شبكة ذي قار
عـاجـل










الاول من آيار كان يوما مجيدا للعمال والكادحين
هل بقي من عمالنا احدا في العراق
سوى حثالة البرولتاريا الرثة المستعبدة في التجنيد للموت والقتل

ربما يهز الحنين أمثالي لاستذكار الاحتفالات بعيد العمال العالمي سواء في بلادنا او غيرها ؟ وأول ما يقترن السؤال عن أحوال العراق: وهل بقي من العمال والفلاحين من أثر فعلي في العراق؟؟.

واذا ما عممنا مصطلح الكادحين في العراق على طبقات الشغيلة من الفلاحين والعمال فسيعاد السؤال مرة أخرى وبمرارة الحنظل: وأين هم هؤلاء العمال والفلاحين من أحوال شعب العراق ومحنته وقد باتت ملايينهم نازحين ومهجرين ومطاردين ومنهم مجندين في فرق الموت والمليشيات الطائفية يحترفون القتل والحرب الاهلية والخراب للعراق من أصاه الى أقصاه.

لاشك ان الادبيات الثورية المعتادة ستستهزأ بنا حين سيشير البعض الى حال العراق واحوال عماله وكادحيه واعادة نداء الشعار الماركسي التليد.[ ياعمال العالم اتحدو ]. هل من صوت ماركسي وثوري جديد يمارس بشجاعة النقد الذاتي ويقول ( ياعمال العالم سامحوني ). وفي العراق على من تبجحوا بتمثيل الطبقة العاملة ان ينتحروا حرقا على الطريقة البوذية عندما باعوا العمال والفلاحين في مزاد النخاسة السياسية وتحالفوا مع الطبقات المستغلة وقوى الاحتلال والثيوقراط الطائفي لسحق ما تبقى من العمال والفلاحين العراقيين وتصفية كل مكاسبهم التاريخية.

سحقت الحروب المتتالية في العراق أبناء العمال والفلاحين تماما في محارقها حين تعرض الملاييين منهم الى الموت والاعاقة والبطالة وخراب المدن والمصانع والمدارس منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، تلاها الحصار بما افرزه من حالات لا انسانية في إشاعة المجاعة واليأس والموت اليومي واقفال ما تبقى من الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمعامل الحكومية، وما أن حلَّ الاحتلال حتى جاءت صفحة "الحواسم" فتمت تصفية ما تبقى من المصانع والهياكل الصناعية والزراعية الكبيرة والبسيطة التي كانت تستقبل بقية البطالين وطالبي العمل.

ان حكومات الاحتلال باعت كل ما تبقى بسوق الخردة واستكملت تجنيد ابناء الفقراء عمالا وفلاحين لتزجهم في أتون المحرقة المستمرة في عذابات الموت والقتل اليومي . فتوزع ابناء الفقراء ما بين قاتل وضحية، وعلى كل الجبهات المتناحرة والمتقابلة.

حتى مؤسسات الجيش التي كان تجمع حثالة البروليتاريا الرثة من أبناء الفقراء وتسوقهم الى الحروب مقابل توفير لقمة الخبز لاطفالهم هي الأخرى تم حلّها مرتين في غضون العشرية الدموية الأخيرة، فمرة تم ذلك بقرار الحاكم الامريكي المجرم بول بريمر، ومرة اخرى تم حل جيش حكومة المضبعة الخضراء، وبتنسيق كامل بين نوري المالكي والدواعش والمواعش لكي يصبح البطالون وابناء الطبقات الفقيرة مرتزقة في المليشيات وأيادي قتل وتخريب بيد قادة عصابات الجريمة المنظمة خدما لامراء الحرب الجدد.

ما تبقى من ما كان تسمى الطبقة العاملة العراقية لم تعد سوى حثالات من بقايا العمال والفلاحين وابنائهم واحفادهم يعملون بالاجرة السقيمة من خلال الانخراط في حشود ومليشيات الحشد الشعبي ومؤسسات القمع السلطوي ويتوزعون على الارتزاق والعيش والارتشاء المقنن على قوائم منسوبة للفضائيين باسماء وهياكل وهمية يقبض بهم السماسرة رواتبا وامتيازات ويستخدمونهم في المتاجرة بالاصوات الانتخابية والولاءات السياسوية.

رحم الله عمال العراق
واعطى لبقية كادحيه الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون






السبت ١٣ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة