، اكثر من 80% من ابنائه يعيشون تحت خط الفقر ، والاحواز أرض غنية بالموارد النفطية والموقع الجغرافي لكن شعبه فقير .

أن العقلية العنصرية والغطرسة الفارسية صورت لهم بان البطش كفيل بأسكات الحق والثورة ومنطق التاريخ ، وبالتالي أبتزاز الحق القومي للشعوب غير الفارسية في ايران قد سقط خاسئا في صورة الغضب الجماهيري للقوميات من عرب وكرد وبلوش وغيرهم ، وهم حين يجتمعون يشكلون اكثر من نصف ايران ، ان شراة الثورة انطلقت وايران تحترق حاليا من الداخل وتمزقها قريب جدا .

وهل ان ملالي قم وطهران يتعلموا من الصيغة الانسانية التي بناها حزب البعث العربي الاشتراكي في تعامله مع الاقليات القومية وان يستفيدوا من تجربة الثورة عندما اصدرت بيان الحادي عشر من آذار عام 1970 ولم يمض عامان على قيامها ، ذلك البيان الذي حدد مشروعية الطموح القومي لشعبنا الكردي واعترف بهذه المشروعية من نظرته الانسانية ، واسس مجلس تنفيذي وتشريعي واقر بالحقوق الثقافية والقومية ضمن وحدة العراق.

علما بان شاه ايران قد عمل بكل قوة من اجل أفشال بيان آذار وتأمين الحقوق القومية لاكراد العراق من خلال دعم تمرد الجيب العميل وامداده بكل مقومات الاستمرار سيعا لتأخير مسيرة الثورة والهائها بمشاكل جانبية .

ايران الشر والرذيلة تتخبط الآن بين ثورات القوميات الغير فارسية في الداخل ، وهزائمهم في الخارج في اليمن وسوريا والعراق ، عاصفة الحزم قصمت ظهرهم ،

أن هوسهم الفارسي العنصري الذي شدهم الى الوراء أقوى من أن يهديم الى طريق السوي .
 






الاثنين ٣٠ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال أحمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة