شبكة ذي قار
عـاجـل










في العودة الى نبع اسلامنا الحنيف وقراءة السيرة وسفر الرسالة المحمدية السمحاء وعند استحضار أهم ما بثه الدين والثوار الخالدين الذين تصدوا مع النبي العربي القرشي الأمي الهاشمي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فإننا سنجد وحدة العرب كعلامة شاخصة بل والدرة الأثمن بعد درة التوحيد لأن نشر الرسالة كان يتطلب الوحدة بكل مقوماتها العقائدية ووحدة الراية والسيف لتحقيق أهداف الرسالة المباركة.

واذا استحضرنا جغرافية واهداف الفتوحات الاسلامية الخالدة فإننا سنجدها بدءا قد وضعت أرض العرب والأنسان العربي في المقدمة وﻻ غرابة في ذلك لأن المنطق واشغال العقل تقدم وترجح عوامل الشخصية القومية العربية ولغة القران العربية وهوية الثوار الفاتحين العربية التي ﻻ يمكن قطعا ان تؤثر في أي انسان قبل وأكثر من فرص واحتمالات تأثيرها في عقل وضمير واستجابات اﻻنسان العربي والبيئة العربية.

و قراءة السفر الخالد ومكونات اﻻسلام الحنيف ﻻ تؤشر أبدا ولا تذكر لا مذهب وﻻ أية ملة غير الاسلام كدين رباني هو دين الختم بإرادة رب الدين ورب النبي ومصدر وحي الكتاب الحبيب ( القران المجيد ). واصحاب الرسول الكريم وال بيت النبوة كلهم دون استثناء قد توفاهم الله شهداء خالدين وهم يدافعون عن ( الدين وﻻ توجد كلمة واحدة تشير الى ملة وﻻ الى مذهب ).حتى ثورات ال البيت ومنها ثورة الأمام السبط الشهيد الحسين بن علي وثورة اﻻمام الشهيد زيد بن علي سلام من الله عليهم كانت ﻻصلاح شأن الدين ومواجهة ما مورس ضده من انحرافات عليه ولم نقرأ أو نسمع عن هدف وﻻ غاية مذهبية لهم على اﻻطلاق وصوﻻ الى اﻻمام جعفر الصادق عليه السلام الذي عرف بعلمه في الكيمياء والفقه والشريعة ونسب اليه ﻻحقا تأسيس المذهب الجعفري.

اذن ... الطائفية والمذهبية ليست منهجا ولا عقيدة في اصل اﻻسلام الحنيف وان الشعوبية والردة التي عملت على تأسيس الطائفية وتكريسها كعقائد تبدو وكأنها نتوءات و كيانات تتشبه بالدين مستقلة ومتصارعة في تمثيل الدين ليس حبا في الدين بل قد سعت سعيها لتمزيق وحدة الدين الحنيف واﻻعتداء على سفره ومنجزاته التي تحققت تحت ظل وحدته العتيدة المقدسة وحاولت باستمرار غلق مسارات فعل الدين المتجدد التي ترتكز على الوحدة كعامل حاسم.

ثم سيست المذاهب في حقبة زمنية حديثة قد ﻻ تتعدى تاريخ الحرب العالمية . وفي عملية التسيس هذه كرست افكار وعقائد التكفير والتنافس البعيد عن جوهر اﻻسلام بل هو تنافس بين اﻻحزاب الساعية للسلطة والجاه والمال. ثم انتج اﻻسلام السياسي أسوء ما انتجه اﻻ وهو اﻻرتماء في احضان اﻻجنبي واﻻستقواء به للتغلب على اﻻحزاب اليسارية والوطنية والقومية للوصول الى السلطة بذريعة تطبيق الشريعة واعادة دولة الخلافة. وحقيقة الأمر ﻻ تعدو أبدا سعي ايران من جهة ﻻعادة تأسيس إمبراطوريتها التي انقرضت على يد الفاتحين العرب المسلمين مستخدمة التشييع كستار وقوة ايهام وخداع و وسيلة اختراق للعرب وسعي تركيا بذات الاهداف تحت ستار المذاهب اﻻخرى.

احتلال العراق بعد غزوه عام 2003 م وبناء عملية سياسية قوامها المحاصصات المذهبية والعرقية هو محصلة استهداف الاسلام والعروبة في ان معا وكل ما تمخض من نتائج الدمار والخراب والكوارث الروحية والمادية التي انتجها اﻻحتلال تؤكد ان اﻻستخدام السياسي للدين وللمذاهب هدفه تدمير العرب وسيادة الجشع اﻻمبريالي والاحتلال الصهيوني ونفوذ فارس.

لا للطائفية البغيضة وفتنها المدمرة. نعم لوحدة العروبة والاسلام.






السبت ١٣ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة