شبكة ذي قار
عـاجـل










إن الذين لم يعترضوا على قانون التقسيم الأمريكي ، والذين يتباكون الآن على سلامة الأراضي العراقية هم موضع شبهة واتهام فهذا القانون والقوانين واللوائح التي نشأت بعد الغزو واحتلال للعراق وأسست لاستباحته وجعلته في موضع يصعب معه الدفاع عن سلامته الإقليمية ووحدة أراضيه وشأن هذا القانون لا يختلف في روحه ونصوصه عن قرار البرلمان التركي من حيث مخالفته للمواثيق الدولية ، والتي تحرم العدوان على الدول من المؤكد أن الحكومة التركية قد مارست خرقا واضحا للقوانين والمواثيق الدولية ، ينبغي في أوضاع طبيعية أن تدفع ثمنه حين منحت نفسها حق تقرير اجتياح العراق لكن ذلك لم يكن ليحدث لو لم تتعامل مختلف القوى الدولية والإقليمية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية مع العراق باعتباره ساحة مستباحة يحق لأي دولة أن تفعل بها ما تشاء ،

وأن تقرر لها ما تشاء إن رصد النزعات الإنفصالية ، التي أصبحت القيادات العشائرية الكردية العراقية تفصح عنها بوضوح وممارساتها في كركوك والموصل قبل 10 حزيران 2014 ، ومابعد هذا التأريخ كانت الفرصة السانحة بفعل العقلية المريضه للهالكي وحزبه ومناصريه الدنيويين المتعيشين على النهب والسلب ليكون ما نعيشه اليوم وارتفاع صوت تقسيم العراق وطرح افكار تنم عن الكراهية للعراق الواحد الموحد مستثمرين ادعاءات محاربة الارهاب وتحرير المدن التي خرجت عن سيطرت الحكومة المركزية بفعل السياسة الرعناء والعقلية الطائفية التي دار فيها الهالكي اجهزة الدولة المركزية ظلما" للعراقيين وحرمانا" من الحقوق واعتبار واجب الطاعة حتى وان كان الحاكم ظالما" مستهترا" متجاوزا"على قيم الدين والدنيا التي تحكمها الحقوق والواجبات فصنف الشعب بجيشين متحاربيين احدهم يمثل الخروج والانحراف والارتداد والاخر المظلوم المطالب بالحق وألامر بالمعروف والنهي عن المنكر { عندما يقول الهالكي من كربلاء جيش يزيد الذي يوصف به حيز بعينه وجيش الحسين عليه السلام الذي ادعى الهالكي بطلاننا" انه ومن يتبعه يمثلونه } ،

وحقيقة الامر وفق الحقيقة الملموسه ان الهالكي وحزبه ومن اسطف معه من الطائفيين والشعوبيين هم جيش يزيد المرتد على الدين المحمدي النقي من البدع وفتاوى لتجاوزه على قول الله جل علاه * قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى * عندما استباح دم سبط الرسول صلى الله عليه واله وسلم الامام الحسين عليه السلام في واقعة الطف 61 هجري ، لانهم استباحوا حدود الله باتخاذهم من حذر وأنذر منهم بقوله تعالى * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * { المائده 51 } ، فأقول مجازا" وليس قناعة وايمان تجعل الحريصين على وحدة العراق يميلون لاعتبار القرار التركي موقفا إيجابيا يتجانس مع الرغبة المشتركة للأتراك والعرب في عدم السماح بقيام كيان كردي منفصل فوق أراضيهما ، يهدد ويضاعف من المخاطر على أمنهما القومي وبإمكان المراقب أيضا أن يتفهم الأسباب التي دفعت الحكومة التركية لاتخاذ قرار الاجتياح والذي رأت فيه ممارسة لحق الدفاع عن النفس ، ذلك أن وجود مقاتلين من حزب العمال الكردي في شمال العراق ليس موضع شك بل هو واقع متحقق على الأرض باعتراف القيادات الكردية نفسها فلماذا إذاً هذا النفاق السياسي ،

والتباكي على مصير العراق ، من قبل الذين شاركوا في تدميره ونحروا وحدته وعملوا على تقسيمه ؟! ، ولماذا يختلف موقف حكومة الهالكي التي ركلها التأريخ لفسادها وافسادها واختلاسها ميزانية العراق لعقد ، ليبنوا المجد الزائف الذي يعبر عن المنكر ببعده القيمي والقانوني ، تجاه قرار الحكومة التركية اجتياح جيشها لشمال العراق ، والذي يجد مبرره في وجود مقاتلين أكراد خارجين على القانون ، يهددون أمن تركيا وسلامتها الإقليمية عن موقف آخر غير مبرر تمارسه القوات الإيرانية ومليشيات ولاية الفقيه الصفوية التي تعيث بالعراق وشعبه فسادا" وقتلا" وتهجيرا" ، وهنا لابد من الاشاره الى ماقام به الجيش الايراني من انتهاك لحرمة السيادة العراقية ووحدة التراب الوطني بالقصف لعدة مرات بالمدفعية الثقيلة المناطق الشمالية ؟ أو ليس ما تقوم به القوات الإيرانية من قصف في الشـمال العراقي {{ حاج عمران ، وقنديل وزاويته }} ، هو عدوان أيضا على السلامة الإقليمية للعراق ؟

أم أن وراء الأكمة شيء آخر ؟! ، لم تصدر أيضا أية ردة فعل غاضبة من هذه الحكومة تجاه ما يجري في منطقة البصرة من تجاوز المليشيات الصفوية وانتهاكها حقوق المواطنين بل ارتكابها جرائم الخطف والتصفيات الجسدية في الزبير وصفوان ومنطقة القبله .... الخ ، ولا أي تصد لعصابات النفط والمخدرات وتهريب السلاح التي تتشابك مع عصابات القتل الطائفي المدعومة من إيران ، والهادفة إلى تأسيس إقليم يخضع لولاية الفقيه تمهيدا" لابتلاعه كما حصل لاقليم الاحواز العربي الذي يشهد الحراك الشعبي المطالب بحق تقرير المصير اليوم انتصارا" لهويته وتأريخه العربي ليكون إسفينا في خاصرة العراق ، وليحول دون أي تطلع مشروع نحو قيام دولته العربية الحرة المستقلة ، وليشكل لبنة في وهم إعادة بعث الأطماع الكسروية القديمة في العراق ومنطقة الخليج العربي وها نحن اليوم نعيش الواقع بمرارته من خلال اليمن السعيد والدور الذي يلعبه الصفويون الجدد من خلال انصار الله الحوتيين وحليفهم علي عبد الله صالح الذي يتطلع للانتقام من الشعب اليمني الذي تمكن من خلعه من كرسي المصالح والمنافع وليس بناء الوطن السعيد المتطور ، سلطة الغزو والاحتلال الأمريكي التي قضت على الدولة العراقية الحديثة ، وحلت جيشه والاجهزة الامنية التي كانت شوكه دامية وفاقعه لعيون الاعداء بمختلف اشكالهم واهدافهم ونواياهم من خلال الاخلاص الوطني والمهنية التي اتصفت بها خلال سني الحكم الوطني بعد انتصار الشعب العراقي بثورته البيضاء 17 – 30 تموز 1968 ،

وأضعفت بلاد ما بين النهرين وجعلته غير قادر على الدفاع عن نفسه أمام العدوان وتحولت الارض العراقية مرتعا" للمخابرات الصهيونية والاقليمة المتصارعه ضحيتها الشعب العراقي والبنى التحتية التي يراد لها التعطيل الشامل والكامل لها ليتحقق ما تفوه به بيكر وزير الخارجية الامريكية الاسبق عند لقائه السيد طارق عزيزفك الله اسره ومن عليه بالشفاء مهددا" ومتوعدا" باعادة العراق لمرحلة ما قبل الثورة الصناعية ، أقول تتحمل الادارة الامريكية المتعاقبه بموجب القانون الدولي المسؤولية الكاملة عن كل ما جرى ويجري بالعراق فهي التي أوصلته إلى هذا الحال وجعلت منه ساحة مستباحة للطامعين والراغبين بنفث سمومهم وشرورهم باحقادها وكراهيتها في العراق وهي التي تستخدمه ورقة لمساومات وضغوطات تجريها على الساحة الدولية ومن ابرزها البرنامج النووي الايراني والذي تتطلع العمائم الصفوية ان تمارس دور شرطي الخليج والاقليم في ان واحد من خلال اعطائها ما تطلبه وتشترطه لانها تجد نفسها المؤهله للعب هذا الدور وهناك التوافق بالمصالح والتطلعات المستقبلية بحرمان العرب من حقهم بالحياة الحرة الكريمة المستقله ،

ومع كل ما قيل عن رفضها للقرار التركي ، فإنها لم تفعل شيئا للحيلولة دون تطبيقه ، غير مناشدة الحكومة التركية ضبط النفس بل إن البعض رأى في القرار التركي مواجهة من نوع آخر مع الحكومة الأمريكية ، احتجاجا على قرار لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس الأمريكي المتعلق بالأرمن ، مستثمرا الأوضاع البائسة لإدارة بوش الابن الغارقة بالمستنقع العراقي والأفغاني والعالقة في مشاكل دولية كثيرة مع عدد كبير من دول العالم في مقدمتها روسيا والصين وكوريا وفنزويلا وإيران

يتبع بالحلقة ألاخيرة






الجمعة ٥ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة