شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ان ترحيب مجموعات ضغط يهودية وايرانية في الولايات المتحدة بالاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه في لوزان بين الدول الكبرى وايران حول برنامجها النووي،

ومجموعات الضغط هذه هي المجموعة اليهودية الاميركية التقدمية "جي ستريت" و"المجلس الوطني الايراني الاميركي. السؤال هنا هل كان اتفاق (( لوزان )) بين ايران الغرب بداية لعودة شرطي الخليج مجددا بعد ان اختفى منذ انيهار نظام الشاه وصعود الملالي بمسرحية امريكية مكشوفة.؟ وهل يعد الاتفاق (( الاذن العالمي )) للتمدد الايراني في مناطق نفوذ محسوبه بدقة ..؟ سبب هذاين السؤالين هو ان نظام طهران ومنذ عام 2013 دأب على استعراض القوة والإكثار من المناورات العسكرية، والسعى المستمر لأجل أن يكون له نصيب كبير في وضع الشرق الأوسط الجديد، وتغيير الخريطة الأيديولوجية لمنطقة الخليج العربي ليكون لها أكثر من حليف تستطيع من خلالهم تنفيذ مخططاتها وأهدافها. لذلك تزايدت التصريحات من قبل المسؤولين الايراني بهذا الخصوص ،وهو ما اتضح خلال تصريحات الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، بأنَّ تغيُّر موازين القوى الذي تشهده المنطقة يصب في مصلحة الثورة الإسلامية الإيرانية، مؤكدًا وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإسلامية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان. هذه التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أنَّ الثورة الإسلامية ارتبطت بأواصر مع العراق، لتتشكل هناك قوات شعبية يبلغ حجمها عشرة أضعاف حجم حزب الله في لبنان. وأشار إلى أنَّ سوريا تشكلت فيها أيضًا قوات شعبية تستلهم فكر وقيم الثورة الإسلامية الإيرانية، كما اعتبر أنَّ جماعة أنصار الله التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن يمارسون الآن دورا كدور حزب الله في لبنان، بفضل اتخاذهم قيم الثورة الإسلامية نموذجًا، على حدّ تعبيره.. وبعد اتفاق لوزان بين امريكا وايران قالت صحيفة ناشيونال انتيريست الامريكية أن الاتفاق النووي الأخير مع إيران، سيؤدي إلى تمزيق العراق بشكل أكثر عمقًا، وسيزيد من الهيمنة الإيرانية في المنطقة، وسيكون وبالًا على شعب العراق. وقالت الصحيفة ايضا " إن الاتفاق يشير إلى أن إيران أعطيت مطلق الحرية في العراق؛ حتى لا تعيق المفاوضات، وأن الأمر لا يعدو أن يكون صفقة بينها وبين الولايات المتحدة، مقابل الحد من انتشار السلاح النووي. ومن المرجح أن تقوم إيران بتضييق الخناق على العراق، وتوسيع نطاق عملها في سوريا، في حين يتم تمحور الولايات المتحدة تجاه حليفها بشار الأسد، ولبنان، حيث "حزب الله" الذي أطلقت عليه الصحيفة "وكيل إيران القوي". وتابعت الصحيفة "ومع أسطورة "الهلال الشيعي" التي أصبحت الآن واقعًا تقريبًا، فمن غير المحتمل أن يعود أعضاء المليشيات الإيرانية ببساطة إلى عائلاتهم في الوطن ، كما أن حسن نصر الله أشاد بالاتفاق النووي بأنه انتصار لإيران، في حين قال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بأن التنازلات التي قدمت لإيران، في لوزان، ضمان لصفقة سيئة من شأنها أن تهدد "إسرائيل" والشرق الأوسط والسلام في العالم". ولفتت إلى أنه بوجود "الحكومة العراقية الطائفية الفاسدة والميؤوس منها"؛ بسبب سياسات رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الطائفية المفضوحة، وإطلاقه ليد إيران في العراق، مما أدى إلى ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن الأمور ستزداد سوءًا.

أزاء ماتقدم فان المقايضة الإيرانية الغربية لها ثمن قد يكون القبول بأدوار إيرانية في المنطقة؛ فهل يكون المقابل القبول بالسيطرة الحوثية في اليمن؟ أم استمرار الأسد؟ أم سيطرة إيران على العراق؟ أم سيطرة حزب الله على الساحة اللبنانية؟ أم الهيمنة الايرانية على الخليج ولعب أدوار في البحرين؟ كل ذلك وارد في ظل ضعف عربي ملحوظ بالرغم من انطلاق (( عاصفة الحزم )) مع تاثيرات واضحة في المنطقة برمتها .

ويمكن اجمال المخاطر الناتجه من هذا التوافق الغربي الامريكي الايراني بما يلي :-

اولا:- بعدما كانت إيران محاصرة كقوة إقليمية من قبل أمريكا والغرب باعتبارها “عدوا” سوف يتم رفع الحظر عنها، ويسمح لها بدور فعال في المنطقة وإطلاق يدها في منطقة شديدة الاضطراب.

ثانيا:- القبول بأدوار إيرانية وغض الطرف عن تمدد نفوذ طهران في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط.

ثالثا :- إطلاق ليد النفوذ الإيراني في المنطقة على حساب القوة الإقليمية لكل من السعودية ومصر وتركيا معا، وقد يكون دافعا للسعودية تحديدا لاستكمال هذا التحالف وترميمه من الخلافات المصرية التركية والمصرية القطرية وقد يدفع “سيسي مصر” ثمنا لهذا.

رابعا:- قد يكون ايضا دافعا لدول خليجية لتنشيط برامجها النووية أو السعي للحصول على أو تصنيع قنبلة نووية إذا لم يعجبها الاتفاق النهائي بين إيران والغرب، واعتبرته تهديدا لها.

ومما تقدم فان التعاون الايراني الامريكي لم يكون جديدا فقد جاء التعاون النووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية من خلال ( برنامج الذرة من أجل السلام ) . وهو برنامج كان الرئيس الأمريكي، دوايت أيزنهاور، قد أعلنه في 8 كانون الاول 1953، في كلمته أمام الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بهدف إتاحة الطاقة الذرية أمام الاستخدامات السلمية لدول العالم، فلا يقتصر استخدامها على التسليح والدمار فقط. ولكن الأهم من ذلك أن تستخدم في أغراض التنمية وتوليد الطاقة وغير ذلك من الاستخدامات السلمية. وقعت إيران، في عام 1957، مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية للتعاون النووي في المجالات المدنية، مدتها عشر سنوات. فحصلت إيران بموجبها على مساعدات نووية فنية من الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى عدة كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب للأغراض البحثية. كما تعاون الجانبان على البحوث المتعلقة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. وفي العام نفسه، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بنقل معهد العلوم النووية من بغداد إلى طهران. وكان هذا المعهد يتبع منظمة الحلف المركزي ( حلف بغداد ) ، الذي كان يضم الولايات المتحدة الأمريكية والعراق وإيران وتركيا. وجرى هذا النقل لأسباب سياسية، في ظل التوترات الداخلية التي كانت قد بدأت تتزايد وقتذاك في العراق. وتلقت إيران هذه الخطوة بترحيب بالغ. وأعرب الشاه محمد رضا بهلوي عن اهتمامه الشخصي بالطاقة النووية






الاربعاء ١٠ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة